2024-03-29 12:44 م

مجتمع المخابرات الأمريكية ومذهبية الاستثمار بالجزرة النووية الإيرانية!

2015-08-28
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
ما هي التوظيفات والتوليفات الأمريكية المستحدثة، لما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ وما هي آليات حل أزمة عناصرها، في معسكر أشرف في العراق المحتل؟ فهل تتموضع الرؤية الأمريكية، في عمليات توزيع عناصر هذه المنظمة على الساحات السياسية الحليفة، لواشنطن في المنطقة؟ وفي حالة أنّها كانت كذلك، من سيتولى نقل العناصر؟ ما هو الدور الجديد لهذه العناصر، والتي تتهمها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بالإرهاب، وتضعها ضمن قائمة الحركات الإرهابية؟ هل سيكون لجلّ عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق، أدوار في فعاليات العمليات السريّة بالوكالة، عن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض أطراف إقليمية وعربية، إزاء الحدث السوري، وإزاء جل الساحة الإيرانية والعراقية؟ هل ستكون السعودية والباكستان والأذربيجان والدوحة(درة الغرب)، ساحات احتواء وتوظيفات وتوليفات، وإعادة شحن وتصدير لهذه العناصر من جديد؟. ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أمريكيّاً هي منظمة إرهابية بامتياز، لكن السؤال الذي يحفّز العقل على التفكير، في جل هذا الاعتبار الأمريكي المعلن، يتيح ويقود إلى تساؤل جوهري، يتيح الوصول إلى الغير معلن في الرؤية الأمريكية لجهة منظمة خلق الإيرانية وهو: لماذا سعت وتسعى أمريكا باستمرار، إلى الحفاظ على أمن واستقرار وسلامة عناصر هذه المنظمة؟ لماذا تطورت وتزايدت وتائر التعاون المطلق، بين وكالات مجتمع المخابرات الأمريكية المختلفة، وعناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ ماذا عن العمليات الأنفة التي نفذتها، بنجاح عناصر هذه الجماعة الإرهابية، في الساحة الإيرانية والساحة العراقية؟ لماذا تسعى واشنطن إلى توزيع عناصر هذه الجماعة، للمناطق الجغرافية المتاخمة لإيران مثلاً، إن لجهة الجغرافية الأذرية – باكو، وان لجهة الجغرافية الباكستانية – إسلام أباد، وان لجهة السعودية وقطر، المطلتان على إيران عبر مياه الخليج؟ هل تنجح المحاولات الأمريكية، في توزيع جزء من عناصر هذه المنظمة، لجهة المنطقة المتاخمة لسورية، إن لجهة جنوب سورية، منطقة الحدود الأردنية السورية(رفض أردني قاطع وواضح وتم إبلاغ الأمريكان به)، وان لجهة شمال سورية، منطقة الحدود التركية السورية(هل ثمة قبول تركي جريء لذلك؟)؟. في المعلومات، الأردن رفض ويرفض وبشكل قاطع، استقبال أي عنصر من عناصر هذه المنظمة، وعلى الأغلب اليقين، لن يكرّر تجربة بدايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، كون ذلك من شأنه أن يؤثّر، على مجمل ما يبذل من جهود لتطوير العلاقات الشاملة، على خط عمّان طهران، والأتراك ما زالوا يدرسون استقبال جزء منهم، في المناطق التركية المتاخمة لشمال سورية، لتوظيفات لاحقة لهم، من جهة أخرى لا توجد معلومات مؤكدة، تشير لقبول الدولة اللبنانية، على استضافة جزء من هذه العناصر، عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واستقبالها في الشمال اللبناني على وجه التحديد، وان تمّ ذلك فحزب الله موجود ويتكفّل بها. الغرب لا يفهم إلاّ لغة المصالح والاقتصاد، لذلك قرّر باراك أوباما بإيعاز من البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)وعبر إدارته(حكومة الأوتوقراطية الأمريكية)وذراعها العسكري المجمّع الصناعي الحربي، تعديل الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال الرهان على التقارب مع إيران من مدخل ملفها النووي، كمقدمة لتحسين