2024-03-28 12:28 م

الأسد يطلق اللاءات السورية .. في أسطر و ما بين الأسطر

2015-08-26
بقلم: ميشيل كلاغاصي
قائد ٌ استثنائي في زمن ٍ استثنائي ... لا تنتظروا التاريخ ليخبركم من هو الرئيس الأسد , فالتاريخ يحتاج لسنوات طويلة كي يدرك كنه هذا الرجل , فقط سجلوا مواقفه , و ارفعوا رؤوسكم لأنكم أولائك السوريون و العرب و الأحرار الذين تعيشون عصر الأسد . إن حديثه عبر قناة المقاومة فيه من التقدير و الإحترام لقيادة المقاومة و مجاهديها و شعبها و بيئتها المقاومة , ولتضحياتها الكبيرة , تكريسا ً لوحدة المقاومة فكرا ً و عملا ً و مشروعا ً مقاوما ً يزود عن الأمة و يحمي حياضها في وجه المخططات الصهيو- أمريكية لدول المنطقة و شعوبها . لقد أتى حديث القائد ليغطي مجمل الأحداث و المفاصل الهامة , و ليطلق سلسلة المواقف السورية , و على كافة المستويات , و ليعلن اللاءات السورية في عدة أسطر .. و ما بين الأسطر. يمكن تقسيم كلام سيادته إلى عدة محاور شاملة تتلخص ب: 1- المحور الأول: سوري داخلي. 2- المحور الثاني: سوري - عربي – عربي. 3- المحور الثالث: يتعلق بالعدو الإسرائيلي. 4- المحور الرابع: المواقف السورية و الدولية من الحل السياسي. 5- المحور الخامس: ما يتعلق بمؤتمر موسكو3. 1- المحور الأول: أوضح أهمية إيمان السوريين بالنصر في مواجهة الإرهابيين, وإلحاق الهزيمة و إفشال المخططات التي رُسمت لسورية, فإيمان السوريين بقدسية وطنهم و بسيادتهم و حرية قرارهم, و بقدرة الجيش و الشعب على المواجهة, هو من أعطى السوريون الأمل في النصر. وحدد شروط نجاح المسار السياسي الداخلي و بالحوار السوري – السوري لكافة القوى الوطنية , بإنتمائها للشعب بإعتراف السوريون بها و بجذورها الوطنية الصادقة . كما أكد على أن مسألة الدفاع عن الوطن لا تكون فقط بالبندقية , بل بكل ما يزيد منعة الوطن و يقويه و يبقيه صامدا ً بوجه الهجمات الإرهابية . فيما كرر رفضه لأي دور ٍ للمعارضة الخارجية , و التي سبق للشعب السوري أن ألقى بها و منذ زمن ٍ طويل في مزابل التاريخ . 2- المحور الثاني: أكد على أهمية دور سلطنة عمان في المساهمة بإيجاد الحل السياسي, انطلاقا ً من تاريخها و مواقفها المعتدلة و العقلانية تجاه كل قضايا المنطقة, و عدم مشاركتها بالعدوان على سورية. لكنه و في الوقت نفسه حدد للسلطنة و للدول الراغبة بالإنكفاء و الحل السياسي مرحلتين : * الأولى : تتمثل بإثبات حسن النوايا و التوقف عن كافة أشكال السياسة العدائية لسورية . * الثانية: قيام السلطنة بلعب دورها في المساهمة و السعي لإيجاد الحل السياسي. و عن مصر ... فقد أكد حرص سورية على علاقاتها التاريخية و المميزة معها , لكنه أراد فصل مصر مرسي عن مصر السيسي , و التي لم يجد لها الأعذار في استمرار النهج الذي اتُبع منذ عهد الرئيس حسني مبارك مرورا ً بالإخواني مرسي و صولا ً للعهد الحالي , إذ لعبت مصر مجموعة ً من الأدوار السئية , ساعدت الدول المتاّمرة على سورية في إتخاذ قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية , ناهيك عن احتضانها لمؤتمرات " أصدقاء سورية " , و ايوائها لشخصيات ٍ معارضة ٍ وصلت بمواقفها إلى حد ٍ غير مسبوق بالعمالة و الخيانة , بالإضافة إلى صمتها عن وقاحة الأدوار السعودية و القطرية , لدرجة ٍ بدت فيها غير اّبهة ٍ بالدم السوري الذي يسفك يوميا ً جراء التاّمر علي سورية . و تمنى عليها أن تلعب دورا ً إيجابيا ً يحترم علاقة الدولتين و الشعبين الشقيقين.. و أن تحاول أن ترتقي إلى مستوى الدولة الهامة و الشقيقة , قبل أن تعود دولة ً محورية ً أساسية ً عربيا ً و اقليميا ً , و أن تخرج من العباءة السعودية .. و أن لا تكون منصة انطلاق ضد سورية. أما عن السعودية .... فلم يعرها أي اهتمام طالما لازالت تدعم الحرب على سورية بكافة الأشكال من تمويل و تسليح و تأمين الغطاء السياسي للإرهابيين, و اكتفى بالتأكيد على رفضه لأي دور ٍ أو تحالف ٍ معها, لقناعته بأن من يدعم الإرهاب لا يمكن له أن يحاربه. و عن العراق .... أكد الوعي الكبير للشعب و الدولة العراقية, في فهم و إدراك أن سورية و العراق تخوضان حربا ً واحدة, و ضد عدو واحد.. ووجه الدعوة لتوحيد البندقية السورية و العراقية, و رفع حالة التنسيق العسكري بينهما, مما يعزز قدرة البلدين على تحقيق النصر. 