2024-04-19 10:51 م

حماس قيح يأتي به الداء .. هدنة ماقبل الموت ...

2015-08-24
بقلم : نارام سرجون
عندما يتحدث قادة حماس أترك الدنيا كلها تمضغ مايقولون أو تتبول على مايقولون .. ولايعنيني ماذا تفعل تصريحاتهم ولاماذا تعني ولاأنشغل بتأويلاتها وتوقعات المنجمين .. 


ولاأحصي ماذا تحرق من كروم زيتون ومن برتقال .. ولا كيف تخلط الدم بزيت النفط وبول البعير .. ولا كيف تمزج أوراق الليمون بلحية القرضاوي وتفرك له ظهره برائحة القدس وكيف تغسل قدميه بدماء الشهداء و تخلط بين سجاجيد الأقصى وفراش شيوخ النكاح .. ولم أعد أبحث بين اوراق حماس عن عروق اللوز الأخضر ورائحة الليمون لأن أشجار حماس أورقت دولارات خضراء وصار الندى والطل نفطا على أوراقها في كل صباح .. ولم أعد أبحث عما تبصقه هذه الأرملة السوداء في دماء من آلاف الشهداء من أبناء فلسطين وكل من مات من أجل فلسطين .. صرت أترك كل هذا .. وأذهب بحثا عن سيدة واحدة لاغير .. لأرى ماذا هي فاعلة .. وأكفكف دمعها الخجل وهي تبكي على ركبتيها .. وأحاول ألا أسمعها ماذا يقول الحمساويون من ترهات .. وأضع كفي على عينيها لتحجب صور قادة حماس وهم يرقصون رقصة العرضة أو يتهتكون ويتقيؤون من كثرة الثمل من النبيذ الاخواني .. وأصم أذنيها بيدي كيلا تسمعا الكلام القبيح لقادة حماس .. واعني بهذه السيدة فلسطين ..

فلسطين أغلقت الباب على نفسها واعتكفت وامتنعت عن الكلام .. وقطعت أذنيها وفقأت عينيها لأنها لم تعد قادرة على مواجهة الناس والاعتذار أكثر بسبب حماس الذي أذلّتها وهي تؤذي كل الجيران وتعتدي على كل الجيران وتسرق بيوتهم وتقذفهم بالحجارة والشتائم المقذعة البذيئة .. لاتدقوا الأبواب ولاتنادوا على فلسطين.. فلن ترد .. ولاتهددوا أنكم ستكسرون الباب والأقفال لأن من كسر قلبها أبناؤها وشققوا لها روحها لايهمها كسر باب بيتها وهدم حيطانه .. ولاتصرخوا أنكم حزانى وقلبكم مشغول عليها ومنفطر عليها .. لأنها لم تعد تصدق أحدا حتى أبناءها .. كلنا صرنا كاذببن منافقين ومرابين ..

حماس التي قامرت وباعت بيتها وبندقيتها ووصية ياسين والرنتيسي مقابل ليلة حميمة اخوانية في فندق في استانبول وأرسلت حقيبة ثيابها وجهاز عرسها ومهرها الى قطر وجدت أنها مضطرة اليوم لأن تبيع كل ماتبقى معها من تركة ذلك الزمن الذي جمعت فيه ثروتها الضخمة من الاحترام والمكانة والهيبة وكل ذلك الرصيد والاسم الذي جمعته في دمشق حيث بورصة الثوار والمجاهدين والمقاومين ..