علاقات بلاده معها ومحاولة إحداث التغيير الهادئ من داخلها، تنفيذاً لتوصيات مجتمع المخابرات الأمريكي ومفاده: أنّ مفتاح التغيير في المنطقة يمر من البوّابة الإيرانية، وأنّه لا حل لاحتواء إيران سوى الانفتاح عليها والرهان على مخطط تثويري بعيد المدى لزرع ثقافات الماكدونالد بديلاً عن ثقافات الثورة، في وجدان وعقول الأجيال القادمة في إيران نفسها، واللعب بالطبقة الوسطى الإيرانية والتغلغل داخل مفاصل الدولة الإيرانية للتفجير الناعم لها من الداخل، فالتطبيع مع إيران هو أحد آليات تنفيذ هذا السيناريو. إذاً هذا الهدف الاستراتيجي يؤكد أنّ التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران والتنازل لها عن حقوقها دون مقابل يذكر(سوى تنازل إيران في الهوامش للغرب)هو حاجة أمريكية بالأساس، فتم الشروع في مذهبية الاستثمار في الجزرة النووية الإيرانية لاحتواء إيران والنفاذ إلى دواخلها، ضمن إستراتيجية كاملة وشاملة تصلح لعقود، ومن ثم أعمال أدوات التخريب الناعمة حتّى تعطي ثمارها على المدى البعيد، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس لمعارضة الحرس الثوري الإيراني والجناح المحافظ للاتفاق النووي مع السداسية الدولية حتّى اللحظة. تتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, أنّ جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(والذي عمل في السابق كمدير محطة للسي أي ايه في دولة عربية إقليمية جارة لإيران), يجهد ناشطا هذا الأوان, وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الأستخبارات الفدرالي الأمريكي, في محاولة لخلق وتأسيس, لمذهبية استخباراتية جديدة, في الولايات المتحدة الأمريكية, ما بعد الاتفاق النووي الإيراني والذي ينتظر التسيّل التشريعي إن لجهة كواليس أروقة وغرف تشريع الكونغرس الأمريكي، وان لجهة مجلس الشورى الإيراني ولجانه وغرفه التشريعية والسياسية المساندة, تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها, الى دفع شبكات المخابرات الأمريكية المتعددة, ازاء تغيير أسلوبها الحالي, واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: "الأستخبارات الأنتقائية", بعبارة أكثر وضوحاً, أي اعداد التقارير الأستخباراتية, التي تعتمد الوقائع والأدلة, التي من شأنها دعم توجهات الأدارة الأمريكية الحالية والقادمة أيّاً كانت, وفقاً لما أطلق عليه, المحافظين الجدد الحربائيين: "التقارير المواتية" التي تتيح, تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات, القيادة السياسية الأمريكية, ومن ورائها الأيباك الأسرائيلي, ازاء الملف السوري بتشعباته المختلفة, وارتباطاته بالساحة اللبنانية, وازاء الملف الأيراني, ومجالاته الحيوية تحديداً, مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة, في ملفات: باكستان, الهند, أفغانستان, أسيا الوسطى,...الخ. ولمّا كانت التقارير الأستخباراتية, ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية, تلعب دوراً رئيسياً ومهماً, في صناعة القرار أولا, ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة, وقبل صدور القرار, مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية, لعملية صناعة واتخاذ القرار الأستراتيجي, لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية, وخير مثال على ذلك: التطورات الجارية والتي تضمنت, عملية بناء الذرائع ضد سورية, وعلى أساس بنك الذرائع المخلّقة في مطابخ الأطراف الخارجية, ومنها افتراض وجود برنامج, نووي سوري بالتعاون مع كوريا الشمالية وايران, والعمل جاري على احالته الى مجلس الأمن الدولي, مع تصعيدات للحدث السوري خارجياً وداخلياً, مع محاولات جديدة بأداة