2024-03-28 03:07 م

استراتيجية إسرائيلية جديدة في اعقاب الاتفاق النووي

2015-07-30
بقلم: خالد خليل
من الواضح ان نتنياهو فشل في اختراق الاتفاق التاريخي الذي انجزته ايران مع الدول الست الكبرى ، لكنه من غير شك نجح في توحيد الجبهة الداخلية الاسرائيلية ضد الاتفاق وضد ايران بوصفها تشكل خطرا وجوديا عل اسرائيل وفقا لنتنياهو ولباقي الاحزاب الاسرائيلية . وهذا النجاح في الجبهة الداخلية ليس مرتبطا بقوة نتنياهو وجاذبيته بالنسبة للأحزاب الاخرى، بقدر ما هو مرتبط بوحدة الحركة الصهيونية الأمنية تجاه أعدائها وبوحدة الفكر الصهيوني المبني على الأساس الاستعلائي التفوقي الكولونيالي والذي يسعى دائماً لتثبيت وجوده وفرض هيمنته من خلال ضرب وإضعاف القوى المناهضة له ولمشروعه في المنطقة. المتتبع للحركة السياسية في اسرائيل يلحظ ان  فترة التخبط التي لازمت الشعارات والتوجهات الاسرائيلية إبان وبعد الاتفاق في طريقها الى التبدد لصالح استراتيجية جديدة تتجاوز دونكيشوتية نتنياهو في مواجهة الادارة الامريكية في ساحتها الداخلية ومن خلال التأثير المباشر على قرارات الكونغرس ، خاصة بعد اعلان اوباما انه سيستخدم الفيتو الرئاسي ضد قرار الكونغرس فيما لو صوت هذا الاخير ضد الاتفاق. المؤسسة الاسرائيلية ادركت انها بحاجة الى استراتيجية جديدة من اجل مواجهة الاتفاق وتداعياته . وباعتقادنا ان اهم عناصر هذه الاستراتيجية على المستوى الدولي والاقليمي هو إنجاز اتفاق تاريخي مقابل بين اسرائيل وحلفائها العرب من جهة وبين امريكا واوروبا من جهة اخرى هدفه مواجهة ايران وحلفائها في الملفات الإقليمية الملتهبة. هذه الاستراتيجية منوطة بوحدة الداخل الاسرائيلي كشرط لتسويقها على الساحة الدولية ومن المؤكد ان مقال تسيبي ليفني هذا الاسبوع في نيوزويك هو من مؤشرات هذا التحرك الاسرائيلي. لذلك لن يكون مفاجئا ان نسمع قريبا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية ينضم اليها المعسكر الصهيوني بذريعة ان الأمن القومي الاسرائيلي بات في دائرة الخطر والتهديد اكثر بعد الاتفاق النووي ، خاصة ان هناك اعتقاد سائد في اسرائيل بان ايران ستتفرغ اكثر لدعم حلفائها الإقليميين في مختلف بؤر الصراع .  وليس من المستغرب ان يكون لقاء شالوم وعريقات في الأردن هذا الاسبوع مندرجا في تهيئة الأرضية السياسية للمعسكر الصهيوني وايجاد مبرر سياسي له يضاف الى المبرر الامني من اجل تسويغ دخوله امام ناخبيه في الحكومة الجديدة. الاستراتيجية الاسرائيلية ستشمل أيضاً استمرار التدخلات الميدانية في بؤر الصراع كما هو حاصل الان في سورية من خلال شن غارات مباشرة اضافة الى الدعم اللوجستي والعسكري للمسلحين في. سورية ودعم الأردن وتزويدها بالسلاح ،وكما تفعل السعودية حليفة اسرائيل في اليمن. التي تواصل حربها المدمرة للبلد. لكن من غير المتوقع ان تقوم اسرائيل باي ضربة عسكرية في ايران كما كان يتبجح القادة الإسرائيليون في السابق لان مثل هذه الضربة ستجلب الويلات على اسرائيل. لكن هذا لا ينفي امكانية ضرب حلفاء ايران وتحديدا حزب الله الذي تعتبره اسرائيل خطرا استراتيجيا على طبعتها الشمالية.  الأسئلة المطروحة : هل سينجح نتنياهو والمعسكر الصهيوني بتجاوز التعقيدات الداخلية من اجل تشكيل حكومة جديدة. وهل  ستنجح اسرائيل في توسيع تحالفها الاقليمي الذي يشمل أنظمة الخليج حتى الان ليشمل تركيا ومصر؟ الايام والأسابيع القادمة ستكشف ذلك.   

الملفات