كل مرة يتفوه قادة حماس أعرف أن فلسطين تتأوه في صمت وتتلوى وتتقطع .. ماذا سنقول لفلسطين عما يقوله موسى أبو مرزوق هذه الأيام وهو يحارب في دوما .. وآلات حفر الأنفاق التي ذهبت لتحفر في غزة أنفاقا للحياة وشرايين السلاح عادت لتحفر أنفاقا لاسرائيل في دوما وحول دمشق؟؟ .. هل سنقول لفلسطين أن موسى أبو مرزوق ترك غزة وآلامها التي تقصفها اسرائيل وانكب يبكي على دوما "التي تقصف دمشق" ويعصر من مناديله دمعا سخيا ويجفف أنفه بأكمامه وهو يشهق وينتحب ؟؟.. هل نقول لها انه لم يبك يوما على مدن اليمن الذبيحة التي تقصفها اسرائيل والسعودية ايضا .. وهل نعد مدن اليمن مثلا أنه سيبكي عليها عندما يؤذن له ويبقى في عينيه دموع وفي صدره شهقات وزفرات حرّى استعملها كلها في بكائه على دوما ..؟؟ هل نقول لها بأن خالد مشعل ذهب الى السعودية ليشارك في تحرير عدن وأن على اليمنيين أن يكرهوا فلسطين كما تريد السعودية؟؟ وهل نقول لفلسطين ان ابنها الذي وعدها بالتحرير الذي اهتزت أذناه من قصف المسلحين في دوما لم يسمع صوت الغارات الاسرائيلية على حدود الجولان؟؟ هل نذكّر هذا المرابي الملتحي أنه كان يقول بأن حماس لاتتدخل في أي شأن عربي  داخلي .. فهل صارت "دوما" شأنا أمميا؟؟

حماس المفلسة اليوم والتي شاركت بجسدها في الجهاد الاسرائيلي في سورية وعادت حبلى تريد الستر .. صار كل من يريد سلالة فلسطينية يضع بذوره في رحم حماس الواسع .. رحم حماس استأجره أمير قطر وألقى فيه بذوره حتى ملأه .. ثم محمد مرسي ألقى بذوره وجعله مقذرة للاخوان المسلمين .. ثم اردوغان قذف فيه كل قذارات حزب العدالة والتنمية .. ثم نتنياهو نفسه حقن رحمها ببذوره ..

الزانية تريد أن تضع مولودها في أي مكان وأن تجد له أبا يستر الفضيحة لأن عيونه زرقاء ليست كعيني القسام وليست له ملامح فلسطينية وليست فيه وحمة زيتون أو ليمون بل وحمة رمل ووحمة عثمانية .. وثمن ستر الفضيحة هو فلسطين .. كلها .. مقابل أن تنام المفضوحة في سرير غزة الصغير ويسمح لها بميناء ومطار كي تعيش مع وليدها تحت قدمي اسرائيل ..

حماس المفلسة البائسة تحاصرها اليوم اسرائيل في غرفة نومها في قطر وقد دخلت داعش وبيت المقدس الى بيتها وانسلت في سريرها فيما حماس مشغولة بحفر أنفاق للمجاهدين على تخوم دمشق ومشغولة بالرقص في مهرجانات الخلفاء واصدقاء بيريز العظيم .. هذه المفلسة تبيع ذهب فلسطين على الرصيف مقابل قطعة قماش وكسرة خبز وقبلت باتفاقية هدنة طويلة الأمد تشبه النزول الى القبر وهي في الحقيقة تجميع لأوسلو 2 مع كامب ديفيد 2 مع 17 أيار اللبناني .. رزمة استسلامات كاملة تسوقها حماس كما سوّق السادات كامب ديفيد وكما سوّق الراحل عرفات اوسلو وكما سوّق بشير الجميل اتفاق أيار .. أي بحجة معاناة الشعب وتخلي الأصدقاء .. وحماس اليوم تسوّق رزمة الاستسلام بحجة الحصار الذي كسر ظهر الشعب .. لكنها لاتقول ماذا تفعل في قطر ؟؟ وهل تتوقع أن تكسر الحصار من هناك؟؟ وحماس لاتعاتب تركيا التي لم ترسل جيش الفتح لكسره بل لكسر ادلب ولم تسرق معامل حيفا وتل ابيب بل معامل حلب .. ولم تقصف تركيا مستوطنة واحدة بل تقصف كفريا والفوعة وتقصف الأكراد الذين قدموا للقدس يوما رجلا اسمه صلاح الدين الأيوبي .. ولم تلم حماس السعودية على أنها تقاتل وتعاقب من يرفع شعار الموت لاسرائيل في اليمن وألقت على اليمنيين الفقراء في ساعة واحدة قنابل بقيمة ماأنفقته السعودية على فلسطين منذ قرن .. صفقة واحدة لم تحلم اسرائيل بمثلها حيث ستتولى حماس تأديب المعترضين كما تولى اتفاق اوسلو واتفاق دايتون تأديب حماس وسيكون هدم المسجد الأقصى ناجزا لأن حماس ستلتزم بالتهدئة والوعد الذي قطعته وستضرب بيد من حديد على اليد التي تمتد على اسرائيل .. والفلسطينيون يؤدبون بعضهم ..

