2024-04-20 05:21 م

هل تفوح رائحة الأتبور في حملة " طلعت ريحتكن " ؟؟

2015-08-27
بقلم: طاهر محي الدين
الماسونية العالمية ، الشرق الأوسط الجديد ، الفوضى الخلاقة ، الربيع العربي ، الكيان الصهيوني ، القاعدة الوهابية ، الولايات المتحدة ، الإخوان المسلمون ، التكفيريون ، الثورات البرتقالية: ما هي علاقتها بالأتبور ؟؟؟؟؟ ولماذا نطرح هذا الموضوع من جديد بالرغم من أن الكثير في العالم قدر حذر منه؟؟؟؟ في البداية أريد أن أشير أني لم آتي بجديد يتعلق بهذا الموضوع بشكل كامل إلا إعادة تنقيح لإنعاش الذاكرة السورية خصوصاً والعربية عموماً والتي يعصف خريفٌ داكنٌ أسودُ عُلمت بدايته ولن تُعلم نهايته مالم يتنبه أبناء الشعوب المصابة بهذه الآفة ويقضون هم عليها بأنفسهم ويعالجوها كما يعالج الجسد من الأوبئة والأمراض والسقم ولو اضطرهم الأمر لإجراء عمليات بتر للأعضاء المصابة في جسد أوطانهم حتى لا تأكل الغرغرينا ما تبقى منه ويهلك الجسد بأكمله.... في عام 2006 أطلت علينا السيئة الذكر السوداء القبيحة "كوندي" من لبنان بعد أن حظيت بقبلات السنيورة الحارة وبشرتنا بمخاض شرق أوسط جديد يولد من لبنان فحولت نعال المقاومين هذا المخاض إلى نزع موت وسحقته في لبنان ، فكان لابد من إيجاد مكافئ مكاني لإعادة الحمل من أم جديدة لأن هذا المولود هو ابن زنى له الكثير من الأمهات وله أب واحد جسده هو الفكر الصهيوأمريكي ونطافه كثيرة تبدأ بالوهابية التكفيرية ، والإخوان المسلمين والثورات البرتقالية ، وكل التنظيمات الإرهابية التكفيرية بالعالم المدربة فكرياً وعقائدياً وممولة مالية وتكنولوجياً من الزاني الأكبر وهو الفكر الصهيوأمريكي ، وبعد فشل الأمريكي في العراق وإنهاكه المستدام في أفغانستان وتعلمه بالعودة لدروس فيتنام وسحقه في جنوب لبنان ، تأكد الأب الزاني أن أسهل الطرق لتحقيق هذا المشروع هو التدمير الذاتي لهذه الدول عبر ما يسمى بالتحول " الديموقراطي " أو ثورات الربيع العربي ، فلا يخسر أرواح جنوده بل يقاتل بأرواح غيره من إرهابيي العالم وبتمويل النعاج الخليجية التي لاتملك أصلاً حق التصرف بما تملك لأنها تدفعه صاغرة لمستعبدها الصهيوأمريكي ليرضى بديمومة استعبادها. عندها تم الإستفادة من الدرس الصربي والاعتماد الكامل على منظمة الأوتبور بعد نجاحها في صرييا وتفتيت دولة يوغسلافيا إلى أشلاء عرقية ودول صغيرة، فما هي الأوتبور؟؟؟ وما هي آلية عملها ؟؟؟ بين عامي 1998 و2000 تلقت منظمة الأوتبور الصربية وتحديداً في شهر تشرين الثاني من منظمة المنح الديمقراطية الأمريكية منحة وقدرها 3 مليون دولار حسبما نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقاً للصحفي روجر كوهن حول أوتبور ، وذكر فيها أن بول مكارثي صرح بأن منظمته قدمت هذه المنحة لمنظمة الأوتبور ، كما صرح أنه التقى قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) عدة مرات. ملاحظة: منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم. و في عام 2003 أسس قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) معهد كانفاس للتدريب على تطبيقات النضال اللاعنفي ، الذي يزعم أنه لا يتلقى تمويلاً أجنبياً ، وهو ما يناقض ما جاءت به نيويورك تايمز الأمريكية ، كما حصلوا في عام 2006 على منحة من المعهد الأمريكي للحرية ، وهو مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي ، لإعادة إنتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية ، ولكنه يقر بتدريب آلاف الناشطين حول العالم ، وقد صرح بوبوفيتش في فيلم وثائقي أنهم يتعاملون مع ناشطين في 30 دولة حول العالم . كما أنهم يحصلون على الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر عبر تمويل دراسة الناشطين في معهدهم ، وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبير من الناشطين التونسيين والمصريين في المعهد ، ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع كلفة سفرهم ودراستهم .. والأوتبوريون وتنظيم