اقليمية, لأنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية و / أو في الجنوب السوري, كذلك مشروع الضربة العسكرية ضد إيران، والذي ما زال حاضراً على الطاولة رغم توقيع الاتفاق النووي والبدء بعملية التطبيع الناعم مع الداخل الإيراني لتفجير إيران من الداخل أو لأضعافها بالمعنى الاستراتيجي(مجتمع المخابرات الإيراني متحوط لكل ذلك، ويمارس التعاطي الحازم والعميق ولكن بهدوء ودون أي ضجّة، فالإيرانيون يتمتعون بحس استخباراتي هائل وعميق), وهو من أبرز النماذج الراهنة لعملية, تضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية. وتتحدث المعلومات, أنّ هناك حرب باردة طاحنة, بين شبكات المخابرات الأسرائيلية من جهة, وشبكات ووكالات المخابرات الأمريكية من جهة أخرى, والمنضوية ضمن مجمّع الأستخبارات, ازاء الملفين السوري والأيراني, رغم نقاط التوافقات والتساوقات الكثيرة بينهم, والمعلنة للجميع. وتقول معلومات الخبراء وتؤكد, الحرب الباردة بين المخابرات العبرية والمخابرات الأمريكية, من الصعب التكهن بنتائجها, وذلك بسبب الروابط السياسية الوثيقة, بين النخب السياسية الأسرائيلية, والنخب السياسية الأمريكية, ورغم محاولات مستميتة للكيان العبري سابقاً وحالياً, بالقيام بعملية تغلغل شاملة داخل أجهزة المخابرات الأمريكية, من أجل بناء: لوبي اسرائيلي استخباري نوعي, داخل مفاصل أجهزة المخابرات الأمريكية, لكنها لم تستطع حتّى اللحظة, تحقيق هذا الهدف الفوق استراتيجي, كما تقول وتؤكد معلومات الخبراء الأستخباريين الأمميين, الأمر الذي دفع شبكات المخابرات العبرية, وعلى رأسها الموساد العبري, الى اللجوء لأستخدام عناصر بشرية موثوقة, من الأيباك, والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي, لمنافسة شبكات مخابرات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, على احدى أدواتها في الداخل الأيراني, وأقصد منظمة مجاهدي خلق الأيرانية, أو "المنافقون" وحسب التسمية الأيرانية الرسمية, وكذلك منظمة جند الله الأيرانية. الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية, تعمل بقوّة على نشر الفتن, واحداث صراع ايراني – ايراني داخلي وتعميقه, وتدفع بعض الأدوات الغربية والأمريكية, في الداخل الأيراني, على رفع شعارات معادية للنسق بشكل عام, ولثوابت نسق الثورة الأسلامية الأيرانية بشكل خاص, والعمل على الأطاحة بنسق الثورة الأسلامية, واستبداله بنظام علماني – ليبرالي, على غرار الأنظمة الرأسمالية الغربية. وفي ظني وتقديري أعتقد, أنّ القوى السياسية الأيرانية المعارضة, تمتاز بالضعف لأعتمادها على الدعم الأمريكي, بالأضافة الى عدم تمتعها بالدعم والسند الشعبي الداخلي, الأمر الذي قاد وجعل من هذه القوى, مجرد حركات موجودة في الخارج, وبعض العواصم الأجنبية, ولو حاولنا استقراء ملامح خارطة طريق الصراع الأيراني – الأيراني, الذي تعمل على انتاجه وتسويقه واشنطن, وعبر شبكات مخابراتها وأدواتها, ان لجهة الداخل الأيراني, وان لجهة الخارج الأيراني, لوجدنا أنّ الحركات الأيرانية الدينية, ظلّت أكثر ميلاً للعمل داخل وضمن, ثوابت نسق الثورة الأسلامية الأيرانية, أمّا الحركات العلمانية اليسارية, والليبرالية, والقومية الأجتماعية, عملياً خارج دائرة الصراع والتنافس, فهي موجودة شكليّاً ولا تتمتع بأي وجود عملي ميداني وحقيقي, وبرغم ذلك, ستبقى هذه الحركات مصدراً للخطر على النسق الأيراني الثيوقراطي, اذا ما تحول التيار الأصلاحي, باتجاه الأنضمام والتحالف معها. أولاً: منظمة مجاهدي خلق الأيرانية - الأداة الأولى للسي أي ايه:- وأحسب, أنّ القوّات الأمريكية الأحتلالية للعراق لم تغادره أصلاً, ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية, سوف