2024-04-20 02:58 ص

بدعة أردوغان الجديدة .. منطقة خالية من داعش

2015-07-27
بقلم: ميشيل كلاغاصي
في الوقت الذي بدأت العديد من الدول تغيير سياساتها و مواقفها من الدولة السورية و الحرب عليها, و مع ازدياد تصاعد أصوات العقلاء حول العالم بضرورة وقف هذه الحرب اللعينة, و أنه لا بديل عن الحل السياسي , بما فيها مواقف و تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة – و التي لا يثق السوريون بها مطلقا ً – و مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , و المواقف " المعلنة " للحكومة الألمانية و الفرنسية و البريطانية و غيرها .... نرى حكومات تركيا و السعودية و اسرائيل , تنفرد في المضي قدما ً في استمرار دعم الإرهاب و التنظيمات الإرهابية , و بالدفع لإستمرار الحرب على سورية .. دون أي تغيير في سياستها منذ اليوم الأول للحرب على سورية و المنطقة. لقد اختزلت دول الهيمنة و أصحاب المشروع الإرهابي .. ظهورها العلني عبر التعلق خلف الخدع السياسية, و النفاق السياسي, بأضلاع مثلث الشرّ التركي – السعودي – الإسرائيلي.. والتي بقيت وحدها تغرد خارج السرب الدولي , و بدأت تتلمّس أخطائها – بعد فوات الأوان – و غرقها في المستنقعات المميتة , يبدو أنها لم تعد تستطيع التراجع , و تجد في الهروب إلى الأمام , و متابعة المخطط سبيلا ً وحيدا ً للنجاة , و البقاء على قيد الحياة .. و أنها لم تتعلم بعد معنى اللعب بالنار...!! إن انفجار العنف الإرهابي في بعض المدن التركية , و سقوط الضحايا من المدنيين و رجال الشرطة و العسكريين .. تحت أنظار الشارع و الشعب التركي , الذي يرى بالعين المجردة امتلاء المدن التركية بالإرهابيين المزودين ببطاقات حماية تتيح لهم حرية التنقل و الحركة , و يحظون بعناية و رعاية الحكومة التركية و الرئيس أردوغان وأجهزة الإستخبارات التركية .. قد وضع أردوغان تحت ضغط ٍ رهيب , و إحراج ٍ كبير , فكان لا بد له من احتواء الشارع التركي , و إعلان الحرب على داعش , و في الوقت نفسه متابعة الهروب نحو الأمام في المسار العام .. فكان " الإبداع السياسي " في إطلاق مشروع المنطقة الخالية من داعش , و التي تمتد على طول 90 كم , و بعمق 40 كم داخل الأراضي السورية , وتقع بين مدينتي مارع و جرابلس السوريتين .. كما يسعى أردوغان لإقامة جدار عازل على الحدود المشتركة بطول 110 كم , داخل الأراضي السورية .. بحسب تصريح رئيس الوزراء التركي بولنت اّرنج - . إذ يسعى أردوغان من خلالها يتابع خداع العالم و الشعب التركي, بعدم تسامحه مع من يعتدي على الشعب التركي , في الوقت نفسه يعمل على فرض منطقته العازلة أو الاّمنة التي طالما حلم بها .. و التي تسمح له بإستمرار اللعب على من حرضوهم للوقوف في وجه دولتهم , إذ تفيد البدعة بمنع عناصر حزب العمال الكردستاني و عناصر داعش من التواجد فيها , و تأمين تقدم عناصر ما يسمى بالجيش الحر .. و منع الجيش السوري من دخولها و حظر طائراته في أجوائها .. تحت ذريعة مساعدة الشعب السوري و منع إقامة كيان خاص للأكراد في الشمال السوري , و تأمين حماية الحدود والأمن القومي التركي . بالإضافة إلى إعادة فتح قاعدة أنجرليك أمام القوات الأمريكية , لتقوم بمحاربة داعش عبر الجبهة الشمالية السورية . هذا المسلسل التركي الأمريكي الجديد يعتبر بغاية الخطورة .. إذ يخفي نوايا الإدارتين , و يكشف النقاب حول طبيعة اللقاءات الأخيرة بينهما .. و أن أردوغان حصل على موافقة أمريكية لإقامة هذه المنطقة , وسط أكاذيب و إشاعات حول اقتناع القيادة الروسية بها . هل يفكر أردوغان بمذبحة جديدة تطال أكراد سورية في الشمال ..؟؟ بعد انتهاء شهر العسل مع بعض المكون الكردي .. يبدو أن بطاقة جلوسه على طاولة الكبار ستكلفه الكثير, و لن تكون بمتناوله. في حين تجد الإدارة الأمريكية في فتح هذه الجبهة أمامها , وسيلة ً لزيادة الضغط على القيادة السورية , من خلال سعيها لإمتلاك المزيد من أوراق الضغط في الجولة السياسية القادمة , و التي يرفض السوريون الخوض في أي جولة محادثات أو لقاءات ما لم تكن محاربة الإرهاب و تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتصلة هي قاعدة الإنطلاق الأساسية , و التي بقيت حيرا ً على ورق و لم يثبت العالم جديته في محاربة الإرهاب حتى الاّن . يبدو أن الرئيس أردوغان لن يتوقف عن ممارساته و عدوانه على سورية إلاّ بإقصائه عن الحكم , نعول على الشعب التركي , و الجيش التركي , و عقلاء تركيا .. بإنقاذ تركيا و العالم من هذا المجرم .. عليه أن يتذكر جيدا ً مصير الطائرات التركية التي اخترقت السيادة الجوية السورية , و كم من الثواني التي احتاجتها الصواريخ السورية لتحويلها إلى كتل حديدية متفحمة .. و أن يعلم أن الدولة السورية لن تتوانى في الدفاع عن كل شبر من أراضيها , و كل مواطنيها .. سواء كانوا كردا ً أم عربا ً أم سريان أم اّشوريين .... فالكل في سورية مواطنون سوريون .. متساوون في الحقوق و الواجبات .. و أن الدولة السورية بشعبها و جيشها و قيادتها الحكيمة لن تتوانى في استرجاع كل ذرة تراب ٍ سورية, و لن يمنعها جدار ٌ هنا أو إرهابيين هناك.. و أعتقد أن كلام سيادة الرئيس بشار الأسد اليوم رسالة واضحة لكافة أردوغانات العالم .. أن الأرض لمن يدافع عنها , و ليس لمن يسكنها .. في رسالة يحتاج الكثيرون حول العالم إلى قرائتها و تحليلها مرات و مرات .. ومن له اّذان فليسمع .

الملفات