2024-04-24 10:42 ص

تسريبات "استقالة الرئيس"... التوقيت والإرتداد وغلق الأبواب

2015-08-19
القدس/المنــار/ "تسونامي" شائعات خطير ومدمر يقترب من جهات الضفة الغربية الأربع، هذا ما نشرته (المنــار) قبل أيام قليلة، وها هي طلائع وتيارات هذا التسونامي قد وصلت، ومع وصولها، فان الساحة على موعد مع أمواج عاتية، واذا لم يتم سريعا تحصين هذه الساحة، فان الاخطار ستكون كبيرة، تمس كل المفاصل، وتدفع بالمسيرة سنوات الى الوراء، خاصة في ظل الانشغال الاقليمي والدولي عن احتضان القضية الفلسطينية التي باتت في آخر سلم الأولويات.
اسرائيل لم تتوقف يوما عن نشر الشائعات، ولكنها، هذه الأيام انتقلت للضرب على العصب الرئيس، تأجيجا للصراعات وتحريضا واستعداء، يمهد لفتنة مدمرة، تشغل مواطني الساحة عن الاهداف الرئيسة، فالصحافة العبرية وقيادات في اسرائيل وهي التي تعلم عن "تصارع الخلافة"، وتمسك بخيوط ممتدة الى داخل محاور واصطفافات عدة، دخلت على الخط، و "دست أنفها" في أمر داخلي، كان يفترض أن لا يجري تضخيمه، وتلبسه رداء الأهمية القيادات، والصحف العبرية تقوم بتسريب أنباء لا صحة لها بهدف التشويش، واشعال وتأجيج الخلافات، ومن هذه الأنباء أن الرئيس محمود عباس يستعد لتقديم استقالته، وبطبيعة الحال ونظرا لحدة التصارع بين المحاور، انتقل الخبر المدسوس انتقال النار في الهشيم، ولن تقتصر التسريبات على خبر الاستقالة المفبرك، بل، سنشهد الكثير من الشائعات في كل الميادين والاتجاهات، فالهدف الرئيس لاسرائيل هو اشعال الفوضى وأعمال العنف، عندها، ستواصل تنفيذ برامجها وخططها بحرية دون اعتراض أو تشويش، وتكون قد تفادت الضغوط الدولية والهزائم في المحافل الدولية.
وتقول دوائر متابعة للتطورات في الساحة الفلسطينية لـ (المنــار) أن تسريبات اسرائيل كمن يصب الزيت على النار، وسوف تشعل حمى التنافس والتدخل الخارجي في الشأن الداخلي الفلسطيني، فكل محور باحث عن خلافة، يسند ظهره لهذه الدولة أو ذلك الجهاز الاستخباري، وهذا ببساطة يعني الصدام، وهنا تكمن الخطورة. وما لم يفطن أصحاب وأعضاء المحاور للتوجه الاسرائيلي، فان خسائر التسريبات وارتداداتها ستكون كبيرة ومرعبة، واذا كانت المحاور صادقة في المادة التي تطرح في لقاءاتها والبحث عن الأنصار والاستقطابات وحريصة على مصالح الشعب وأهدافه، فهي مدعوة أولا أن تسارع الى اغلاق الأبواب في وجه "توسنامي" الشائعات وأن تتوقف عن اللجوء الى الغرباء، للفوز بموقع هنا أو هناك، لأن أثمان الحصول على ذلك كبيرة وباهظة، فكثيرة هي المحاور التي تقوم بالتحشيد والتجييش والتجنيد وتحضير الأدوات، ومواد الاتهامات من كل الأوزان... فهذه التسريبات ، لماذا الآن؟! انها كما تقول مصادر عليمة لـ (المنــار) تندرج في اطار لعبة خلط الأوراق، واسناد لبعض "القوى" في الساحة الفلسطينية، وربما تغطية على ما تقوم به، وصولا الى ما يخدم السياسة والاهداف الاسرائيلية.