القاعدة هم أدوات في أيدي الحكومة الأمريكية ، حيث يتبع الأوتبوريون سياسياً لوزارة الخارجية الأمريكية ، بينما تأسس ودرب تنظيم القاعدة بإشراف وزارة الدفاع الأمريكية وجهاز وكالة الاستخبارات المركزية ، ومول وجنّد جنوده عبر النظام الوهابي المغتصب لأراضي نجد والحجاز وشبه جزيرة العرب. و يعتبر هذان الكيانان أداتي تنفيذ الفوضى الخلاقة لإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد ويتكامل عملهم بشكل وثيق ، فالأولى تدمر بنيان الدولة من الداخل وتسقط الجبهة الشعبية عبر ما يسمى بالحراك الشعبي السلمي ، وتدخل الثانية بالجسد الإرهابي المسلح لتكمل القضاء على جسد الدولة وتفتيته ، وإشغال آلة القتل والتدمير في تلك الدول , وتنتهك الحرمات الدينية والمجتمعية وتقضي على النسيج الاجتماعي التي تقوم عليه هذه الدول. وهذا ما شاهدناه في ثورات الربيع العربي التي تبدأ في الثورات " السلمية " وتنتهي على ما انتهت به الأمور في كل دول الربيع العربي من الدمار والتشظي. فالمنهاج الأوتبوري يصر على ضرورة حشد الجماهير لإطلاق مظاهرات ضخمة يشارك فيها 10% من المجتمع المستهدف في كل ثورة أوتبورية، ويتم إقناع الجماهير أن تظاهرهم في الشارع أو احتلالهم للساحات هو العصا الغليظة التي تسقط الأنظمة الديكتاتورية ، وبأن هذه الثورات السلمية هي الرمز الأعلى للديموقراطية والتحول للحرية ، وبذلك يصبح كل من يشارك في هذه المظاهرات مجرد إكسسوار، أو مساعد، للأوتبوريين في خطتهم المرافقة والهادفة لإسقاط النظام. ولفهم الدور الحقيقي للمظاهرات لابد من الانتباه إلى أن خطة إسقاط النظام الأوتبورية تتألف من خطوات ومراحل محددة لتدمير "الأعمدة التي تستند إليها الدولة" وهي تستهدف مباشرة الاقتصاد والجيش والسلم الأهلي والنظام البرلماني والسمعة الدولية، إضافة إلى عوامل أخرى تخضع لطبيعة البلد الذي يراد تدميره. وأول دور للمظاهرات الكبيرة هو التغطية على الأهداف والنشاطات الحقيقية للثورة الأوتبورية ، ففي حين يركز الإعلام المحلي والدولي على المظاهرات وشعاراتها، يتجاهل النشاطات الأوتبورية الحقيقية التي تستهدف المجتمع والاقتصاد والجيش والسلم الأهلي. إضافة لذلك، تضطر الدولة لاستنفار قواتها لحماية المظاهرات ومنع أعمال الشغب داخلها ، ولحماية المنشآت العامة والخاصة في مناطق المظاهرات، مما قد يترك نقاطا مهمة ضعيفة الحماية ومعرضة لهجمات الأوتبوريين. هذا ويعتبر الإعلام الأصفر ووسائل التواصل الاجتماعي من أبرز أدوات هذه المنظمة ، وكما هو معلوم أن كل هذه الوسائل محكومة ومراقبة ومسيطر عليها عبر الأمريكي والصهيوني وتكون القبضة محكمة ، ولهذا برأيّ الشخصي أجد أنهم اختاروا الشعار المناسب لمنظمتهم بقبضة اليد المضمومة فهي تمثل من جهة القبضة الحديدية أو المطرقة التي تدك البنيان ، ومن جهة أخرى القبضة المحكمة على مفاصل الدول التي يراد تدميرها وتنفيذ الخطط فيها. إذاً كيف تنشر هذه المنظمة أفكارها؟؟؟؟؟؟ يتم ذلك عبر: 1- توزيع منهاجها التدريبي والذي يحوي دليلاّ مؤلفاً من خمسين نقطة لاستخدامها على جميع مراحل إسقاط الأنظمة بعد التدرب عليها بشكل محكم ودقيق وبإتقان. 2- يتم التلاعب بالعقول عبر ترسيخ فكرة أن السلمية في العمل والنحو الديموقراطي للتمكن من التغيير هو الوسيلة الأكثر نجعاً من العنف لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية. 3- تجييش الكم الهائل من وسائل الإعلام 24/24 لعرض جرائم وصور وانتهاكات الأنظمة لحقوق الإنسان وإظهارها أنها أنظمة قاتلة وتقوم بنتفيذ جرائم ضد الإنسانية ، وهنا يأتي الدور الأعظم للمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بممارسة التهديدات والضغوط على هذه الأنظمة وترهبيبها بالمحاكم الدولية وحد تحركاتها الدولية عبر الإنتربول وغيرها من أدوات. 4- يتم تدريب هؤلاء على كيفية مواجهة الشرطة والاعتقال والتعامل مع القنابل المسيلة للدموع وطرق تفريق المظاهرات وتكتيكات شحذ الهمم في المظاهرات في الوقت عينه تقوم هذه المنظمات بزرع القناصين والقتلة لإسقاط دم الشعوب وإلحاق التهم بالأنظمة القمعية القاتلة المجرمة ، لأن الدم إذا بدأ لن يتوقف إلا بدم مقابل. 