2024-03-29 06:45 م

وطن ٌ يعاني .. حب ٌ يداوي

2015-07-08
بقلم : الدكتور محمد بكر*
هي غصة ٌ تحشرج في النفس وألمٌ بات يسكن الروح لا يغادر ساحاتها وجنباتها... الوطن : الذي حملَنا في قلبه وعيونه فأبينا إلا أن نهديه فجوراً وكذباً وخريفاً وقتلاً وسلباً وتسلطاً وخيانة ً وعهراً وثواراً وثورةً لم تبقي ولم تذر... الحياة : وكيف غدا واقعها وقد غصت أمكنتها وأيامها وتفاصيلها وأناسها بجبالٍ من المتغيرات وألوانٍ لم نعهدها لا بل لم نعرفها... الربيع : وما آلت إليه مروجه وأزهاره وأشجاره , وكيف تغلغلت في تربته سيول الشقاء , لم يصطبغ بأحمر الورد وشقائق النعمان وزهر الرمان , إنما طفح بأحمر الدماء , وفتاوى الأشقياء, وفي ليلة ٍ سوداء حمراء , صار الربيع زقوّماً لا تنبت تربته إلا حنظلاً ... الجمال : الذي اغتيل بأيدينا وحمقنا ولوثتنا وحقدنا وتخلفنا, فكان لزاماً على القبح أن يكون بهذا المستوى... الروح : وكيف عشعش في ثناياها الضباب , وما اتشحت به من تشوهات وانفلات خارج المألوف , فصدت عن سبيل الوطن, وقست واستعلت واستعدت , فكانت أسيرة النار ولسان لهيبها... الحب : آهٍ على الحب.. الذي تعلمنا في مدارسه الغفران والتسامح , فيبادل المحب حبيبه الخطيئة بالطيبة , والسيئة بالصفح وقد غدا فينا بلا مدرسة ٍ أو محددات. فالوطنُ حياة ٌ والحياةُ ربيع ٌ والربيع جمالٌ والجمال روح ٌ والروح حبٌ والحب هو الشيء الأسمى والأوحد الذي يجب أن نعض عليه بالنواجذ , ولا نتخلى عنه عند المحك ولا في أصعب الظروف وأحلكها, كي يبقى الوطن , وتستمر الحياة , ويزهر الربيع , ويزهو الجمال , ويفيض الحب . 
* كاتب فلسطيني مقيم في سورية