2024-04-23 12:41 م

لماذا كانت الهدنة في الزبداني ولماذا فشلت ؟؟؟

2015-08-16
كتب جمال العفلق
كانت الهدنة التي سعت اليها كل من ايران وتركيا لوقف العمليات العسكرية في الزبداني في ريف دمشق ووقف القصف على قريتي الفوعة وكفريا من قبل المسلحين ، قصيره جدا بحجم المطالب المقدمة من قبل الفريقين فتركيا تريد المحافظه على عناصرها المتمثلين بأحرار الشام وتريد وقف النزف والخسائر بين صفوف هذه المجموعه لضمان استمرارها وخصوصا ان الجيش والمقاومة في الزبداني اصبحوا اكثر قربا من تحرير المدينة ، في وقت مازالت قريتي الفوعة وكفريا تتعرضان لحصار انساني وعسكري ومحاولات متكرره من تركيا للإستيلاء عليهما . هذه الهدنة التي تم تمديدها مقابل حصول اي انفراج يضمن للمرتزقة خروج امن ويضمن للمدنيين نقل الحالات الحرجة والانسانية . ولكن تركيا هنا ليست اللاعب الوحيد فخسارة الزبداني والتحاقها بالقلمون وسيطرة الجيش السوري والمقاومة على هذه المنطقة سيبعد الخطر عن دمشق كما سيضع الفصائل المسلحة في مساحات جغرافية محدده يصعب بعدها على تلك الجماعات التحرك كما يجب . وهذا عمليا لا يقلق تركيا فقط التي انحسرت مطالبها في منطقة أمنه على حدودها تكون ممر ومقر للجماعات الارهابية ويسهل دعمها لوجستيا" بل يقلق اسرائيل التي تجد في تحرير القلمون وريف دمشق خطر عليها حيث ان هذه المناطق متصله جغرافيا مع لبنان وهذا يعطي للمقاومة مساحة مناورة اكبر ويبقي خط التواصل بين دمشق وبيروت مفتوح وامن . وهذا بحد ذاته هو خساره بالنسبة للكيان الصهيوني – فأصل الحرب على سورية ان يتم فصلها عن المقاومة وعزل حزب الله بريا من الجانب السوري حيث تصبح كل الخطوط تحت عين ويد الجماعات التي تعمل لصالح اسرائيل وعلى رأسهم جبهة النصره الذراع العسكري لأسرائيل اليوم في المنطقة . الواضح ان تركيا ارادت من التعاون مع ايران في اقرار الهدنة اختبار مدى امكانية الجيش السوري والمقاومة وتحديد امكانياتهم في تحرير الزبداني من عدمة وهنا قُدمت المطالب على هذا الاساس والتي شملت اخراج المسلحين وهذا التفصيل المهم في الهدنة حيث الابقاء على المرتزقة هو اهم اليوم بالنسبه للمشغلين من اي انتصار ، وكانت هذه المحاوله هي لكشف حقيقة الموقف الميداني فمن خلال شروط التفاوض يتضح ان تركيا تعتقد ان الجيش والمقاومة لا يستطيعان اكمال التقدم ولكن رفض سورية للاقتراحات المقدمة من قبل ممثل تركيا في المفاوضات (( احرار الشام )) وهو فصيل لا يملك السلطة على جبهة النصره التي تتلقى الدعم من قبل اسرائيل وهذا بحد ذاته يكشف لنا تنوع المصالح الاقليمية كما يكشف انه لا وجود لهدف موحد لتلك الجماعات الارهابية الا الحرب فقط ، فعرض اخراج المقاتلين الاجانب هو عرض فارغ لا يمكن تطبيقة لان المقاتلين الاجانب لا يتبعون لفصيل واحد في الداخل كما ان مصادر تمويلهم وتشغيلهم متعدده . وهنا اصبح امر التفاوض مع الجماعات الارهابية امر لا يستحق العناء وان كان اساس قبول الهدنة بالنسبة للجيش والمقاومه هو الحالات الانسانية والمدنيين واخراجهم من دائرة المعارك حتى وان تأخر تحرير ارض هنا او هناك لبعض الوقت . في هذا الوقت كان ما يسمى ائتلاف الدوحة يفاوض في موسكو وهو لا يحمل تفويض من الشعب السوري ولكنه يمثل المشغلين السعوديين والقطريين في هذه المفاوضات التي فشلت من خلال تصريحات رئيس ما يسمى ائتلاف الدوحة والذي تحدث بورقة سعودية تركيا ترفض الحل السياسي في سورية . بل حاول الائتلاف تقديم نفسة امام عدسات الاعلاميين على انه يملك امر العقد والحل في الجانب الميداني وهو عمليا لا يمتلك اي قرار على الأرض السورية فعدد الفصائل المعروفة اليوم يتجاوز مائة وعشرين فصيل مسلح . ولا يملك الائتلاف وسائل اتصال معها وليس لدية ادنى سلطة عليها ، وليس هناك اي فصيل بين تلك الفصائل يتلقى اوامر من الائتلاف . ولكن داعمي الحرب على سورية مصرين على ابقاء هذا الكيان ليكون بوقهم الأعلامي حيث تقتضي الحاجة لذلك . ومن سخرية الحرب على سورية انها انتجت معارضين لا يملكون اي مشروع وطني فخرج المالح بورقة حل ابسط ما يقال عنها انها لا تصلح للقراءه او الإهتمام ، حيث قرر فيها ان يكون رئيس توافقي ضمن ديمقراطية خاصة به والاهم من ذلك اراد جعل سورية دولة بلا جيش ولا شرطة واكتفى بعدد لا يتجاوز العشرين الف لبسط سلطة الدولة المقترحة من قبله دون التطرق للمقاتلين الاجانب ولا للارهابيين الذين يرسلون الى سورية عبر تركيا والاردن ولا مصير هذه الجماعات والى اين يريد ارسالها ؟؟ واليوم ورغم الحاجة الإنسانية السورية لوقف اطلاق النار والبدء بالحوار السياسي والسير بالمفاوضات ولكن يجب ان يبقى الاساس في هذا كلة هو اعادة الاراضي السورية المحتله من قبل المرتزقة لسلطة الدولة لا يمكن القبول بتواجد هذه الجماعات على الاراضي السورية كما يعتقد اللاعبون الاقليميون .. قد تطول هذه الحرب ولكن يبقى ايمان الشعب السوري بحقة بالحياة واستعادة امنه وامانه هو الفيصل في هذه الحرب واذا كانت اميركا تعتقد انها استثمارها في الارهاب سيدوم فهي ستكتشف قريبا ومعها الممول الخليجي ان الاعباء المادية لهذه الحرب تفوق طاقتهم ، فبقاء التحالف على اليمن في الجو واستمرار القصف الجوي لن يغير شيء على الارض . وتحرك الشارع الوطني في لبنان للخروج من الفراغ الرئاسي سيكون له اثر بالضغط على حلفاء السعودية وبالمحصله على السعودية نفسها فريح التغيير بالمنطقة لن تتوقف قبل القضاء على كل بؤر الارهاب التي تمددت بفعل الدعم الامريكي والغربي ونتيجة تسليم بعض اصحاب المصالح الضيقة انفسهم لاهواء المال والسلطة .