2024-04-25 07:19 ص

ملياراتكم لن تحميكم من غضب الانسان العادي

2015-08-03
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
بعد موجة الاحتجاجات الشعبية الفرنسية في منطقة من الريفييرا الفرنسية التي كان من المفترض ان يمضي بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والخدم والحشم المرافقين له والتي وصل عددهم الى 1000 نفر، أضطر هذا الجمع لمغادرة المكان على عجل بعد أسبوع من الاحتجاجات اليومية لسكان المنطقة والقادمون اليها من الفرنسيين للسياحة للتمتع بهذا الجزء من بلادهم الذي هو ملكية عامة وليست خاصة. وحدهم رجال الاعمال ومالكي الفنادق ومدراءها والمحلات الخاصة هم من رحبوا بهذه الجوقة. بالطبع ليس محبة بهم بل كما قال رئيس الجمعية التي تمثل مدراء الفنادق في البلدة السياحية السيد شيفليون،" هؤلاء الناس بقدرتهم الشرائية سيبعثون الحياة ليس فقط في الفنادق الفاخرة بل أيضا في قطاع مبيعات التجزئة والقطاع السياحي في البلدة" (وكالة الاسشويتد برس 26 07 2015). أما عامة الناس فقد بينوا امتعاضهم من حرمانهم للتمتع بالشاطىء الذي اقفل في وجوههم ومنعوا من الاقتراب من المنطقة التي كان بها الملك وحاشيته أقل من 300 متر والا تعرضوا للاعتقال. عامة الناس رفضوا ذلك وقاموا بجمع 150000 توقيعا على عريضة احتجاج قدمت لبلدية البلدة منوهين بها ان هذه الشواطئ هي ملك للدولة وليست ملكية خاصة ومن ثم فان قيام البلدية بإقفالها في وجه المصطافين والزوار وضرب الطوق الأمني حولها يعد أمرا غير قانونيا. ونتيجة المضايقات اليومية من قبل عامة الناس في المنطقة للجوقة المارقة وفجورها السياسي واعتقاد آل سعود أن أموالهم تحميهم وتجبر الاخرين على احترامهم، اضطر الملك وحاشيته الى مغادرة المكان والتوجه الى مدينة طنجة في المغرب العربي عله يجد الهدوء هناك ويتخلص من تعكير الجو والمزاج هناك. وفي النهاية نقول ان ملياراتكم لا تستطيع ان تحميكم من غضب عامة الناس ولن توفر لكم مكانا آمنا حيثما ذهبتم والأكثر من هذا انها لا تستطيع ان تفرض أي احترام لكم. هؤلاء الفرنسيون رفضوكم وأجبروكم على ترك بلادهم بمجرد انكم كنتم السبب في تعكير مزاجهم وحرمانهم من شاطئ يستمتعون به في اجازاتهم الصيفية، فكيف بالحري بالشعب اليمني والسوري والعراقي...الخ الذين دمرتم بلادهم وحرمتموهم من العيش بسلام في بلادهم وتشاركون يوميا في قتل أطفالهم ونسائهم وتجويعهم وتمير كل مقومات حياتهم. هل تعتقدون ان شعوب المنطقة بأكملها سترحمكم يوما ما؟ هل تعتقدون ان ملياراتكم ستحميكم من غضبهم وانتقامهم لما فعلتم بهم؟ أما آن لكم ان تتعظوا وتكفروا عن ذنوبكم وفجوركم؟  

الملفات