تستمر بالأستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق, لشن العمليات السريّة ضد ايران, ولا بدّ من الأشارة الى ملاحظة تستحق الأنتباه, أنّه في حالة نجاح أي تفاهم عراقي إيراني, لإغلاق معسكر زمرة منظمة خلق الإيرانية, فانّ ذلك يعني التالي:- إضعاف قدرة الأجهزة العسكرية والمخابراتية الأمريكية, على التغلغل السري داخل ايران, انطلاقاً من الأراضي العراقية المحتلة, مع كسر احدى الحلقات الهامة, التي يعتمد عليها مخطط مشروع, مهاجمة واستهداف واشنطن دي سي لأيران, كون عناصر هذه الزمرة الأداة بيد واشنطن, ستوكل لهم مهمات التغلغل من الأراضي العراقية المحتلة, وتنفيذ العمليات السريّة الأرهابية التخريبية, ضد المنشآت الأيرانية, كما أنّ اغلاق المعسكر يقود, الى اضعاف مصداقية واشنطن, ازاء جماعات المعارضة الأيرانية, كذلك أنّ مسألة اخراج منظمة خلق الأيرانية, من الساحة العراقية, يعني أنّ واشنطن خسرت نقطة مهمة, وطهران كسبت نقطة مهمة, وذات أفق ايراني داخلي, من شأنه أن يعزّز, تماسك الوحدة الداخلية للنسق. وتقول المعلومات, أنّه وبعد الأحتلال الأمريكي للعراق, قامت واشنطن وعبر وكالة مخابراتها المركزية, والبنتاغون, وبالتنسيق مع قيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق المحتل, بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق, وعلى قرب من الحدود العراقية – الأيرانية, وضمن معسكرين اثنين, وتبع ذلك, قيام هذه الجماعة, بالعديد من العمليات السريّة والأستخبارية المشتركة, مع عناصر وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية, والموساد الأسرائيلي, والقوّات الخاصة الأمريكية, داخل الأراضي الأيرانية. وصار واضحاً للعيان, أنّ حركة مجاهدي خلق الأيرانية, تخلّت عن عدائها للغرب, ما بعد سقوط الأتحاد السوفياتي, وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الأدارات الأمريكية, ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية, وخاصةً مع المخابرات الفرنسية, والبريطانية (الأم أي سكس), والكندية, والألمانية, على النحو الذي أدّى الى انخراطها في تحالفات, مع كل من يعادي النظام الأيراني, وفي نهاية المطاف, وجدت هذه الزمرة نفسها( منظمة خلق), واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية, تمارس الجنس الجماعي الأمني معها, ومع جهاز الموساد الأسرائيلي, ومنظمات اللوبي الأسرائيلي:- مثل الأيباك, والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي, ولجان الكونغرس الأمريكي, ومنتديات ومراكز دراسات, ومنظمات جماعة المحافظين الجدد الحربائيين الأفعوانيين. فعلاقات منظمة مجاهدي خلق, بجهاز الموساد الأسرائيلي, ذات بعد زمني طويل, فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد, تعمل داخل ايران والعراق, وتتكون عناصرها وبشكل حصري, من منظمة خلق الأيرانية بزعامة مريم رجوي, وتقوم هذه الشبكة, والتي تتكون من شبكة جواسيس عنقودية, بحيث لا يعرف الجاسوس, زميله في ذات الشبكة, بتجميع المعلومات الأستخبارية الفائقة الحساسية, داخل ايران والعراق معاً, عن الأوضاع الأقتصادية, والسياسية, والأجتماعية, والعسكرية, والتكنولوجية الأمنية, وتقديمها للموساد الأسرائيلي, وعبر محطة الموساد الموجودة, في مدينة الدهوك, حيث يستأجر الموساد, مبنى تابع لأحد الفنادق, التي يملكها الزعيم الكردي البرازاني مسعود ابن مصطفى. وتقول المعلومات, أنّ شبكات المخابرات الأسرائيلية, وخاصةً الموساد, وحدة أمان, الشين بيت, الشاباك, تقوم وتسهر, على تدريب عناصر مجاهدي خلق, من الجنسين, في مجالات:- الأغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء الأيرانييين, بما