2024-04-16 04:47 م

حروب ومعارك على جبهات مختلفة تستنزف أردوغان

2015-08-11
صحيفة لوكسبراس الفرنسية – التقرير
تم توجيه أصابع الاتهام إلى الانفصاليين الأكراد في ما يتعلق بمقتل ستة أفراد من قوات الأمن التركية. وفي أعقاب الأحداث الأخيرة، يلقى باللوم على سياسة الرئيس أردوغان باعتبارها المسؤولة عن تدهور الوضع في تركيا التي تواجه الحرب في سوريا مع تهديد تنظيم داعش.  

وأصبحت تركيا، التي كانت تعتبر نموذجا بالنسبة للدول الإسلامية التي تمر بمرحلة انتقالية، تجد صعوبة في المحافظة على صورتها بسبب خياراتها السياسة الداخلية والخارجية، فالرئيس رجب طيب أردوغان يواجه عدة رهانات وعلى عدة جبهات:

1- الحرب ضد تنظيم داعش

منذ إعلان أنقرة التزامها بمكافحة تنظيم داعش، في أعقاب الهجوم الذي وقع في مدينة سروج، الذي أسفر عن مقتل 28 شخصًا يوم 20 يوليو، لم يقم الجيش التركي رسميًا إلا بثلاث غارات ضد تنظيم داعش، في الوقت الذي صعّد فيه الجيش هجماته ضد حزب العمال الكردستاني في العراق وضد الناشطين الأكراد في تركيا.

وقد أعلنت أنقرة يوم الأربعاء الماضي عن بداية “صراع كبير” ضد تنظيم داعش. ولكن إلى حد هذه المرحلة، وبصرف النظر عن فتح قاعدة إنجرليك الجوية للسماح لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لضرب الجهاديين في سوريا، مع المزيد من السيطرة على المعابر لمنع عبور الجهاديين من وإلى سوريا، فإن الالتزام التركي في حربه ضد تنظيم داعش لم يبلغ الحد المطلوب.  ويستنكر الملاحظون سلبية أو تواطؤ تركيا مع الجهاديين.

وقال جان مارسو، وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة غرونوبل الفرنسية والمتخصص في السياسة التركية: “رسميًا، تبرر السلطات التركية موقفها على أساس أن الولايات المتحدة طلبت منها التنسيق مسبقًا مع التحالف الدولي قبل القيام بأي ضربة جوية ضد تنظيم داعش“.

ويرى أردوغان أن تهديد تنظيم داعش للمصالح التركية هو أقل خطورة من تهديد الأكراد. ويلاحظ جان مارسو أن “نسبة متزايدة من الرأي العام التركي، وعلى الرغم من الخطابات السياسية للقادة، تعتبر أن تهديد تنظيم داعش هو أكثر خطورة من تهديد حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك أصوات داخل أنصار حزب العدالة والتنمية“.

2- الحرب ضد حزب العمال الكردستاني

انقضت تلك الحقبة من الزمن التي كان ينظر فيها إلى أردوغان على أنه أول زعيم تركي بدأ بمفاوضات سلام مع الأكراد، من أجل إنهاء الصراع المسؤول عن وفاة ما يقرب من 40.000 شخص على مدى 30 عامًا. وكان حزب العدالة والتنمية أول حزب في السلطة يعترف بشرعية القضية الكردية ويمنح الحقوق الثقافية لهذه الأقلية الهامة (15-20