2024-04-26 02:20 ص

إنفلات العقال ومحاور الخراب!!

2015-10-01
القدس/المنــار/ الأوضاع في الساحة الفلسطينية مقلقة ومحزنة، ولعبة المحاور على أشدها، واستخدام كل "الأدوات" مباح، وهنا مكمن الخطورة، ليس هذا "تهويلا" ، وفي نفس الوقت ليس صحيحا "تهوين" ما تشهده هذه الساحة، ومن يغمض عينية عن الحقيقة، وخطورة ما قد يترتب على التصارع، وما هو آت من مفاجآت، لا يمتلك من الوعي والفهم ذرة، وانما مشارك في "نفخ النار" ، أو عضو في مدرسة "تهوين الموت".
في الأيام القليلة القادمة، سنرى "انفلات العقال" والدخول في "معمعان" حرب التشويه والشائعات، والابتعاد أكثر عن حرب مواجهة الاستيطان، فالتنظير آفة وأوهام التزعم مصيبة، و "الاستقواء" بالغرباء بيت الداء،ومن سمح لنفسه أن تلتف على عنقه خيوط الأجهزة الاستخبارية من كل جنس، أو مد يده لتلقي العون المالي من الساحات القريبة والبعيدة، أو انطلق واهما "متحزما" بكشف الحساب البنكي وأرصدته في البنوك، هو خاسر وضعيف، لانه اتكأ على "عصا مشروخة" سهلة الكسر، وعندها يرتطم أرضا، وتكون غيبوبته أبدية.
في ردهات الفنادق ذات النجوم العديدة، وفي الصالونات الفخمة داخل البيوت والمكاتب، وفي أماكن "الاحتساء" بأنواعه وشرب النرجيلة بأشكالها وأصنافها المتعددة، لا حديث الا عن المواقع والمناصب، وهذا المحور وذاك الاصطفاف، والأيدي مليئة بالاتهامات وادعاءات وشعارات، ولا اقتراب من معاناة الشعب وآلامه وتطلعاته، وكأن المتصارعين يعيشون على كوكب آخر.
هذا الانفلات والانفلاش المسيطران على محاور التصارع على اختلاف انتماءاتها، وهوية خزائن مموليها، تحولا الى ظاهرة في ساحة جريحة، هي البلاء بعينه، فهل يعقل هذا؟!
ان الاوضاع المتردية في الساحة الفلسطينية فتحت الطريق سهلة أمام خصوم وأعداء ومتربصين، وأدوات مأجورة، لتعيث على طريقتها تأجيجا وتسريبا، ودفعا نحو فوضى وعنف وخراب لا يبقي ولا يذر، ومن تحت نيران الاشتعال وسحب الدخان تضيع الحقوق وتشطب الأهداف.. عندها، لن يجد المتصارعون الا الذل والهوان....!!