فيهم العلماء أيضاً, عمليات تخريب البنى التحتية, والتي تستهدف الجسور والمرافق الأستراتيجية الأيرانية, كمحطات توليد الكهرباء, خزّانات الوقود, مراكز الأتصالات, شن عمليات الحرب النفسية, مستهدفةً زعزعة الشارع الأيراني, لتتيح تفتيت تماسك الجبهة الداخلية الأيرانية, تخريب الأقتصاد الأيراني, عبر نشر أوراق العملات المزورة, تخريب المزروعات, وحرق مخزونات الحبوب, والأغذية الأستراتيجية, والعمل على تجميع الحركات الأيرانية المعارضة, وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي لها, بشكل سري, وبدون اطلاعها على حقيقة, أنّ هذا الدعم مصدره اسرائيل, بث وزراعة أجهزة التجسس الألكترونية, المرتبطة بالأقمار التجسسية الصناعية, وذلك لمساعدة تل أبيب والبنتاغون, ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية, على تحديد أماكن ومواقع, واحداثيات هذه المرافق الأنف ذكرها, ليصار الى ضربها, وخاصةً المنشآت النووية, والعسكرية, والأمنية المخابراتية, التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الأيراني. إذا:- إنّ مستقبل العلاقات التكتيكية والأستراتيجية, بين منظمة مجاهدي خلق الأيرانية, والأدارة الأمريكية أي ادارة كانت, صار يمر عبر قناة الموساد, وهذه العلاقة سوف تطول وتتطور, فلا النسق الثيوقراطي الأيراني, سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق تحديدا أو غيرهاً, ولا العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, أو العاصمة العبرية تل أبيب, بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة, والعواقب الوخيمة, على ارتكاب حماقة, ان تجرأتا على ضرب إيران(رغم جنيف إيران النووي وتوقيع الاتفاق الذي ينتظر التسييل في الكونغرس ومجلس الشورى الإيراني), وما على عناصر هذه الزمرة, زمرة مريم رجوي, الاّ الأستمرار في تقديم المعلومات الأستخبارية للموساد, كشرط أساسي وضروري, لحصولهم على الطعام والكساء من أمريكا. ثانياً: جماعة جند الله الأيرانية- الأداة الثانية للسي أي ايه:- وتمتاز جماعة جند الله الأيرانية, بتحركاتها العابرة للحدود الأيرانية الباكستانية(منطقة بلوشيستان الباكستانية, ومنطقة بلوشيستان الأيرانية), والحدود الأيرانية الأفغانية(منطقة بلوشيستان الأفغانية, وبلوشيستان الأيرانية), والحدود الأفغانية الباكستانية ( منطقة بلوشيستان الباكستانية, ومنطقة بلوشيستان الأفغانية). وتذهب معلومات المخابرات الدولية والأقليمية, الناشطة والراصدة في منطقة الشرق الأوسط, أنّ هذا التنظيم السلفي السنيّ المتشدد, يتلقى دعماً مادياً كبيراً من بعض الجمعيات, والتنظيمات التطوعية الدينية السلفية الوهّابية, وخاصةً من المنظمات الخليجية المختلفة, والمنظمات الباكستانية المرتبطة به. كما تتحدث تقارير استخبارية خاصة, أنّ ادارة الرئيس باراك أوباما, تعمل على استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الأيراني, وذلك عبر مخططات تم وضعها, وفق سياقات عمل ميدانية جديدة, لعمل المجمّع الفدرالي الأمني الأميركي, الذي يرأسه الآن الجنرال جيمس كلابر, حيث تنظر الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل الى جماعة جند الله الأيرانية, كأداة رئيسية متقدمة, وورقة ضغط فاعلة, لتنفيذ استراتيجية محور واشنطن – تل أبيب, هذا وقد توافقت وتساوقت المخابرات البريطانية, وبعض أجهزة مخابرات دول الأتحاد الأوروبي, مع رؤى ادارة الرئيس أوباما, وفق منظور ومنهج استراتيجية التدرج, في تنفيذ استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الأيراني, مع الرهان على الطبقة الوسطى, في المجتمع الأيراني بشكل عام, لأحداث التغيير المطلوب, حيث للطبقة الوسطى في ايران آفاق سياسية خلاّقة. وهناك سعياً محموماً, لأجهزة مخابراتية دولية واقليمية, لجهة دعم هذا التنظيم الأيراني سالف الذكر, حيث السي أي ايه يقع عليها العبء الرئيس في دعم هذه الجماعة, سواءً عبر الآراضي الباكستانية, أو الآراضي الأفغانية, أو عبر محطات المخابرات الأميركية, في مناطق جنوب أسيا ( الباكستان – أفغانستان – الهند), أو في أسيا الوسطى ( أوزبكستان – قيرغيزستان ), وفي منطقة الخليج ( سلطنة عمان – دبي , العراق , ...