2024-03-28 06:18 م

تصريحات البنتاغون بشأن العدوان على اليمن والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين

2015-08-23
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
ما زال آل سعود وجوقة المرتزقة من القوات التي استطاعوا أن يحشدوهم من الدول "الحليفة" مستخدمين البترودولار، يمعنون في القتل وعمليات الإبادة الجماعية المتعمد وتمير ما تبقى من البنى التحية والمرافق الحيوية من طرق ومدارس ومستشفيات ومنشآت اقتصادية. وعلى ما يبدو أن ما يقارب من خمسة أشهر من القصف المتواصل من الجو والبحر والبر وسفك دماء الالاف من اليمنيين، والملايين منهم الذين لا تجدون ما يسدون به رمقهم من الجوع ووصول بعضهم الى حافة الموت بحسب تقارير المنظمات الإنسانية والاغاثية فان شهية آل سعود للدم ما زالت مفتوحة وتطالب بالتصعيد. فمن مجزرة تعز والابادة الجماعية لعائلة بكافة افرادها 24 من أطفال ونساء قبل أيام معدودة، الى مجزرة جديدة ذهب ضحيتها 21 يمنيا في قصف لنقابة المهن التربوية اثناء اجتماع لبحث التجهيزات للامتحانات. دمر المبنى بالكامل ودمرت الأبنية السكنية التي من حوله بالصواريخ الذكية. ومن جثث الشهداء الذين انتشلوا من تحت الأنقاض لغاية الان أربعة أطفال لم تتجاوز أعمارهم بين 9 -13 عاما. وقامت طائرات التحالف الغير مقدس أيضا بتدمير ميناء الحديدية وهو المنفذ البحري الوحيد للواردات التجارية والغذائية والمساعدات الإنسانية لأكثر من 15 محافظة يمنية وقرابة 20 مليون مواطن من السكان على الأقل بحسب ما أوردت الصحيفة اليمنية الثورة (20 أغسطس 2015). ولقد ادانت منظمة أوكسفام للإغاثة حيث صرح المسؤول القطري للمنظمة فيليب كليرك في بيان صدر في 19 أغسطس آب 2015 رداً على قصف ميناء الحديدة في اليمن: "إن قصف الغارات الجوية على ميناء الحديدة هو مثال آخر على الاستهداف المدني، ونحن ندين ذلك بشدة". وتدمير المرافئ والموانىء البحرية المدنية هو مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة. وعلى الرغم من ذلك لم يحرك "المجتمع الدولي" ولا الأمم المتحدة وأمينها العام الذي يبدو أنها شريكا في العدوان بالتزامها الصمت وعدم الجرأة على ادانة العدوان المخالف أساسا لمواثيقها التي يتشدق بها أمينها العام ويخرجها عند ذكر دول أخرى. ومع تمادي العدوان البربري السعودي في همجيته وافتضاح أمر المجازر التي يرتكبها يوميا بحق الشعب اليمني والتي أصبحت تتداول إقليميا وعالميا بالرغم من محاولات التعتيم الإعلامي وخاصة من قبل وسائل الاعلام الغربية والكثير من "العربية" للمذابح وجرائم الحرب التي ترتكب من آل سعود ومن لف لفهم. ومع التصريحات للعديد من منظمات الإغاثة الإنسانية والحقوقية والتي تعنى بحقوق الانسان والطفولة العالمية بما فيها أوكسفام، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسيف وغيرها ممن استطاعت مؤخرا للدخول الى اليمن ورؤية الدمار الهائل الذي تسببه العدوان الهمجي. رأت الإدارة الامريكية على ما يبدو ضرورة ان تحاول ان تبرأ ذمتها من هذه المجازر والدمار الهائل والتدهور المريع للأوضاع الصحية والانسانية والاقتصادية والمرافق الحيوية خوفا على "سمعتها الدولية" ربما. فها هو الناطق الرسمي العسكري للقوات الامريكية في البحرين الضابط كيفن ستيفانز يصرح مؤخرا بالقول ردا على المجازر التي ترتكب بحق المدنيين من قبل "التحاف العربي" في اليمن نتيجة القصف الجوي للطائرات: "نحن على ثقة بأن كل المعلومات الاستخبارية والمشورة التي نقدمها الى السعودية العربية وباقي أفراد التحالف دقيقة، وهذه تزودهم بأفضل الخيارات للنجاح العسكري الذي تتماشى مع للمعايير الدولية والتي من شأنها أن تقلل من احتمالات الإصابة والاضرار بالمدنيين" . واستطرد قائلا ان " القرار النهائي في تنفيذ العملية في الحملة يتخذ من قبل أفراد التحالف الذي تقوده السعودية وليس من قبل الولايات المتحدة". هذا ما أوردته صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية بتاريخ 19 08 2015. وهذا عذر أقبح من ذنب. الولايات المتحدة تقدم المشورة العسكرية الميدانية من خلال المستشارين الذين يعملون في غرفة العمليات المشتركة مع قوات "التحالف العربي" في الرياض والبحرين والذي تضاعف عددهم المعلن من 20 خبيرا ومستشارا الى 45 في الآونة الأخيرة ( الموقع الاليكتروني لمنظمة ضد الحرب 18 08 2015) . والولايات المتحدة تقدم الصور الحية والاحداثيات الدقيقة للأماكن وللأهداف المراد قصفها وذلك من الأقمار الصناعية وطائرات التجسس التي تحوم في السماء اليمني والطائرات بدون طيار التي تقوم بتصوير الهدف قبل وبعد القصف حتى يتم تقييم نتائج الضربات الجوية وحجم الدمار الذي لحق بالهدف المحدد. والولايات المتحدة هي من تقوم بتزويد طائرات "التحالف العربي" بالوقود في الجو حتى تتمكن من القيام بأكبر عدد من الطلعات والقصف الجوي. والذي وصل أحيانا الى أكثر من 100 ضربة في اليوم الواحد. وهذا لا يتطلب فقط التزود بالوقود والطائرات في الجو بل يتطلب الى جانب ذلك خدمة وصيانة ربما على مدار الساعة وهذا ما تقوم به طواقم سلاح الهندسة الامريكية المتواجدة في السعودية والبحرين. والولايات المتحدة تزود القوات "العربية" المعتدية بالصواريخ والذخيرة لكي تتمكن من الاستمرار بالعدوان يوميا نهارا وليلا وهذه تصل عبر البواخر والسفن الحربية التي تنقل هذه الذخائر بشكل شبه يومي. والولايات المتحدة هي من زود السعودية بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا والتي قامت طائراتها بإلقائها على المناطق الاهلة بالسكان وشهد العالم الجثث المتفحمة والاجساد المحروقة في المستشفيات اليمنية بهذه القنابل. البنتاغون لم ينفي بيع السعودية مثل هذه القنابل لكنه قال بان هذه القنابل تباع بعد ان يتعهد الطرف الاخر بعدم استخدامها على المدنيين أو المناطق الاهلة بالسكان. وعندما اتهمت منظمات دولية السعودية باستخدام هذا النوع من القنابل الحارقة صرح البنتاغون انه سيقوم بالتحقيق في هذا الشأن ولم يسمع أي خبر عن نتائج هذا التحقيق. والتباطؤ هذا ليس غريبا على البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الامريكية عند اجراء التحقيقات التي يعلمون انها تدينهم أو تدين أحد من شركائهم أو حلفائهم. فإسرائيل استخدمت نفس القنابل في الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة ولم تفعل الإدارة الامريكية شيئا ولم تحرك ساكنا بل قامت بالدفاع عن الكيان الصهيوني في المحافل الدولية ومنعت تجريمه. ويضاف الى كل ما سبق مشاركة الولايات المتحدة وبشكل عملي كبير في فرض الحصار البحري على اليمن لمنع وصول أي مساعدة عسكرية للجيش اليمني أو لجماعة أنصار الله من الحوثيين أو حتى المعونات الإنسانية الغذائية والأدوية والمواد الطبية الاساسية وخاصة تلك اللازمة لعلاج الامراض المزمنة. أبعد كل هذا تريد ان تقنعنا الولايات المتحدة وإدارة أوباما انها ليس طرفا في العدوان على اليمن، أو انها غير مسؤولة عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في اليمن وتدمير مرفق ومقومات الحياة لسكانه. ان الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكبرى على استمرار العدوان والتدمير الهائل خاصة للمنشآت المدنية الحيوية والبنى التحتية والقتلى من اليمنيين الذي وصل عددهم كما اوردتها صحيفة لوس انجلس تايمز الامريكية ( 19 08 2015 ) الى 4300 مواطن يمني أكثر من نصفهم من اليمنيين وان عدد الأطفال الذين استشهدوا قد بلغ 398 طفل بحسب الأرقام الواردة من المنظمات الدولية. ولو ارادت الولايات المتحدة ان توقف العدوان لقامت بإيقاف المساعدات العسكرية والامدادات اليومية للصواريخ والذخيرة لآلة الدمار لآل سعود المجرمين قاتلي الأطفال والنساء الذين يجب أن يقدموا الى محكمة الجنايات الدولية لجرائم الحرب التي ارتكبوها ويرتكبونها يوميا وبشكل مباشر في اليمن.  

الملفات