2024-04-20 01:41 م

تركيا تستدير نحو داعش.. الهدف والصفقة!

2015-07-28
أحمد شعيتو
بعد عدة ايام من استدارة تركيا نحو مهاجمة داعش، بدأت تتبدى معالم الاهداف والاسباب الحقيقية من وراء هذه الاستدارة بعد فترة طويلة من مساندة تركيا وتسهيلاتها لهذا التنظيم الارهابي ودعمها للجماعات الأخرى.
في حديث الميدان السوري كان من الواضح الدور التركي المؤجج للازمة عبر تسرب المسلحين من داعش وغيره الى الداخل السوري. وكان المراقبون يعتقدون ان واشنطن بعد أن اعلنت تحالفا ضد داعش لم تدفع وتشجع تركيا نحو ضبط الحدود.

كانت تركيا تدير الظهر لداعش وتتغاضى بل تسهل، ومنذ ايام بدأت معالم الاستدارة لتصبح وجها لوجه مع هذا التنظيم.. لقد كان السبب المباشر الذي ستقدمه تركيا هو تفجير سروج الذي اتهمت به داعش، لكن ملاحظة وقراءة التطورات واستطلاع الاجواء السياسية والاعلامية والمواقف يوصلنا الى بعض الاجوبة حول الخلفيات الاعمق لهذا التوجه التركي المستجد نحو المواجهة وهي مواجهة ليس من الواضح حتى الان ما سيكون علها حجمها وقوتها وهل هي محدودة ام لا.

في الاسباب والخلفيات يظهر ان هناك من يقدم في الاعلام تبريرا للاستدارة التركية لأن تركيا -بعد حوالي سنتين من دعم داعش واظهار رفض الانضمام الى التحالف الدولي ضد داعش- تريد تبريرا اعلاميا لهذه الاستدارة، وفي هذا الاطار جرى الحديث في الاعلام الاميركي عن صفقة!

لم يوضح هذا الحديث مع من تمت الصفقة بالتحديد ولكن تحدث قناة اميركية كبرى هي "سي ان ان" عن هذه الصفقة وقال فيليب مد، محلل شؤون مكافحة الإرهاب بـ"سي ان ان" إن تركيا تهاجم الميليشيات (الاكراد) كجزء من صفقة ملاحقة تنظيم "داعش،" و"المعارضة المتشددة" في سوريا.
وأوضح مد: "تركيا كانت ممتنعة عن التدخل، والسبب في ذلك يعود لأمرين، الأول هو أن المعارضة السورية تقوم بدفع قوات بشار الأسد وهذا يتماشى مع رغبتهم بذهاب نظام الأسد، وعليه كانوا يمتنعون عن ضرب بعض أهداف بسوريا، والأمر الثاني أنهم كانوا قلقين من ملاحقة داعش بسبب مخاوف من دخول عناصر التنظيم عبر الحدود لداخل البلاد."
وحول الدافع الذي غير توجه تركيا، قال مد: "ما غير مسار الأمور هو الهجوم الإرهابي في تركيا الأسبوع الماضي، عندها قالت تركيا أن ذلك يكفي وسنبدأ بملاحقتهم."

تحت عنوان "تركيا تستغل فرصة استهداف داعش لتهاجم حزب العمال الكردستاني" قال تقرير بقلم ستوارت ويليامز على فرانس برس "بعد تردد طال اشهر عدة بدأت تركيا باستهداف تنظيم الدولة الاسلامية ولكنها اغتنمت هذه الفرصة لتهاجم ايضا المقاتلين الاكراد ما من شأنه ان يهدد عملية السلام الهشة.
اضاف: منذ يوم الجمعة تقصف تركيا مواقع تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا بعدما حملته مسؤولية التفجير الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 32 شخصا في مدينة سوروتش. وايضا بعد ضغوط من الولايات المتحدة لاتخاذ موقف اكثر صرامة ازاء "الجهاديين". 
 ويتابع " لكن تركيا وسعت حملتها العسكرية عبر الحدود لتستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. في ما يشكل اكبر حملة جوية لها منذ العام 2011 بعد هجمات دموية نسبتها الى المقاتلين الاكراد.
ونقل التقرير عن محللين ان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يبحث عن زيادة عدد الناخبين بعد ادائه المخيب في الانتخابات التشريعية في 7 حزيران/يونيو. وايضا منع الاكراد من اقامة معقل قوي في سوريا.

وحاولت انقرة تبير الهجوم المزدوج على داعش والكردستاني فكتب ابراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في صحيفة "الصباح" اليومية "بالرغم من انهما يتحركان بدوافع مختلفة. الا ان الاثنين يتشاركان اساليب واهداف متشابهة".