الخ ), وحتّى المخابرات الهندية – كما تؤكد المعلومات –, متورطة في دعم تنظيم جند الله الأيراني, طالما أنّ المخابرات الهندية, ترتبط بالمزيد من الروابط وعلاقات التعاون, والتفاهمات المتبادلة مع المخابرات الأميركية والمخابرات الأسرائيلية, كل ذلك من أجل تفعيل وتحفيز وتأطير, برامج ودعم قدرات تنظيم جند الله, والعمل على استنساخات تنظيمية أخرى, من تنظيم جند الله الأيراني السنيّ, واشراك أطراف شيعية عربية وايرانية فيه, ليصار الى جعله تنظيماً اقليمياً, ذو أدوات شعبوية في الداخل الأيراني, وخاصة من الطبقة الوسطى المثقفة, في المجتمع الأيراني والدولة الإيرانية. كما تتحدث المعلومات المخابراتية, أنّه تم انشاء وحدة استطلاعات استخبارية في هذا التنظيم, تعمل في الداخل الأيراني, حيث تم رفدها بالموار البشرية, الخبيرة في الأستخبارات وعملها, والتي لها صلات مع المافيا الدولية, كما تم دعمها بأجهزة ومعدات تجسسية, عالية الدقة والعمل مربوطة بالأقمار الصناعية التجسسية الأميركية, والتي تعمل فوق ايران وفوق جزيرة العرب, ومربوطة أيضاً بآخر قمر تجسسي عبري – اسرائيلي, تم اطلاقه مؤخراً من "اسرائيل", حيث هذا الربط يكون بشيفرات تجسسية محددة يصعب اكتشافها وبالتالي فكها. من ناحية أخرى, تقوم شبكات المخابرات الإسرائيلية( وحدة آمان – الموساد – الشاباك – مخابرات وزارة الخارجية, والوحدات الفرعية الأخرى), الى تقديم الدعم المطلوب واللازم منها الى جماعة جند الله, حيث كانت في البداية عبر غطاء المخابرات الأميركية, ثم سعت وبشكل مستقل الى بناء المزيد من الروابط, وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر, مع زعيم التنظيم الذي أعدم, والآن تقول المعلومات الأستخبارية ذات المصداقية, أنّ مجتمع المخابرات الأسرائيلية وعبر جهاز الموساد, يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منها, مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الأيرانية, من أجل اعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات مخابراتية متطورة, مع تعميق و"حدثنة" في عقيدة بنائه وعمله, مع دعم وتفعيل وحدة الأستطلاعات المخابراتية, التي تم انشاؤها داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدد, لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن – تل أبيب في المنطقة, وخاصةً لجهة الداخل الأيراني المتماسك حتّى اللحظة. ومن أهداف دعم منظمة جند الله أيضاً, ضرب حركة التجارة الأيرانية مع الباكستان, عبر بحر العرب, ومن أجل أن تكون هذه المنظمة الأرهابية بمثابة, قاعدة عسكرية – مخابراتية متقدمة, ذات أدوات شعبوية عميقة, لأي قوى عسكرية خارجية, في حال استهداف ايران الدولة الأسلامية الجارة, بسبب تداعيات برنامجها النووي, ودورها الأستراتيجي, ومجالها الحيوي وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب, على أسيا الوسطى – القوقاز الجنوبي. وتؤكد المعلومات المرصودة, أنّ شبكات الأستخبار الخاصة, بمحور واشنطن – تل أبيب, والتي تستهدف الجميع, وعلى رأسهم ايران, تنهج نهجاً مختلفاً, في خلق واستخدام العملاء والجواسيس, من خلال ما يعرف بعلم الأستخبار, بالشبكات العنقودية, لمزيد من السريّة