2024-04-24 02:08 ص

"مرارة الخيبات" هل تنهي "الحياة مفاوضات"؟!

2015-09-30
القدس/المنــار/ لم يأت الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ذكر ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في خطابه على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، وهذا الموقف من جانب الرئيس الامريكي يؤكد أن هذا الملف ليس على جدول أولويات الادارة الأمريكية الحالية، وأيضا، كذب الوعود التي أطلقتها ادارة أوباما، وفي ذات الوقت ضربة لرهان القيادة الفلسطينية على ساكن البيت الأبيض، هذه القيادة التي ألقت بكل الأوراق والبيض في السلة الأمريكية، واقتنعت قبل ساعات من القاء أوباما لخطابه بما حمله اليها وزير الخارجية جون كيري من وعود كاذبة، وربما مسحت هذه الوعود الكثير من "فقرات" و "مضامين" خطاب الرئيس الفلسطيني.
على عكس، رئيس وزراء اسرائيل، الذي يربط خيوطا اضافية مع العديد من الدول ذات التأثير، ولا يقبل أن يحتكر من جانب الادارة الامريكية، بل عارض واشنطن العديد من المرات، فعندما اتخذت موسكو قرارا بالتحرك العملي المباشر في سوريا ومحاربة الارهاب، سارع نتنياهو الى روسيا ليقف على الأمر ويفتح القنوات الاضافية، دون الاطمئنان تماما، أو الارتهان بالكامل للولايات المتحدة.
في الجانب الفلسطيني، كانت الردود على خطاب باراك أوباما باهتة، و "هايفة" ولا تشير الى أن القيادات الفلسطينية، قد استخلصت العبر أو اتعظت، فكبير المفاوضين صائب عريقات، يعقب على خطاب الرئيس الامريكي بالقول، أنه وأعضاء القيادة اصيبوا بخيبة الأمل من تجاهل أوباما للقضية الفلسطينية، وهذا يعني أن القيادة الفلسطينية عندما قاد عريقات المفاوضات مع اسرائيل باسمها كانت مطمئنة بـ "عطف" أمريكا و "حنانها" ووقوفها الى جانب الحقوق الفلسطينية، والآن، وقد أصيبت القيادة بخيبة الأمل.. ماذا هي فاعلة، في ظل أوضاع داخلية لا تسر عدوا ولا صديقا. قبل ساعات قليلة من خطاب اوباما التقى رئيس الدبلوماسية الأمريكية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخرج رسميون فلسطينيون يقولون فرحين بأن كيري قطع على نفسه وعدا، بأن واشنطن ستقوم بتفعيل عملية السلام واحيائها خلال ستة أشهر، ولكن، الستة أشهر تساوي 180 يوما، فماذا تبقى لولاية أوباما الثانية، انه "الوقت الضائع" فلا قرار لساكن البيت الأبيض، في الفترة التي حددها كيري، فهو كاذب اذن.
وقبل ذلك كان كيري قد وعد عريقات بأن واشنطن ستتجه فور الاعلان عن الاتفاق النووي الايراني لتحريك عملية السلام، كأولوية للادارة الامريكية، وها هو الرئيس الأمريكي، ترجم وعد كيري الذي نقله عريقات الى القيادة، بتجاهل تام للقضية الفلسطينية، تجاهل اضطر معه كبير المفاوضين وأمين سر التنفيذية حديثا الى اعلان خيبة أمله من خطاب الرئيس الأمريكي، فهل يتراجعه صائب عن "الحياة مفاوضات" واستبدال ذلك بـ "مرارة الخيبات"؟!
لقد أثبتت وعود وخطابات قادة امريكا، ومواقفهم من الحقوق الفلسطينية، فشل وسقوط رهان القيادة على الادارة الامريكية ورعايتها لعملية السلام، ويعني هذا الفشل أيضا، ضيق أفق الجوقة الامريكية في دائرة صنع القرار، هذه الجوقة التى دفعت بتقديراتها وتحليلاتها غير المستندة الى أسس سليمة بكل الأوراق الى الحضن الأمريكي، لتجد نفسها الان عارية حتى من ورقة التوت.
ومن يدري، فقد يبقى الرهان على أمريكا قائما الى ما شاء الله؟!