2024-04-19 12:57 ص

خطوات عسكرية أمريكية تثير غضب الكرملين

2015-08-28
في ظل التوتر المستمر بين روسيا والغربيين على خلفية الازمة في اوكرانيا، اتخذت الولايات المتحدة و«حلف شمال الاطلسي» خطوتين عسكريتين قد تثيران غضب الكرملين، وهما نشر اسلحة اميركية ثقيلة في بولندا، واقامة مركز تدريب لـ«الناتو» في جورجيا.
واعلن وزير الدفاع البولندي توماز سيمونياك، أمس، ان الولايات المتحدة ستقوم في منتصف العام 2016، بأول عملية لنشر اسلحة اميركية ثقيلة في قاعدتين بولنديتين.
واعلنت الولايات المتحدة في حزيران الماضي عن انتشار موقت لاسلحتها الثقيلة في دول البلطيق وبولندا وبلغاريا ورومانيا، وهي تضم آليات قتالية وعتادا مشتركا من اجل فرقة على الجانب الشرقي للحلف الاطلسي من دون تحريك قوات.
وقال سيمونياك: «نتوقع ان يحصل هذا الانتشار في منتصف العام 2016».
واضاف الوزير البولندي: «بعد دراسات ميدانية ومحادثات مع شركائنا الاميركيين، حددنا موقعين لقاعدتي العتاد الثقيل للجيش الاميركي: الاول في غرب بولندا والآخر في شمال شرق البلاد». ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
واوضح سيمونياك ان وزراء الدفاع في الحلف الاطلسي سيتفقون على الاجراءات خلال اجتماع في مطلع تشرين الاول في بروكسل.
وهذه هي المرة الاولى التي تنشر فيها اسلحة اميركية ثقيلة في البلدان الاعضاء في الحلف الاطلسي التي كانت قبل سقوط جدار برلين تدور في فلك الاتحاد السوفياتي.
واكدت وزارة الدفاع الاميركية في حزيران الماضي نشر 250 قطعة من الاسلحة الثقيلة تشمل 90 دبابة «ابرامز»، و140 آلية مدرعة من نوع «برادلي»، و20 مدفعا ذاتي الحركة.
وفي بروكسل، اعلن سفير الولايات المتحدة في الحلف الاطلسي دوغلاس لوت انها «دبابات فارغة» و«آليات فارغة» يمكن ان يستخدمها جنود في المناورات.
وقد اثارت الخطة الاميركية غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعلن ردا على ذلك تعزيز ترسانة بلاده النووية، مع نشر اكثر من 40 صاروخا عابرا للقارات قبل نهاية السنة.
وتعرب دول البلطيق والبلدان الاخرى في اوروبا الوسطى والشرقية عن قلقها الشديد منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم واندلاع المعارك في اوكرانيا.
واعتبر الرئيس البولندي الجديد اندريي دودا، امس الاول، ان وجود قواعد تضم معدات ووحدات من الحلف الاطلسي في اوروبا الوسطى والشرقية، سيزيد «تدريجيا بالتزامن مع توسع الحلف الاطلسي».
الى ذلك، افتتح «حلف شمال الأطلسي» مركز تدريب جديداً في جورجيا، امس، قائلاً ان ذلك سيساعد الجمهورية السوفياتية السابقة على الاقتراب من عضوية الحلف العسكري، وهو أمر قوبل بمعارضة شديدة من روسيا المجاورة.
وتقول حكومة جورجيا منذ فترة طويلة إنها تأمل في الانضمام إلى الحلف الأطلسي. لكن روسيا التي خاضت حربا في العام 2008 مع جورجيا بشأن إقليمين انفصاليين مدعومين من موسكو تقول إن مثل هذا الإجراء يهدد أمنها.
وقال ينس شتولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للصحافيين في العاصمة الجورجية تبليسي، ان «افتتاح مركز مشترك للتدريب والتقييم سيكون خطوة مهمة في تعميق تعاوننا الوثيق على نحو أكبر».
وأضاف: «كل هذه الجهود تساعد جورجيا على الاقتراب من تحقيق طموحها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي».
وأوضح شتولتنبرغ أن المركز الذي افتتح في قاعدة عسكرية خارج تبليسي يأتي في إطار مجموعة إجراءات لتعزيز القدرات الدفاعية لجورجيا تم الاتفاق عليها في اجتماع قمة في أيلول الماضي.
ويقدم المركز تدريبا نظريا وعمليا لجنود وضباط جورجيا من أفراد من حلف الاطلسي.
وجورجيا هي ثاني أكبر مساهم بقوات بمشاركتها بنحو 885 جنديا بعد الولايات المتحدة في بعثة الدعم الحازم في أفغانستان التابعة للحلف الاطلسي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الخميس إن روسيا تعتبر افتتاح حلف شمال الاطلسي مركز تدريب في جورجيا مسألة مستفزة.
وأضافت في إفادة صحافية أن روسيا تعتبر أن زيادة تعزيز العلاقات بين الحلف العسكري الغربي وتفليس ستؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني في المنطقة.
واضافت: «ركزنا اهتمامنا على المعلومات التي تفيد بأنه خلال الزيارة التي قام بها الأمين العام للحلف شتولتنبرغ إلى جورجيا جرى افتتاح مركز تدريب مشترك بين حلف شمال الاطلسي وجورجيا. هناك خطط للقيام بالتدريب والمناورات على أرض المركز لتحسين العمل البيني والتوافق والارتباط بين قوات دول حلف شمال الأطلسي والقوات المسلحة الجورجية وشركاء الحلف».
وقالت زاخاروفا: «نحن نعتبر هذه الخطوة استمرارا لسياسة الحلف الاستفزازية التي تهدف إلى توسيع نفوذ الحلف الجيوسياسي باستخدام موارد البلدان الشريكة للحلف. وكذلك فان انشاء مثل هذا المرفق العسكري لحلف شمال الأطلسي في جورجيا بمثابة عامل لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة».
(أ ف ب، رويترز)