2024-04-24 05:41 م

اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي قبالة الساحل المصري يغير قواعد اللعبة في البحر المتوسط

2015-08-31
القاهرة/ أعلنت وزارة البترول المصرية أنه من المتوقع أن يبدأ إنتاج بئر الغاز الطبيعي الذى اكتشفته شركة إيني الإيطالية في غضون فترة تتراوح ما بين ثلاثين وستة وثلاثين شهرا.
وتشير التوقعات إلى أن حقل الغاز قد يصبح واحدا من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في المتوسط وربما العالم، وستحصل شركة إيني على 40% من إنتاجه حتى استرداد تكاليف الانتاج، ثم تعود بعدها هذه النسبة إلى الحكومة المصرية.
واستوقف الصحف العالمية خبر إعلان شركة إينى اكتشافها حقل غاز "عملاق" يصل حجمه إلى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى أى ما يعادل بحسب تقديرات الشركة 5.5 مليار برميل نفط، وألقت كبريات الصحف الأجنبية الضوء على الحقل والفائدة التى ستعود على مصر من خلال هذا الاكتشاف الكبير، والصدمة التى تعرضت لها إسرائيل. ووفقًا للرئيس التنفيذى لعملاق الطاقة الإيطالية إينى لشبكة CNBC الأمريكية: "إن الحقل من شأنه أن يلبى احتياجات مصر من الغاز الطبيعى لعقود، وقريب من منشآتنا لذا وقت التسويق سيكون جيدًا جدًا.. هذا جزء من استراتيجيتنا لنواصل القيام بالاستكشافات فى تلك المنطقة التى لدينا معرفة جغرافية بها ويمكننا الاستفادة من مرافقنا وهذا سوف يجعل تكلفة وحدة إيجابية للغاية من حيث رأس المال". وأضاف أن اكتشاف الشركة أكبر حقل غاز طبيعى محتمل فى العالم، قبالة الساحل المصرى، من شأنه أن يغير قواعد اللعبة لمصر والبحر المتوسط وفقًا لمفاهيم استقرار الطاقة. وأضاف كلوديو ديسكاليز، فى تصريحات، الاثنين، أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لمصر، ومهم للغاية لمصر وكذلك للبحر المتوسط من حيث الاستقرار، وبينما لم يذكر جدول زمنى لطرح الغاز فى السوق، لكنه أكد أن التطورات ستكون سريعة. الاكتشاف الجديد سيغير الخريطة الاقتصادية للمنطقة بينما سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على اكتشاف الحقل قبالة السواحل المصرية على البحر المتوسط، وقالت إن الاكتشاف الجديد الذى يختم مجموعة من الاكتشافات المهمة بالبحر المتوسط سيغير الخريطة الاقتصادية للمنطقة، حيث من المنتظر أن تستبدل القارة الأوروبية استيرادها للغاز من الحقول الروسية بالحقول المكتشفة حديثًا بالبحر المتوسط، وينتظر أيضًا أن يضع الحقل الجديد نهاية لأزمة الطاقة بمصر. إسرائيل مصدومة من جانبها، سيطرت حالة من الصدمة داخل إسرائيل عكستها صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، وقالت الصحيفة الاقتصادية التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الصدمة فى إسرائيل جاءت بسبب أن مصر خلال الفترة المقبلة لن تعتمد على الغاز الطبيعى الإسرائيلى المكتشف حديثًا قبالة السواحل الإسرائيلية والتى كانت تنوى شراءه لسد احتياجاتها من الغاز لتوليد الكهرباء. وأضافت "كالكاليست" أن العقود التى كانت تنوى إسرائيل تسويقها لكل من مصر والأردن بمليارات الدولارات وفق مذكرات تفهم تم الاتفاق عليها مؤخرًا، قد لا تدخل لخزينة إسرائيل بعد هذا الاكتشاف الضخم الذى سيسد حاجة مصر من الغاز ويجعلها دولة مصدرة للغاز بقوة. وأوضحت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية بلهجة ساخرة أن الميزة الكبرى التى قد تعود للاقتصاد الإسرائيلى أنه لن يتم تطوير الحقول المكتشفة حديثًا وفق الجدول الزمنى لارتفاع تكلفته وعدم وجود مشترين له. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن المنطقة التى تم اكتشاف الغاز المصرى الجديد فيها بالمياه الاقتصادية المصرية، كان قد تم توقيع الاتفاقية البترولية الخاصة بها فى يناير 2014 مع وزارة البترول والشركة القابضة للغازات "إيجاس"، بعد فوزها بالمنطقة فى المزايدة العالمية التى طرحتها إيجاس. كما تأثرت البورصة الإسرائيلية وانهارت بورصة تل أبيب اليوم الاثنين، بعد الإعلان أمس عن الاكتشافات الضخمة للغاز أمام السواحل المصرية، الأمر الذى يهدد سوق الغاز الإسرائيلى بسبب المخاوف من إحجام مصر شراء الغاز الإسرائيلى بعد الاكتشافات الجديدة. وجرى التداول فى بورصة تل أبيب صباح اليوم وسط انخفاض حاد وغير مسبوق لأسعار الأسهم خاصة المتعلقة بشركات الطاقة. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، فى خبر عاجل، إن مؤشر "تل أبيب-25" قد انخفض فى التعاملات الصباحية للبورصة الإسرائيلية بنسبة 1.8%، فيما انخفض "مؤشر تل أبيب – 100" 1.7% بينما يتراجع مؤشر "بلوتك" بنسبة 21%. من جانبه قال وزير الطاقة الإسرائيلى، يوفال شتاينتز، تعليقا على اكتشاف الحقل: "إن الاكتشاف هو تذكير مؤلم لإسرائيل على تغير العالم سريعا". ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال،عن الوزير الإسرائيلى قوله: "اكتشاف الغاز فى مصر هو تذكير مؤلم بأنه بينما تسير إسرائيل بتلكؤ وبطء حيال الموافقة النهائية على خارطة طريق الغاز وتأجيل مزيد من التنقيب، فإن العالم يتغير أمامنا، بما فى ذلك تداعيات خيارات التصدير".