2024-04-20 08:46 ص

التسريبات الاسرائيلية عن الرئاسة والمفاوضات ... عود ثقاب؟!

2015-07-29
القدس/المنــار/ من اسرائيل انطلقت تسريبات لقاء عريقات ـ شالوم، ومن اسرائيل أيضا انطلقت تسريبات استقالة الرئيس محمود عباس بعد شهرين، انطلقت التسريبات عن عمد، وراحت الكثير من الجهات التعقيب والتحليل والتشويه والخلط، وكل يحاول توزظيف ما أتت به الرياح الاسرائيلية لصالحها بما يخدم أهدافها وتطلعاتها.
هذه التسريبات وفي هذا التوقيت ألقت بـ "حممها" على ما يدور في الساحة الفلسطينية، من مناكفة وادعاءات واتهامات وتحشيد يخشى أن تكون أدوات للاشعال، واسرائيل تعلم تماما ما يجري في الساحة الفلسطينية!!
الاطلاع الاسرائيلي على أوضاع الضفة الغربية كبير ومستمر، وعندما أقدمت على "خطوات انسانية!!" كمنح التصاريح في رمضان، تقدمت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية الى المستوى السياسي بتقارير وتوصيات، تفيد بأن لا قلق من وراء هذه الخطوات، فكل شيء تحت السيطرة، مع تجنب العقوبات الجماعية وتضييق الخناق ولو مؤقتا، والسبب، أن الضفة الغربية مقبلة على أعمال عنف، ولا تريد اسرائيل أن تكون سببا في اشتعالها، هذا فحوى ما رفعته أجهزة الأمن والجيش من تقارير الى المستوى السياسي.
وعودة الى تسريبات لقاء عمان، وخلافة واستقالة الرئيس محمود عباس، فان الهدف هو اثارة الارباك، وتأجيج صراع المحاور واستثمار ذلك، من جانب قوى لاعبة في الساحة، باسناد الرعاة، لهذا المحور أو ذاك، وفي الوقت ذاته دفع قيادة السلطة للقيام بخطوات متعجلة غير محسوبة، تزيد الأوضاع خطورة، وتدفعها الى انفجار لا يحمد عقباه، يخدم في النهاية الأهداف الاسرائيلية.
وبالنسبة للقاءات التفاوضية، أو الاتصالات الاستكشافية، فهي لم تبدأ وتنتهي بلقاء عريقات شالوم، فهي كثيرة وعبر قنوات متعددة داخلية وخارجية، والأبواب مفتوحة لأية جهة تريد أن تدلو بدلوها في هذا الميدان، وتتوفر لدى (المنــار) معلومات وافية عن هذه القنوات والاتصالات، لكن، ما دامت المنطقة حبلى بالمفاجآت والتطورات الخطيرة فيها لم تتوقف، وجميعها ضد مصلحة الفلسطينيين، وقبل كل شيء، ما دامت العملية السلمية، ووفق عليها من جانب أطراف الصراع، وملفها مفتوح، ويباركها المجتمع الدولي، فان الاتصالات لن تتوقف ، المهم، التوقيع والمطروح، ونصب ميزان الربح والخسارة قبل الاقدام على أية خطوة، حتى لا تكون ورقة في خدمة نتنياهو وتسهيل أموره لتوسيع قاعدة ائتلافه الحكومي، وجر معارضيه في المعسكر الصهيوني للانضمام الى الائتلاف برئاسته.
أما بالنسبة للتسريبات المتعلقة باستقالة الرئيس محمود عباس، فهي ليست جديدة، وكثيرون في السلطة، وقيادات الحركان والفصائل، يقومون بتسريب هذه الأنباء، غير المقتصرة على اسرائيل فقط، ان هذا الموضوع مطروح بقوة، لكن، التعاطي معه ليس سليما، واذا استمر الحال على هذا المنوال فان الارتدادات ستكون سلبية وخطيرة، تداول خاطىء من كل الاطراف، أصحاب النوايا الحسنة والخبيثة على حدٍ سواء، والحذر والاستعداد من الآتي الأعظم مطلوب، وهذا لا يتأتى الا بالوعي وحسن النوايا، بعيدا عن الحقد وحرب المنافع الذاتية، وبالتالي، يفترض أن تكون الخطوات المتخذة مدروسة بعناية ودقة.
لكن، الذي يجب أن لا ينساه محور أو أحد أو جهة، هو أن لاسرائيل أهدافها الخبيثة من وراء ما تقوم به من تسريب، في هذا الملف أو تلك القضية، وهي مدركة تماما لما يدور في ساحة الضفة الغربية، فالتذاكي في هذه المسألة مرفوض قطعيا.