2024-03-29 02:52 م

الطرف الخاسر في لقاء عريقات ـ شالوم... تغيير في المسار أم بحث عن "َضربة حظ"

2015-07-28
القدس/المنــار/ إستضافت العاصمة الأردنية عمان قبل أيام لقاء جمع بين صائب عريقات كبير المفاوضات الفلسطينيين وسلفان شالوم وزير الداخلية الاسرائيلية والمسؤول عن ملف المفاوضات في الجانب الاسرائيلي.
المعلومات التي حصلت عليها (المنــار) تفيد بأن الجانب الاسرائيلي هو الذي طلب عقد اللقاء، وأن الأردن، لم تبذل جهدا لعقده، وانما إستضافته على أراضيها، وهو ليس اللقاء الأول بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الذي يعقد في الأراضي الأردنية.
والمعلومات تفيد أيضا بأن اسرائيل هي التي سربت خبر عقد لقاء عريقات ـ شالوم في عمان، وكانت (المنــار) قد نشرت بأن هناك "نسخينا" للقناة التفاوضية بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي، وبعد يومين فقط، سربت اسرائيل عقد اللقاء المذكور، الذي اعتبره البعض مفاجئا، والبعض الآخر أدانه، في حين ذكر آخرون بأن هناك تحولا ما قد يكون هو الذي استدعى لقاء عريقات شالوم. وما دار في اللقاء قام عريقات، موفدا من الرئيس محمود عباس، بنقل مضمونه الى القيادة المصرية، ولقائه مسؤولين مصريين، وما يسمى بالأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي دعا عقب لقائه بمبعوث الرئيس الفلسطيني الى عقد اجتماع عاجل للجنة المتابعة العربية في الخامس من آب القادم بالقاهرة، على خلفية الاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي الشريف.
وعودة الى لقاء عمان بين عريقات وشالوم، فان دراسة دقيقة لظروف انعقاده، وفي هذا الوقت بالذات، وفي ظل الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة في الساحة الفلسطينية، وايا كانت أسباب انعقاده، فهو ليس في صالح الجانب الفلسطيني وانما يصب في صالح الاسرائيليين داخليا ودوليا، فاللقاء ينعقد وسط تعنت حكومي اسرائيلي متزايد دون انصياع لرغبات المجتمع الدولي واكتراثا بانتقاداته، وقد يرى البعض أن اللقاء يعني، بأن هناك اعادة لتوجيه المسار، وبأن الفرصة سانحة لاستئناف المفاوضات وتحقيق انجازات، هذا بالنسبة للجانب الفلسطيني، وعكس ذلك، فان مجانبة اللقاء، تؤكد أن الجانب الفلسطيني هو الطرف الخاسر... فمثل هذه الأحداث والوقائع، لا ينظر اليها أو يتم التعامل معها على أنها "ضربة حظ"!!
فاسرائيل التي طلبت عقد اللقاء، وأوفدت اليه سلفان شالوم، أحد بناة العلاقات الاسرائيلية العربية، والمرحب به في بعض العواصم، وخاصة الخليجية منها.. ثم سارعت الى "تسريبه" لتقطف ما خططت له من ثمار، وفي مقدمتها، أن الحكومة الاسرائيلية تستطيع الآن مواجهة أوروبا وأية جهة اخرى، تدعوها الى وقف انتهاكاتها، في انتقادات متزايدة ارتفاعا وعددا واتساعا جغرافيا في الساحة الدولية، بمعنى أن اللقاء فتح لاسرائيل بابا للهرب من الانتقادات ودعوات المقاطعة والاتهامات بعرقلة عملية السلام، لذلك، شكل لقاء عمان انتصارا سياسيا، تحت وهم حراك تفاوضي بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، فتح بابه، لقاء عريقات ـ شالوم.
وبالتأكيد، أعطيت التعليمات الى سفراء اسرائيل في دول العالم بالتواصل مع وزارات خارجية تلك الدول، وتحت عنوان اطلاعها على تفاصيل لقاء عمان، وبأن هناك حراكا سياسيا ولا داعي للاستمرار في انتقادات اسرائيل، من جانب دول عديدة، اضافة الى ذلك، فان نتنياهو وضع في يده ورقة جديدة، بها سيحاول توسيع قاعدة حكومته، في رسالة الى المعسكر الصهيوني المعارض بأنه باحث عن السلام أيا كانت أسباب ومبررات اللقاء الاسرائيلي والفلسطيني، فان ظروف وتوقيت انعقاده، في وقت تواصل فيه اسرائيل انتهاكاتها وقمعها وتشددها وتعنتها، دون تراجع عن سياستها هذه، وبعيدا عن أي تغيير في مواقفها، أو تقديم ما يمكن أن يبنى عليه يسمح باستئناف العملية السلمية، فان لقاء عمان بين شالوم وعريقات يشكل مكسبا لاسرائيل، والطرف الفلسطيني هو الخاسر!!