2024-04-25 02:20 م

14 أيلول .. جلسة "حامية" للوطني * حسن الاختيار وسباق الخيول .. والله يستر!!

2015-08-29
القدس/المنـــار/ كتب المحرر السياسي/ ... وأخيرا دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الى عقد دورة اعتيادية للمجلس في الرابع عشر من شهر أيلول القادم في مدينة رام الله حيث مقر السلطة والمنظمة، وبذلك أنهت الدعوة أياما من التكهنات والتسريبات والتفسيرات و "التدخلات الغريبة" من خلال وسائل اعلام محسوبة على الجهات التي دست أنوفها في الشأن الفلسطيني.
لكن، التوقعات لم تتوقف، بل اتخذت منحى آخر، جاءت على نحو تهديدات من عواصم مختلفة، و "كولسات" انتخابية ولقاءات لـ "الحردانين" والقلقين على المواقع، دون أن ننسى زيارات طلب العون والوساطة، وتشغيل "البكايات" قبل فوات الأوان، فالموعد ليس بعيدا، والمطابخ مشغولة، والسباق على أشده، وتساؤلات تملأ الشارع، من الذي سيتم اختياره، وهوية المستبعد، وسلامة الاصطفاف، ونوعية الأحصنة، عرجاء أم سليمة، وما هي المقاييس والمواصفات، ودفت أجراس الهواتف في العواصم، ولم تتوقف بعد، البحث عن تشكيل كتل، أو الترشح فرادى، وهل من الممكن مواجهة كتلة "الرئيس".
والراغبون والطامعون بمقاعد في اللجنة التنفيذية، راحوا يعدون "حسبتهم" ، من مع ومن ضد، وفي خضم حمى التنافس الملتهب، استنفرت وسائل الاعلام فلسطينية وغيرها، تحليلا وتعقيبا وادعاء بالقدرة على كشف الاهداف و "الغوص" في النوايا..
غير أن الشارع الفلسطيني، يطرح تساؤلات من نوع آخر، هل سيكون الاختيار سليما، لمواجهة تحديات المرحلة، وهل حسبة الأحصنة العرجاء هي التي "ستفوز" أما أن أحصنة قوية قادرة سوف تتصدر السباق!! الجواب لم يأت بعد، لكن، القلق موجود ويتعاظم.. وامكانية الانتقال الى حالة التذمر واردة، والرهان على عدم وعيه، له ردود فعل قد لا يتوقعها "الاعبون"، والاستغفال بقدراته، وفهمه أمر خطير، وتداعياته أكثر خطورة، وعلى اللاعبين أخذ ذلك بالحسبان، فالساحة حبلى بالمفاجآت!!
لا أود هنا، الخوض في التفاصيل، وأسباب وأهداف التسريبات والشائعات وسلامة المقاصد والغايات من مواقف البعض، القلق على المسيرة وثوابتها، ولكن، في هذه اللحظات يمكن تناول بعض الجوانب، بغرض الاستفادة، والالتفات الى ما بين السطور، فتوضيح الأمر "ليس وقته" كما يقولون.
لقد قيل أن "تبديل الأحصنة" له أهدافه ومبرراته، خطورة مرحلة، وعدم قدرة لسبب أو لآخر، وحسم الأمر رغم الاختلافات والاجتهادات لحرص أو لغاية في "بطن يعقوب" وحدد موعد جلسة المجلس الوطني لاختيار لجنة تنفيذية جديدة، وهنا، ليس تحليلا وانما معلومات متوفرة. أقول، أن مرحلة قادمة فيها الكثير الكثير، وتتطلب "عدة" جديدة، تمتلك القدرة على أن "تشيل" وتشارك في حمل العبء، ولا بد لذلك، من توافق في المواقف والرؤى، بعيدا عن "العكننة" و "المزايدة"، ولعل ضخ دماء جديدة يوصل الى ما نتمناه، اذا كان الهدف بالفعل هو مواجهة الاخطار والتحديات، مع العلم، أن استمرار العملية السياسية هو أحد هذه التحديات.. خاصة وأن مرحلة ما بعد التوقيع النهائي على الاتفاق النووي الايراني، سوف تشهد تحركا مكثفا وخطيرا باتجاه ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهناك ضغوط وأثمان، وتدخلات أقليمية وضغوط لم نشهدها من قبل من جانب "ذوي القربى"!! وأن لا ننسى تلك "الشخصيات" التي ارتبطت بالغرباء حتى من داخل البيت، للقفز نحو سدة الرئاسة، بعد أن تعهدت بالولاء وتقديم ما يطلب منها، مقابل الاسناد ماليا واعلاميا، واستخداما لسياسة اغلاق الأبواب!! وأيضا، علينا الاستعداد الكامل والكافي المدروس لمواجهة حملات تحريض وشائعات وتشويه، و "تسريب" متنوع وبمختلف الاشكال، بمعنى، إما أننا ذاهبون نحو الفوضى، وهناك، سوف تستغلها جهات عديدة، واما أن نرتب البيت، ونغلق الثغرات ونعزز الجدران، خياران لا ثالث لهما، لذلك، النجاح في اختيار الأحصنة، كفيل بصد السهام من أية جهة كانت، وعكس ذلك، فان الخوف من القادم المرعب وارد!!
والى نقطة أخرى، وهي، حقيقة ما يتسرب من أسماء "مضمونة" أو غير ذلك، "مدعومة" أم "محاصرة"، بالتزكية أم بالاقتراع، فقد استشعر الشارع خطرا كبيرا، بل اشمئزازا قابلا للتطور أو بالأحرى "التفجر" ، بمعنى، أن الشارع لن يرضى عن أحصنة عرجاء لتخوض السباق القادم لا محالة، خاصة فيما يتعلق بتمثيل المدينة المحاصرة الباكية "زهرة المدائن" المنتقصة حقوقها، والمهملة اسنادا ووظيفيا وتقديرا، هذه المدينة المقدسة هي حجر الزاوية، منها، شرارة الانفجار، وفيها واحة السلام، لذلك، المس بمكانتها مرفوض واختيار من لا يستحقون بتمثيلها غير جائز، ويكفيها ظلم وحصار واساءة، ويجب أن يراعى في اختيار ممثليها ديمغرافية المدينة، وصدق رجالاتها ونزاهتهم وسلامة سيرهم الذاتية، وما عدا ذلك، فهو قهر لها واذلال، وهذا من المفترض أن ينطبق على كل الأسماء الذين سيترشحون "كتلا" أو "فرادى"، مع عدم تجاهل، أن الادعياء، والصغار "وعاشقي الارتباط" و "زلم الصدفة" لا يحفظون ودا، ولا يقدرون معروفا ولا يحترمون صداقة، ولا يعرفون الوفاء، ومهرة في البيع على "أول كوربة".
وعودة الى جلسة المجلس الوطني في الخامس عشر من أيلول، فانها ستكون ساخنة حامية الوطيس، وسوف يسبقها "الكثير المتنوع"، وتليها "أشكالا والوانا" من ردود الفعل والصراخ والاتهام والادعاء.
والله يستر..
على كل، علمت (المنــار) أن هناك كتلة من ثمانية عشر مرشخا ستخوض انتخابات التنفيذية، نسأل الله حسن الاختيار والمراجعة لكل الأبعاد، قبل فوات الأوان، وهناك، من يتحرك لتشكيل كتلة من ستة مرشحين وآخرون سيخوضون "المعركة" فرادى... ولكن، ما يزال أمامنا نصف شهر، وهي كافية لمفاجآت، وتغييرات واعادة حسابات.