2024-04-24 04:06 م

حملة دولية مفاجئة ضد النظام السعودي

2015-08-24
كتب علي مخلوف

رجل بدشداشة وعكال يتمتع بكرش متخم من كبسة دسمة بالسمن العربي، ليس سوى كائن مليء بالمال بالنسبة للأمريكي، لم يكن راكبو الجمال يحلمون ببنيان متطاول ووزن إقليمي لولا منقبي النفط الأمريكيين ومن ثم الشركات النفطية الأمريكية العملاقة، والتي هي بالمناسبة في الكثير منها تعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية.
المعدم عندما يصبح محدث نعمة، يخال نفسه قيصراً، وهذا بالضبط ما حدث بالنسبة لنظام الرياض، وقد تضخم الأنا السعودي في الأربع سنوات الأخيرة، حيث ضربت المنطقة رياح السموم الصحراوية المسماة زوراً بالربيع!.
صحيح بأن النظام السعودي ومن ورائه اللوبي الصهيوني المعروف بالنظام العالمي الجديد إضافةً لواشنطن استطاعوا تحقيق عدة مكاسب كتأجيج الفتنة الطائفية والمذهبية وتقسيم بعض البلدان وإشغال بلدان هامة أخرى بمشاكلها الداخلية مثل سوريا والعراق، لكن الصحيح أيضاً أن الرياض وواشنطن وتل أبيب فشلوا في إسقاط دمشق، إضافةً لفشلهم بكسر محور المقاومة.
تم توقيع الاتفاق النووي مع إيران، تقدم الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية ولا زالوا يتقدمون في الميدان، ترسخ الحلف السوري ـ الإيراني مع روسيا، كل ذلك كان بمثابة دلائل على فشل المحور المعادي في تحقيق الهدف الأكبر.
لم تعد واشنطن تستطيع مسايرة الحرد السعودي، أمريكا في بعض مراحلها سئمت من المطالب الإسرائيلية لها في بعض القضايا، وعبّرت الإدارة الأمريكية الحالية عن ذلك بشكل غير مباشر من خلال التلويح بأن مصالح أمريكا هي العليا ولا يمكن أن تقبل بأعباء مطالب الحلفاء، مع تأكيدها أيضاً على التزامها بأمن الكيان الصهيوني، إن كانت واشنطن كذلك مع تل أبيب، فكيف ستتعامل مع الرياض إذاً؟!.
ضمن هذا السياق بدأت وسائل الإعلام الغربية والعربية تتحدث عن مواقف لمنظمات دولية عن استيائها من القصف السعودي لليمن، حيث أكدت منظمة العفو الدولية أن غارات التحالف الذي تقوده السعودية ، وكذلك المناوئة له، في تعز وعدن، تسببت بقتل عشرات المدنيين، وهي قد ترقى إلى جرائم حرب، طبعاً المنظمة لم تفغل الحوثيين أيضاً لكن ما يهم هو عدم ممانعتها من وصف غارات النظام السعودي بأنها ترقى لجرائم حرب!  فيما دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق بانتهاكات محتملة لقانون الحرب باليمن من قبل جميع الأطراف، كذلك أعلنت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي على ميناء الحديدة اليمني تقيد إمكانية المنظمة في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان البلاد، مضيفةً إن الهجمات السعودية انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني"، واصفةً إياها بـ"غير المقبولة".
مما سبق يتضح وجود بداية حراك أممي ضد النظام السعودي، لا يعني ذلك بأن تلك المنظمات نزيهة وحريصة على شعب اليمن أو على أي شعب عربي، إذ أن البديهيات تقول بأن تلك المنظمات مسيطر عليها أمريكياً، فما الذي دفعها إذاً للبدء بحملة ضد النظام السعودي؟!
هل هي وسيلة ضغط أمريكية غير مباشرة على الرياض من أجل دفعها للتوقف عن عدوانها على اليمن وحل الملف مع الحوثيين، من أجل عدم إعطاء ذرائع لسيطرة إيران على الممرات المائية الهامة وما سيسببه ذلك من توتير للاوضاع السياسية مع طهران؟ هل تريد واشنطن تطويع الرياض التي باتت كضبع جريح بسبب الملف السوري والحراك السياسي الروسي الحثيث من أجل حل سياسي في سوريا؟ كما قلنا فإن واشنطن لم تعد تستطيع تحمل أعباء حلفاءها على حساب مصالحها، وعلى مايبدو فإن واشنطن تريد تذكير الرياض انه مهما تضخم الأنا السعودي فإن الأمريكي بنخزة دبوس صغيرة يمكنه إعادة ذلك البدوي إلى حجمه ... والله أعلم

المصدر: عربي برس