2024-04-26 01:50 ص

"نكتة" الإنتصار الأمريكي على سورية

2015-08-15
كتب الدكتور خيام الزعبي
دخلت سورية أتون الحرب المشتعلة في المنطقة التي تقف وراءها قوى إقليمية ودولية، بما يخدم الأجندات المرسومة مسبقاً والمعدة في مطابخ السياسة الغربية وبعض الدول العربية التي ترى في سورية أرض خصبة لتحقيق أهدافها، هذه الدول تريد تسيير أمور سورية حسب رؤيتها الخاصة والتحكم بمقدراتها، وهذا ما لن يتحقق، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدر سورية ولم يدركوا مكانتها الإقليمية والدولية، التي تحرق كل من يريد الإقتراب منها. إن الضرب من حديد هو صفة الشجعان خاصة في لحظات القتال والمواجهة، وعندما تعلق الأمر بمستقبل الشعب والأمة نهض الجيش السوري وحلفاؤه كقوة من حديد لضرب كل من سلب أرضاً وشاع فساداً ولبس الدين لتحقيق مصالحه، وكم نسعد حين نرى رجلاً يمسك سلاحاً ليدافع عن كرامة شعب وحضارة بلد ضد القوى المتطرفة ليعيد لسورية هيبتها، وإنطلاقاً من ذلك يتحمل الجيش السوري مسؤولياته لحماية بلدنا، وتحصينه من الإرهاب, ويقوم بكل ما من شأنه أن يجعل دولتنا قوية وعزيزة وعصية على كل التهديدات والأخطار التي تواجهها، فالمحاولات الخائبة التي يقوم بها الأعداء لن تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، وأن الشعب مستعد لأن يوفر له كل مقومات إستمراره، كونه هو أملنا في تحقيق الأمن والإستقرار، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الأمريكي "الشرق أوسط الجديد" يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع تقسيم سورية تحت وهم إرساء الديمقراطية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من مجازر ودمار. إن ما جرى على الأرض السورية من معارك هو إنعكاس وصدى لكل المخططات التآمرية التي ظلت لوقت من الزمن مخبأة في الأدراج السرية، فدفعت ثمن الفوضى والقتل والتدمير التي سادت البلد منذ خمس سنوات، لذلك أدرك الشعب السوري الحقيقة، وتأكد من أن العدو الأول له هم دعاة التدمير والتخريب والتفجير والقتل الأعمى، كما أدرك طريقه وأنجز خطوته الأولى في مشوار الألف خطوة، ولن يوقفه أحد، فسورية استيقظت وبدأت تنهض، ولن تسمح لأي ما كان بتعطيل المسيرة. في خضمّ التطورات المتسارعة للأحداث في سورية، والتي تشهد معارك عابرة للحدود أصبحت داعش عاجزة عن السيطرة على أية منطقة لفترة طويلة، لتثبت المعارك أن الدواعش فقدوا المبادرة وتآكلت قواتهم على معظم المستويات الميدانية والعملياتية والإستراتيجية، وأصبحوا في وضع مفتوح أمام إحتمالات غير محددة، وفقدان الدواعش لمنطقة عمليات الحسكة يضعها في حالة من الإرباك والتمزق الإستراتيجي، وفقدانهم للتعاون بين قواطع العمليات يجعلهم عرضة للضربات المفاجئة على أكثر من اتجاه وفي آن واحد، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، والتي تعتبر بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح البلاد. اليوم وبعدما إستنفذت الإدارة الأمريكية كل ما لديها من أساليب لإسقاط سورية، وباءت جميع محاولاتها بالفشل، بدأت بلملمة أوراقها وأصبحت تمارس الضغط على الدول لوقف تمويل ودعم الإرهاب، حيث رفضت مؤخراً المطلب التركي بإنشاء ما يُسمى مناطق آمنة في الشمال السوري، وكما تؤكد على أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة، وتمرر بين الفترة والأخرى تصريحات تؤكد على ضرورة التعاون مع الدولة السورية للقضاء على داعش، ما يعني أن واشنطن في مرحلة تغيرياستها الخارجية، لذلك فإن إنتصار سورية في حربها ضد الإرهاب سيرسم معالم التسوية السياسية القادمة في المنطقة، كون سورية أفشلت من إستخدم الفتنة كسبيل لتفجير الأوضاع وإحداث وقائع سياسية جديدة في المنطقة. أختم بالقول... إن سورية تستعيد عافيتها وعزتها وكرامتها شاء من شاء وأبى من أبى ، فالضرب من حديد قادم لا محال، وسيسحق كل المتآمرين بغض النظر عن من يقف وراءهم وسيلاقون مصيرهم المحتوم، وإن سورية كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي والحضن الكبير للمقاومة وستنتصر لأبنائها في فلسطين والعراق وليبيا، وبإختصار يمكن القول إن دمشق لن تنكسر لأن فيها رائحة الشهداء وعبقهم يتنفسه أهلها كل صباح، ولن تهزم لأن فيها رجال أبطال يرفضون الخيانة والتفريط ......هذه هي سورية وهذه هي ثقافة شعيها. 
khaym1979@yahoo.com