2024-03-29 08:23 ص

تركيا تستثمر في الإرهاب ...

2015-07-28
بقلم: جمال العفلق
لم تكن العملية الانتحارية ي مدينة ((سروج التركية )) التي نفذها شاب تركي في العشرين من العمر تقول الرواية التركية أنه ينتمي لتنظيم داعش ، ورغم ان هذه العملية استهدفت تجمعا لليسار الكردي ولم تستهدف العاصمة التركية ولا مواطنين اتراك الا ان حكومة اوغلوا اعلنت على الفور انها ستقوم بمحاربة اي كان يفكر بالمساس بأمن تركيا واراضيها . وتدعي الحكومة التركية انها اتخذت قرارها في محاربة الارهاب وتنظيم داعش بعد تلك العملية التي استهدفت متطوعين اكراد كانوا مجتمعين في حديقة المركز الثقافي للمدينة للذهاب الى مدينة عين العرب كوباني للمساهمة في اعادة الاعمار . وبالنظر الى خلفية الضحايا المستهدفين نجد انهم من اتحاد الشباب الديمقراطي اي انهم موطنون اكراد وليسوا اتراك والواضح ان اختيار هذا الهدف لم يأتي عن عبث بل بتنسيق مع المنفذ اذا كان بالفعل يتبع لتنظيم داعش كما ادعت تركيا ، فمن ستحارب الحكومة التركية بالفعل ومن تستهدف من رد فعلها المبالغ فيه حسب تاريخ خلال السنوات الخمس الماضيه ؟؟ اذا كانت تركيا بالفعل صادقة في ما تدعية حول محاربة داعش يكفي ان تتخذ قرارها بوقف مرور او شراء النفط الذي يقوم بسرقته داعش من سورية والعراق . كما يمكنها وقف تدفق المقاتلين عبر اراضيها ومنع وصلهم الى سورية ، ولو ان تركيا صادقة في ما تدعيه فيكفي ان تمنع عبور السلاح الذي تستخدمة التنظيمات الارهابية في محاربة الشعب السوري .. قد يقول قائل وهل الامر بهذه البساطه ؟؟ نعم انه كذلك لكي تحارب الارهاب يجب ان تجفف منابعه ومنابع الارهاب اليوم بالنسبه لسورية والعراق هو الجار التركي الذي يقدم كل امكانياته لخدمة الارهاب وبأشكال مختلفة . وتجاهل الحكومة التركية للاصوات ي الداخل التي طالما نبهت اردوغان من خطورة سياسته القائمة على محاربة دول الجوار عبر دعم الارهاب وتنظيم داعش الذي ليس له اتصال مجدي خارج حدود سورية والعراق الا تركيا ولولا الدعم اللوجستي لهذا التنظيم وخصوصا في شمال وشرق سورية لما استطاع الاستمرار لهذه المده . ولكن هذه العملية الارهابية استثمرتها الحكومه التركية لتنفيذ ما اعلنت عنه مرارا" وتكرارا" بضرورة ايجاد مناطق امانة في سورية وايجاد منطقة حظر جوي تتواجد فيها ما اطلق علية خطأ اسم المعارضة السورية المعتدله وهو اسم ابتدعته الادارة الامريكية لتبرير تسليح الجماعات الارهابية لضمان استمرار الحرب على سورية . ولا تختلف تركيا عن اميركا في هذا الامر فقد ثبت بالدليل القاطع ان اميركا التي أنشأت حلف لمحاربة داعش ولكنها مازالت تمد هذا التنظيم بالسلاح والمال عبر وكلاء لها في المنطقة يدعمون الفكر الارهابي ويمدونه بالمال . واليوم ومن خلال المعطيات على الارض نجد ان تركيا تقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بحجة محاربة داعش كما انها تسعى للتدخل البري في سورية عكس ما يصرح به داود اوغلو وذلك بحجة دعم المعارضة السورية في محاربة داعش . ويعلم الجميع ان هذا الاستعراض الرخيص ليس له هدف الا محاربة سورية والجيش السوري فخلال السنوات الماضية وبالرغم من الدمار الكبير في سورية الا ان الاهداف الحقيقية لهذه الحرب لم تستطع الفصائل المسلحة والمدعومة من العرب والغرب وعبر تركيا والاردن من تحقيقها على الارض الا اذا اعتبرنا تهجير الناس وتدمير المدن هو انجاز يحسب لها .وعلى الصعيد الداخلي التركي نرى ان اردوغان يرغب في سحب البساط من تحت اقدام التمثيل الكردي في البرلمان حيث سيكون هذا اختبار حقيقي لهم اذا ما رفضوا تدخل الجي التركي خارج الحدود التركيةوهذا شأن تركي داخلي وليس بالجديد على الفكر العثماني الذي لا يقبل بالاخر كما حدث منذ مائة عام عندما قررت تركيا ابادة الأرمن . ولكي نكشف النوايا التركية الحقيقيه نبحث في تصريحات ما يسمى ائتلاف الدوحة المعارض والمقيم في فنادق تركية وعلى نفقة قطر والسعودية . وكما يقول المثل (( لتعرف اسرارهم اسأل صغارهم )) والصغار هنا ما يسمى ائتلاف الدوحة الذي اصدر بيان بعنوان يقول فيه (( العمليات التركية تأتي في سياق دعم الشعب السوري ومطالبة المحقة )) ويكفي عنوان هذا البيان لتفهم الناس ما هي حقيقة التدخل التركي وكيف تستثمر تركيا في الارهاب والجماعات الارهابية . فتركيا لا تخفي نواياها الحقيقيه وما اقدمت علية تركيا منذ بداية الحرب على سورية وتصريحات اردوغان العثمانية وتشدده اتجاه دمشق يثبت مدى رغبته في اعادة ما يقال عنه المجد العثماني .اما على صعيد بيانات ما يسمى معارضة سورية وائتلاف معارض نجد الاخير غارق في خدمة المصالح التركية حتى على حساب وطنه ، وكل هذه التعقيدات الامنية والسياسية في المنطقة هي نتيجة لتوقيع اتفاق ايران والخمسة زائدا" واحد . ونتيجة لتحرير القلمون والحسكة والزبداني وتجميد جبهات اخرى كما يحدث في الجنوب السوري حيث تبحث دول العدوان على سورية عن انتصارات على الارض قبل الدخول في اي حوار سياسي ي موسكو او جنيف ، كما ان حلف الحرب على سورية يكتشف يوما بعد يوم ان ما اراده من العدوان على سورية لم يحقق شيء وان الجماعات الارهابية التي صنعها هذا الحلف ورب جزء منها ومازال يمولها هي جماعات لم تغير شيء على الارض . وامكانية ان تتحول هذه الجماعات الى خطر على دول الجوار السوري هو امر اصبح مسألة وقت لا أكثر ولا اقل . وان ترتد هذه الجماعات الارهابية على صانعيها ومموليها لن يكون بالامر البعيد وخصوصا ان مشغل هذه الجماعات لا يقيم وزن لدول المنطقة حتى وان كانت تمول وتسهل مرور هذه الجماعات .

الملفات