هدنة المفلس خالد مشعل المديدة هي هدية منه الى أردوغان والى اخوان مصر .. وسيقبض اردوغان الثمن في كردستان حيث سيسمح له باعادة عجلة الزمن الكردي الى الوراء عشرين سنة وقد يكافأ بأن يستأنف حزب العدالة والتنمية الحكم ويغض النظر عن جرائمه .. وهدنة خالد مشعل ستجعله متفرغا تماما لمشروع تحرير دمشق والقاهرة كما تريد السعودية والتي أعلن موسى أبو مرزوق بوادره في بكائيته الدومانية .. والتي ستكون لها نسخ أخرى في سورية ومصر .. الحمساويون الجدد يتبرعون بدم ستين عاما من أجل أن يعيش خليفة هنا وخليفة هناك ..

وكما تذكرون انكمشت فلسطين مع اوسلو عرفات وذابت الى (ضفة وقطاع فقط) .. وفي زمن عبقرية خالد مشعل واسماعيل هنية انكمشت فلسطين الى غزة دون ضفة .. وغزة دون ضفة ستنكمش الى غزة دون قطاع ..وغزة دون قطاع ستغرق في البحر ..كل الأوطان تكبر وتنمو الا فلسطين تضمر وتهزل .. وكل الأوطان عندما تشيخ وتشيب تجلل بالوقار والمهابة ويوضع الغار على رأسها الا فلسطين التي يبيع خالد مشعل غطاء رأسها الباقي وشالها وكوفيتها التي تسترها في آخر مقاومة فلسطينية .. ويكشف شعرها الأبيض الذي شاب من هول الخيانات ومن هول الحماقات .. حتى شعرها الأبيض سيقصه مشعل ويهديه الى شيخ أو ملك ثري يجمع أشعار النساء وجدائل عواصم الشرق في قصره ليصنع منها مخدة له تريحه في مضاجعة الخيانات أو يضعها تحت مقعده كي لايتعبه المكوث الطويل على العرش ..

آه كم كبرت يافلسطين .. وكم غيّرك الهم .. وكيف صرت في صباك أمرأة مليئة بالغضون والندوب .. بلا ثوب يسترك ولاغطاء لرأسك الذي شاب من النخاسة والنجاسة ..

اعذريني يافلسطين واعذري قسوتي عليك ..واعذريني أنني كسرت عزلتك .. وكسرت قلبك .. ونقلت لك أخبار  زيتونك الذي يحترق وبرتقالك الذي نعصره فينزف دما .. واغفري لي أنني قلت لك خبرا بأن تتهيئي من جديد لهزيمة جديدة وذل جديد ورحلة مع الخيانات .. واغفري لي أن أراك تباعين في السوق كما سبايا البغدادي وأنا أحارب بعيدا .. فأنت اليوم سبية الاستانبولي وسبية ملوك الرمال .. أعرف عذابك وأحس به .. وأدرك مرارة ذلّك .. وليس بيدي الا أن أقول لك وصيتي ونصيحتي التي سأقولها حتى آخر يوم من العمر:

يافـلـسطين لا تنادي عليهم
قد تساوى الأموات والأحياءُ

قتل النفط مابهم من سجايا
ولقد يـقـتـل الـثـري الثراءُ

يافلسطين لا تنادي قريشاً
فقريش ماتت بها الخيلاءُ

يافلسطين لاتنادي حماسا
فحماس مرزوق وفحشاء

يافلسطين لاتنادي حماسا
فحماس قيح يأتي به الداء *
-------------------------------------
* من شعر شاعر دمشق الأكبر نزار قباني بتصرف

الملفات