2024-04-19 09:45 م

حمــاس... مسيرة نكران الجميل!!

2015-08-22
القدس/المنــار/ تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية وانهاء الانقسام، واعادة الوحدة الى جناحي الوطن، لم يعد على سلم أولويات حركة حماس وقيادتها، بعد أن انخرطت في لعبة التحالفات واختيارها التخندق في التحالف الذي يضم السعودية ومشيخة قطر وتركيا وجماعة الاخوان، ولأعضائه علاقات قوية مع اسرائيل حيث تتلاقى المصالح والأهداف.
والتحركات الأخيرة لقيادة حماس بددت كل الشكوك حول الأهداف التي تسعى اليها حماس، وحقيقة مواقفها من المشروع الوطني الفلسطيني والتطورات الجارية في المنطقة، وهي تحركات تأتي عشية التوصل الى اتفاق الهدنة طويلة الأمد بين الحركة واسرائيل الذي يدعمه التحالف المشار اليه. والسعي من جانب الحركة لهذا الاصطفاف التي تتخندق فيه الآن، بدأ منذ هبوب رياح ما سمي بالربيع العربي، الذي تبنته أمريكا ودفعت به الى المنطقة لتفتيت الساحة العربية وضرب جيوش دولها ذات التأثير، لذلك، وقفت حماس ضد شعب سوريا وقيادته، وتحالفت مع العصابات الارهابية التي ما تزال تقاتل في الأراضي السورية، مدعومة من دول في الاقليم والساحة الدولية، ومشاركة اسرائيل تلك الدول في دعمها لهذه العصابات، فخرجت قيادة الحركة من سوريا متجاهلة سنوات الاحتضان السوري لها، وفي مصر وقفت حماس الى جانب جماعة الاخوان ضد الشعب المصري ورغباته، وساندت المجموعات الارهابية التي أفرزتها الجماعة ودفعت بها الى سيناء لمحارية الجيش المصري، وتحولت حماس من قوة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الى ذراع تتحكم في جماعة الاخوان المسلمين وخاضع للتأثير التركي القطري، وبدأت منذ فترة تحركا صوب النظام السعودي لكسب الرضا، وبناء علاقات كانت غير موجودة مع الرياض، وهذا التحول نحو آل سعود من جانب حماس هيأت له الحركة خطوات ومواقف حتى تثبت للعائلة الحاكمة في السعودية حسن النوايا، وجدية الموقف والرغبة الجامعة لأن تكون عضوا ملتزما في التحالف السعودي القطري التركي بصفتها جناحا ملتزما تحت عباءة جماعة الاخوان.
وسارعت بعض قيادات الحركة الى انتقاد ايران، واطلاق التصريحات ضد طهران، معلنة بذلك، انها خارج محور المقاومة والممانعة، ووجدت ضالتها في ال سعود، وفي غنى عن الدعم الايراني المقدم لحركة حماس منذ سنوات طويلة، وهي بذلك، تكون قد وقفت في الخندق المعادي للشعبين السوري والايراني، ملتزمة بمحور الاعتدال كما يحلو لاسرائيل تسميته، وراضية عن الدور الذي ستضطلع به في تطورات وأحداث المنطقة، وأنها ستنشط حال اتمام الاتفاق مع اسرائيل، والذي من المتوقع أن يعلن عن قبل العاشر من الشهر القادم، وبذلك، انجازات حماس للتحالف المذكور على حساب المصلحة الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وانضمت الى جوقة المعادين لايران، اتهاما وتحريضا ونكرانا للجميل.
دوائر متابعة لمواقف وتحركات حركة حماس ذكرت لـ (المنــار) أن الحركة باتت جزءا من تحالف مسنود أمريكيا ساع الى اعادة احياء برنامج جماعة الاخوان وبشكل خاص في مصر، وتوقيع الحركة على اتفاق الهدنة طويلة الأمد جاء ليمنح حماس حرية الحركة للمشاركة برامج التحالف الذي اندفعت نحوه، وبالتالي، هناك تراجع كبير في برنامج الحركة الذي تمسكت به سنوات طويلة، ولا بد الآن لقيادة حماس من اعادة صياغة هذا البرنامج، وبالنسبة للمصالحة في الساحة الفلسطينية فان هذا الهدف لم يعد مطروحا، وهي تأمل أن تمتد الى الضفة الغربية بدعم من الحلف الذي ارتبطت به، كما أن الجماعة الأم ترفض انجاز المصالحة حتى لا يفقد أحد فروعها مقود الحكم في غزة أملا في توسيع دائرة القطاع مستقبلا، وهو ما كان مطروحا في عهد الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.
وتضيف الدوائر ذاتها أن حماس من خلال برنامجها الجديد ولحاقها بالقطار السعودي، تأمل أن تكون المتحدث باسم الشعب الفلسطيني، والمحاور لحل ملف الصراع، وليس السلطة الفلسطينية.
وحتى تحظى الحركة بذلك، سنرى قيادات حماس نشطة في التجني على أطراف عدة في المنطقة ارضاء للسعودية، ومن هذه الاطراف ايران وحزب الله وسوريا والسلطة الفلسطينية، خاصة بعد أن خرجت من دائرة مواصلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وقبلت أن تكون طرفا في صراعات المنطقة فرعا من فروع جماعة الاوان، فالولاء لهذه الجماعة أولا.
وترى الدوائر أن تطاول قيادات من حماس على ايران وقيادتها، أمر مدفوع له، وتمهيدا لمسيرة الطاعة التي تمضي بها حماس نحو السعودية، وهي بذلك تنكر لكل ما قدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية لها من دعم واسناد، أوصلها الى معادلة الارقام الصعبة في المنطقة، وهذا الموقف تتابع الدوائر بضع حركة حماس في مصاف العصابات الارهابية التي تمارس التقتيل وارتكاب الفظائع والعمليات الارهابية، في ساحات سوريا ومصر والعراق وليبيا وغيرها.
وتساءلت الدوائر: هل هذا الموقف من جانب حماس اتجاه داعميها، يحظى بموافقة كتائب القسام أم أننا سنسمع قريبا عن خلافات وارتدادات وانقسامات في صفوف الحركة؟!