2024-04-20 01:02 م

" إسرائيل " عدوان ٌ على سورية.. و إنهيار نظرية الردع و المنطقة العازلة

2015-08-25
بقلم: ميشيل كلاغاصي
فشلها السياسي في عرقلة الإتفاق النووي الإيراني , و انهيار المجموعات الإرهابية في الجنوب السوري , و إقتلاع أحجار " الجدار الطيب " , و الإنهيار الكامل لنظرية الردع الإسرائيلي , و بحثها , و بحثها عن أمنها المهزوز , يدفعها للجنون و الصراخ و العدوان على مواقع الجيش و المقاومة .. و إلى البحث سلم النزول الذي سبقها إليه الكثيرون , عبر قطار الحل السياسي السريع . إن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية , ليس الإعتداء الأول من نوعه , و يأتي في سلسلة إعتداءاتها المتكررة , في سياق الحرب المفتوحة , و الذي يتماشى مع طبيعتها العدوانية , و دورها الأساسي في الحرب الدولية على سورية , و أنها صاحبة المصلحة الأولى و اليد الطولى فيها . إن إنهيار أدواتها و مجموعاتها الإرهابية كالنصرة و أخواتها في الجنوب السوري من القلمون إلى الحرمون مرورا ً بالزبداني , و إنتصارات الجيش العربي السوري و المقاومة فيها .. قد قرع أجراس الهزيمة الإسرائيلية الحتمية , و أسقط مشروع " الجدار الطيب " , في الوقت الذي بدأ فيه العالم يميل إلى إتباع نهج الحوار , و العمل السياسي و الدبلوماسي , كسبيل وحيد لحل الأزمة في سورية , كما فعل في الوصول إلى الإتفاق النووي الإيراني – الأممي , نجد أن العدو الإسرائيلي كثّف اعتداءاته على المسجد الأقصى , و رفع وتيرة عنفه ووحشيته على شعبنا الفلسطيني الصامد , و ينفذ عدوانا ً جديدا ً على الدولة السورية . إن توقيع الإتفاق النووي يضع العالم و دول ال 5 + 1 , بمثابة الشهود على سلمية المشروع من جهة , و الإعتراف بقوة الدولة الإيرانية و حضورها الإقليمي و العالمي من جهة ٍ أخرى .. و الذي يصب مباشرة ً في صالح محور المقاومة عموما ً, و بدعم الدولة السورية خصوصا ً في حربها على الإرهاب. فقد أصبحت إسرائيل تشعر بالخطر , و أنها أقل أمنا ً بعد توقيع الإتفاق النووي , مما دفعها لفعل المستحيل لعرقلته و نسفه , الأمر الذي تسبب في حدوث شرخ ٍ و تصدع ٍ في علاقتها مع أمريكا , و أثبتت أنها الطرف الوحيد الذي عارضه فعليا ً . لقد أرادت أن تبعث برسائل للإدارة الأمريكية و إلى بعض الدول الأوروبية , لإستعطافها و إقناعها بتأثير الإتفاق على الصراع العربي – الإسرائيلي . لذلك أرادت إلصاق تهمة إطلاق الصواريخ بحركة الجهاد الفلسطيني تحديدا ً المدعومة إيرانيا ً , لتقول أنه قد أصبح لديه الجرأة و القدرة ليهدد أمنها بشكل أكبر بعد الإتفاق النووي , على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي بضمان أمنها بشكل أكبر من ذي قبل . حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما حمّل إسرائيل مسؤولية معارضة الإتفاق و تجاهلها الأمن القومي الأمريكي و سمعتها و هيبتها الدولية , و أتهم نتنياهو الشخص الأكثر وقاحة ً بتدخله بالشأن الأمريكي ووجد نفسه مضطرا ً للدفاع و حماية موقفه و إدارته عبر مجلس الأمن . لقد شعرت " إسرائيل " ببروز تحديات ٍ جديدة تتعلق بأمنها , بالإضافة لإنهيار المجموعات الإرهابية التي تقاتل عنها , و نجاح الجيش السوري و المقاومة بالسيطرة و فصل منطقة القلمون عن منطقة الحرمون , و الإنهيار الكبير على مختلف الجبهات خاصة ً في الزبداني , و استطاع تحويل البيئة التي عوّلت عليها لإنشاء " الجدار الطيب " إلى بيئة مقاومة و حاضنة للدولة و الجيش السوري , فتعمدت عبر عدوانها على سورية حرف أنظار العالم عن إعتداءاتها على المسجد الأقصى , و استغلت موقف فصيل المقاومة " الجهاد الفلسطيني " الذي وجّه تهديدا ً مباشرا ً بالرد فيما إذا استمر إعتقال أو وفاة الأسير علاّن المضرب عن الطعام في سجونها , فأوعزت إلى أدواتها و أذرعها الإرهابية في خان أرنبة لإطلاق الصواريخ كي تمتلك ذريعة ً جديدة , لتوجه ضربة ً و عدوانا ً جديدا ً على بعض مواقع الجيش و المقاومة .. في نية ٍ واضحة ٍ لتخفيف النتائج الكارثية عليها , خاصة ً بعد انطلاق عجلات قطار الحل السياسي .. يبدو أنها تبحث عن سلم النزول الذي سبقها إليه الكثيرون . فأخذت تبحث عن العطف الغربي و الأمريكي للضغط على إيران بغية حصولها على ما يعزز و يضمن أمنها ووجودها في ضوء إنكسار مشروعها , و عودة الصراع العربي – الإسرائيلي إلى المربع الأول ما قبل الحرب على سورية , مع فارق أن سورية القادمة و المنتصرة ستكون أقوى و أصلب عمّا كانت عليه قبل الحرب , و أنها ستبقى الرأس الفولاذي لمحور المقاومة , جنبا ً إلى جنب مع المقاومة اللبنانية , و إيران النووية , و روسيا العظمى , و باقي الحلفاء . أما عن الرد السوري ... فيدرك الكيان الغاصب أن الرد حاصل ٌ لا محالة , خاصة ً بعد تغيير و تكسير محور المقاومة لقواعد الإشتباك , فالعدوان الذي نفذته إسرائيل في مزارع الأمل في القنيطرة – قبل فترة – تلقت الرد عليه في مزارع شبعا اللبنانية , لذلك هي خائفة من طبيعة و مكان و زمان و شكل الرد , إن إتباع الدولة السورية سياسة الغموض و عدم الإفصاح عن الرد يؤلم العدو و يؤدي إلى إنهيارات ٍ نفسية ٍ في صفوف قياداته الأمنية و السياسية و العسكرية . و يضعها تحت الضغط و التحسّب لرد ٍ صاروخي أو لعمليات ٍ انتحارية أو عمليات عسكرية مباشرة على الحدود. بالتزامن مع انهيار مجموعاتها الإرهابية , الأمر الذي بات يؤكد يوما ً بعد يوم الإنهيار الكامل لنظرية الردع الإسرائيلي , و أن مشروع المنطقة العازلة سقط و إلى الأبد . و عليه فإن ما قامت به في العدوان الأخير يعتبر بمثابة صرخة ألم.. و عليها أن تتوقع ما هو أعظم.

الملفات