2024-04-25 10:16 م

ماذا يجري داخل حركة حماس؟!

2015-08-14
القدس/المنــار/ جهات ثلاث خسرتها حركة حماس عندما أقحمت نفسها في الصراعات الدائرة في الساحة العربية، وهي ايران وسوريا وحزب الله، هذه الجهات دعمت بشدة حماس في كل الميادين والمجالات.
لم تقف حركة حماس ضد المؤامرة المسماة بـ "الربيع العربي" التي حيكت ضد الأمة العربية وقضايا شعوبها، ودفعت بالقضية الفلسطينية الى آخر سلم الأولويات والاهتمامات بل أسقطتها من على هذا السلم، فالحركة وقفت ضد الدولة السورية وشعبها، وهي التي احتضنتها لسنوات طويلة، وراحت تنفذ رغبات وبرامج جماعة الاخوان، وزجت بنفسها في أتون الصراعات الى جانب العصابات الارهابية، التزاما بموقف الجماعة، وكان بامكانها أن تبقى بعيدة عن هذه الصراعات رافعة لواء النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي، لكنها، عادت الشعب المصري والشعب السوري، وتخندقت ضد محور المقاومة والممانعة، ووصل بها الأمر أن تحولت باتجاه الحضن التركي والحضن القطري، وعندما وجدت نفسها في الكفة الخاسرة، شح الدعم المالي، والانزلاق وراء السياسات التركية والقطرية وجماعة الاخوان، اتجهت مكسورة الخاطر نحو مملكة آل سعود، لعل وعسى تتجاوز محنتها، وهي التي ماطلت في تحقيق المصالحة، وخسرت نسبة كبيرة من مؤيديها وانصارها، وأصبحت في مواجهة تذمر متصاعد من مواطني قطاع غزة، حيث تمسك بالسلطة والحكم هناك.
دوائر واسعة الاطلاع ذكرت لـ (المنــار) أن أبواب طهران مغلقة باحكام في وجه حركة حماس، وحكام السعودية يطالبون الحركة بأثمان باهظة مقابل"تنقيط" الدعم المالي، ومشيخة قطر دفعت هي وتركيا حماس الى مستنقع اتصالات الهدنة الدائمة مع اسرائيل، وعليها دفع "الأثمان الباهظة" وهي الآن في حال "تشتت" و "تخبط" لم تعد قادرة على اتخاذ القرار الصائب، وانتهاج السياسة السليمة.. وتغطي على حالة العجز هذه، بأحلام امتداد السلطة، والتشغيل لدى هذا التحالف، أو تلك الجهة.
وتقول الدوائر أن حماس في مأزق، مما دفع قيادات الحركة، والجناح العسكري فيها تحديدا الى تقييم الوضع والموقف والبحث عن سبل الخلاص، من مستقبل مجهول مؤلم في ضوء المعطيات المتوفرة، وهناك من يطرح داخل الحركة اقتراحات بسحب الثقة من بعض قيادات حماس في دائرة الصف الأول، متهمة اياها بالتسبب في اغلاق ابواب الدعم الاستراتيجية، طهران ودمشق وحزب الله، ومعاداة تطلعات وخيارات الشعب المصري.
وتضيف الدوائر أن حركة حماس، مقبلة على تغيرات كبيرة هامة، ستحدد وجهتها، وبنود خططها وطبيعة سياساتها الداخلية والخارجية، وسيلة للخروج من المأزق الحاد الذي أوقعت نفسها فيه، فخسرت الكثير، وبالتالي، ما يجري اليوم داخل الحركة هو البحث عن سبل لتفعيل حجم هذه الخسائر، بالعودة الى "قرع الأبواب المغلقة"، وفتحها، يتطلب من الحركة مواقف واضحة، وأثمانا تثبت حماس من خلالها، أنها راجعة بـ "نوايا سليمة" و "اعتراف صريح" بالأخطاء القاتلة التي ارتكبتها.