5- تقدم تدريبات على تجنيد المتطوعين ، وتوجيههم وتلبية احتياجاتهم ، وترقية بعضهم إلى ناشطين ليتولوا مسؤولية إسقاط الأنظمة وإدارة الوقت ،وإعطائهم المنابر الإعلامية لتوجيه الرسائل المفبركة في دوائر المخابرات والغرف السوداء ، لاستثارة الرأي العالمي والشعبي المتخلف الذي يمكن خداعه بصرياً. ربما أستطيع هنا أن أسوق هذا المثال وهو الأقرب لما يجري حالياً في الساحة العالمية وأعود لأشرح سبب المخاوف في لبنان: في أوكرانيا عام 2004 لم يشكك أحد بالانتخابات بالرغم أن الرئيس لم يكن مرشحاً أصلاً ، فقد دعمت المنظمة الأوتبورية (بورا) المرشح يوشنكو ، واستخدمت أوتبور الخداع ، حيث أعلن المرشح الذي تدعمه بورا فوزه قبل نهاية الانتخابات ، ودعا أنصاره للاحتفال ، وعندما ظهرت نتيجة بخسارته قام بفرض أمر واقع ، وسيطرة أنصاره على الشوارع معتمداً على الإعلام الغربي ، مما أجبر المحكمة الدستورية على إقرار تعديلات لتنصيبه رئيساً ، ورغم أن الكذبة مفضوحة إلا أن قوة الإعلام وتهييج الجماهير كان لهما الأثر الأكبر فيما حصل ، ومازال الأوكرانيون يدفعون ثمن تخليهم عن الديمقراطية ومؤسساتهم الرسمية. وفي فنزويلا عام2007 أطلقت منظمة أوبتور كمية هائلة من الأكاذيب بالرئيس شافيز ، ولكن وعي الشعب الفنزويلي وتدخل الرئيس بنفسه أسقط ادعاءاتهم. سبب المخاوف الرئيسي والأكبر على لبنان ، هو أساساً بسبب الانقسام العامودي الحاد في الطبقات السياسية والجماعات المناصرة والمؤيدة لها والحزبيين المواليين لزعماء أحزابهم بشكل مطلق ، والأهم هو القاعدة الطائفية التي تشكل نظام الحكم في لبنان ، والأخطر هو الإنقسام الطائفي الشعبي ، والإختلاف الحاد في الرؤية التي تشكل الوطن اللبناني ، والإنقسام الفظيع في تموضع لبنان بين محورين ، الأول الذي يتبع نهج المقاومة والتحرير والسيادة والإستقلال ، ويحدد البوصلة واضحة جلية تجاه فلسطين والأراضي المحتلة في الجنوب اللبناني ، والمحور الثاني الذي يعتبر أن الخيانة والعمالة هي وجهة نظر ويؤمن بالتبيعة للبترودولار بشكل مباشر ، ويعتقد أن الشهادة والمقاومة ما هي إلا فكرٌ عبثي مغامر يورط لبنان في حروب تدمره ، ولا يرى في الكيان الصهيوني عدواً ، أو على أقله يعتبر أن التنازل والسكوت عن المغتصبات هي التي تؤمن أمن لبنان. وبسبب هذا الإنقسام العامودي والأفقي والطائفي والفراغي والثلاثي الأبعاد ، عُبث بأمن لبنان وبمقدراته المالية والمعيشية ، فكان نهب الأموال العامة والفساد هو الذي يسيطر على كل من يتولى المسؤولية من المحور المرتهن خارجياً ، وتمت مراكمة هموم الشعب اللبناني وأثقال كاهله بكافة أحمال الديون عليه ، حتى ينشغل فقط بتأمين لقمة عيشه ومستقبل أبنائه ، وإيصاله لمرحلة قصوى من اليأس التي تدفع به إما للعمالة والخيانة ، أو للهجرة وترك الوطن ، ومن يتبقى من أبناء لبنان فيه يعمل على تدميرهم ذاتياً ، ببث الطائفية والفتن والفقر ، ومن ثمة دفعه إلى لعبة الشارع التي بدأت خيوطها تظهر في الأحداث الأخيرة في لبنان ، والتي تقوم أساساً كما أسلفنا على حراك شعبي لمطالبات محقة لشعب المسكين ، ثم يبدأ ركوب الحراك بشعارات ملونة ، وتحركات مشبوهة ، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ، ومواجهات مفتعلة مع الجيش وقوى الأمن ، وإحداث حالات من الفوضى والعنف التي تعصف بالبلد وتقوض ما تبقى من أعمدة الدولة، لإلهاء المطالبين وحرف بوصلة التحرك السلمي عن هدفها ، ويتم في هذه الأثناء تمرير كل المخططات التي تريد إحراق البلد وتدميره وإشاعة الفوضى فيه. لذلك نتمنى على كل أصحاب الحق والمطالب المحقة أن يلتزموا الحذر الشديد من العابثين بهم والمندسين بينهم ، والذين يريدون امتطاء ظهر مطالبهم المحقة لنشر الفوضى والعبث بمصير الوطن والمواطنين ، ولكم بما حدث بغيركم من الدول عظةٌ وعبرة.  

الملفات