المطلقة, وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة, التي تم تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة, بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية, أي زميل( جاسوس) آخر له في ذات الشبكة, وتكوينها البشري الأستخباري. وتذهب ذات المعلومات, أنّ جهاز المخابرات الأيراني, والذي يمتاز بالحس الأستخباري العالي التقني, استطاع تفكيك احدى الشبكات العنقودية الأستخبارية, العاملة في الداخل الأيراني, والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA, من شأنها التأثير على الأمن القومي الأيراني, وهذه الشبكة العنقودية الأنف ذكرها, تابعة لمحور الخراب في المنطقة, المحور العبري – الأمريكي, حيث تم كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الأيرانيين المسلمين. كما تتحدث المعلومات, أنّ ما فعلته المخابرات الأيرانية, كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها, أجهزة المخابرات الأمريكية والأسرائيلية, حيث تم كشف احدى الشبكات الذهبية الأستخبارية العنقودية, العاملة في الداخل الأيراني, والتي يصعب اكتشافها, مما قوّض عمل شبكات الأستخبار الأخرى(الساكنة)التي لم تكشف بعد, لجهة الداخل الأيراني, ولجهة الخارج الأيراني, وتحديداً دول الجوار الأيراني الإقليمي. وتشير المعلومات, أنّ المخابرات الأيرانية, وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة, وخارجية تعاونية, ذات تنسيق أمني صادق وعميق, مع جهاز مخابرات اقليمي, استطاعت كشفها(أي تلك الشبكة)وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس, ذات تقنيات عالية مربوطة, بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء ايران, والشرق الأوسط. وتشي المعلومات المنشورة في وسائل الميديا الدولية, والتي لها علاقات خفية وعلنية, مع أجهزة مخابرات تعمل مع محور واشنطن – تل أبيب, أنّ الموساد وبالتنسيق مع أجهزة C.I.A - F.B.I – M.I.6, استغلوا بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية, وبعض دول الجوار الإيراني الإقليمي, واستغلوا ساحة اقليم كردستان العراق أيضاً, في النفاذ للداخل الأيراني, وتنفيذ مسلسل اغتيالات, العلماء الأيرانيين المسلمين مؤخراً. وهناك معلومات, مخابرات شبه مؤكدة تقول: بأنّ طهران, قرّرت ونتيجة للأستهداف الأمريكي الإسرائيلي لأمنها القومي, وعبر ملف الحدث السوري, الذي يستهدف طهران ودمشق معاً, يتم الإرسال بين الفينة والأخرى, لبعض قطع البحرية الحربية الأيرانية, الى المياه الدولية في البحر الأحمر, والمرور عبر قناة السويس(العلاقات المصرية الإيرانية تتحسّن، ويعاد بنائها من جديد، وهذا يشكل قلق للكيان الصهيوني ولدولة عربية إقليمية في حالة خصام سوري إيراني), من أجل التمركز والتموضع في المناطق البحرية, المطلة على شواطىء شرق البحر الأبيض المتوسط, وهذا من شأنه أن جعل الدولة العبرية, وعلى المستوى السياسي والأستخباري الأمني والعسكري, تقف على قدم وساق, فهو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر, وتشي المعلومات المرصودة, عبر مجاميع مخابرات دولية تعمل في الداخل الأسرائيلي, أنّ تل أبيب تضع احتمال تمركز, تلك القطع الحربية الأيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين: الأول قبالة شواطىء جنوب لبنان, وهذا من شأنه أن يشكل تهديداً, عسكرياً بحرياً مباشراً, لأمن مناطق شمال "اسرائيل", والثاني قبالة شواطىء قطاع غزّة المحتل, وهذا من شأنه أيضاً, أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً, لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة.
 *عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
mohd_ahamd2003@yahoo.com