3- المحور الثالث: فقد أكد أن الإرهابيون هم الأداة الحقيقة للعدو الإسرائيلي في عدوانه على سورية, وأوضح أنه إذا ما أردنا أن نواجهه علينا أن نواجه أدواته أولا ً, قبل أن نتعامل معه. 4- المحور الرابع: فقد انتقد سيادة الرئيس المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا , الذي ابتعد عن الحيادية , و أثبت إنحيازه و فضح حقيقة دوره و مهمته ضد الدولة السورية , الأمر الذي يقف وراء الإتيان به وفق معايير الرضى الأمريكية و الغربية .... و ألمح إلى شرط بقاء ديمستورا قائما ً على رأس عمله التزامه الحياد و الصدق .. أو برحيله. و أكد أن سورية سترفض أي مبعوث - جديد قادم - يطرح حلولا ً أو يتخذ مواقفا ً لا تتناسب مع المصالح الوطنية السورية. و عن الموقف الروسي ..... فقد أكد الأسد على أن ثقة السوريين كبيرة في مواقف الدولة الروسية المبدئية و الثايتة في دعم سيادة سورية و قرار شعبها , و أوضح أن استقبالها من خلال النشاط و الحراك السياسي و لقاءاتها مع الكثير من الشخصيات أو الهيئات أو الأحزاب السورية , يهدف إلى جلب الجميع إلى طاولة الحل السياسي , و لسحب الذرائع و قطع الطريق أمام مستغليها لإستمرار الحرب على سورية . أما عن الموقف الأمريكي .... فإكتفى بوصف سياساتها بأنها تتسم بالغدر , في إشارة واضحة إلى اتباعها سياسة المعايير المزدوجة التي تتخذها حيال الأزمة في سورية , و في إشارة ٍ أخرى إلى الغدر الذي مارسته بحق روسية في الملف الأوكراني . و عن الموقف التركي .... فلم يسهب الرئيس الأسد و تعمد عدم ذكر البائد أردوغان ليقينه أنه لا يستحق الذكر , و لأنه يسير في سباق ٍ مع الزمن نحو مزبلة التاريخ . لكن اللافت أنه أكد و من بوابة المنطقة العازلة في الشمال السوري على نهاية الأحلام التركية , و ليس الأردوغانية فقط , إذ لا يخفى على أحد أن الدولة التركية لم تكن يوما ً صديقة ً لسورية و للشعب السوري , منذ أيام السلطنة , و لم تخفي أطماعها في الأراضي السورية , و تحالفاتها المشبوهة مع العدو الإسرائيلي منذ ما قبل عصر أردوغان , و التي ستمتد من بعده . إن تأكيده على نهاية الحلم التركي يحمل إلى تركيا رسائل واضحة بضرورة التوقف عن أحلامها و أطماعها في سورية.. أرضا ً و مياها ً و نفطا ً . فيما تقّصد الأسد عدم ذكر أو التعقيب على الدور الفرنسي السيء و العدائي للدولة و الشعب في سورية , منذ عهد شيراك و ساركوزي وصولا ً إلى الرئيس الهزيل فرانسوا هولاند .. احتراما ً منه للشعب الفرنسي الذي بالكاد يمنحه نسبة تأييد ٍ لا تتجاوز ال 11% . 5- المحور الخامس: أكد الرئيس الأسد أن المعايير السورية من أي مبادرة تطرح لحل الأزمنة في سورية لا بد أن تراعي السيادة ووحدة الأرض و قرار الشعب السوري, و مكافحة و محاربة الإرهاب. و عمّا قيل عن الإشراف الدولي على الانتخابات في سورية, كان حاسما ً و جازما ً في رفض هذا الطرح لاعتباره تدخلا ً دوليا ً في السيادة السورية.. و هذا يعتير الخط الأحمر الأول لدى السوريين . أما عن الحراك و النشاط الدبلوماسي الروسي , و بدء موسكو تحضيراتها لعقد مؤتمر موسكو3 , و الذي أكد فيه ميخائيل بوغدانوف " مهندس المؤتمر " أن اللقاءات ليست شكلية ولا لتبادل الاّراء , إنما هي تفاوضية بامتياز , و تعتبر بمثابة كوة قطع التذاكر لحضور المؤتمر ..... لذلك اعتبر الرئيس الأسد أن صدق النوايا و واقعية الطروحات , و إمكانية مناقشتها في مؤتمر موسكو 3 تحدد فرص نجاح مؤتمر جنيف 3 من فشله سلفا ً . هكذا يدرك السوريون مفهوم " الرئيس القائد " و يعلمون تماما ً و يقدرون عاليا ً شخص الرئيس بشار الأسد, و حكمته و شجاعته, في زمن ٍ تحول فيه مفهوم الرئاسة في أغلب دول العالم إلى " الرئيس الموظف "... نعم هو الرئيس القائد و الرمز و الأمل للشعب السوري و لكافة الشعوب العربية التواقة إلى الكرامة و العزة. و ليفهم العالم أن سبب تصويب المعركة على سورية و على شخص الرئيس ليس عبثيا ً , بل عن إدراك ٍ عميق ٍ لشخصه و قوته و صدقه و محبة الشعب له , و إيمانهم بالمواصفات و المزايا التي خصه الله تعالى بها , ليكون القائد المدافع عن الدولة السورية , و يكون بحق رئيس الجمهورية العربية السورية , عروس الكون و مركزه و نقطة توازنه .

الملفات