2024-04-18 05:01 م

لو أمطرت السماء حرية في اليمن!!

2015-10-08
بقلم: محمد نعمان
ما زلنا حتى هذه اللحظة نرى تجار الأديان والأوطان يتنقلون هنا وهناك لإظهار ولاءهم ولإثبات أنهم أفضل من يبرر ويزين بيع الذمم والأرض والعرض. اليمن تقصف وشعبها يقتل والكل يبرر للفريق الذي يؤيده وكأنهم يتكلمون على أرض وشعب لا يعنيهم ولا يخصهم. كيف أصبحنا سفلة إلى هذا الحد؟ الّذي لا نتراحم بيننا. في سبيل الحكم قمنا بجلب أعداء اليمن التقليديين الذين اجتزوا جيزان ونجران وعسير، الذين ابتلوا هذا الشعب بحروب منذ إعلان الجمهورية العربية اليمنية، الذين ابتلوا هذا الشعب بعفاش لمدة تزيد عن 33 عام، الذين تآمروا على مشروع اليمن الجديد وقتلوا الحمدي، الذين وأدوا الثورة الشبابية وفصلوا لعفاش مبادرة تعفيه من كل جرائمه، هؤلاء الذين نسميهم دول الجوار الذين لم يحترموا حتى آدمية المواطن اليمني على مدار عقود. فجأة! أصبح لهم وجود ومطبلين ومداحين وسوف يساعدون هذا الوباء أن يعود وتعود معه وجوه قذرة قديمة ساندتهم في السابق من مشايخ دين، ومسؤولين فاسدين ومشايخ البيع والشراء مثل أولاد الأحمر وناجي الشايف، والعكيمي والدمية هادي الذي سيساعد على إعادة تأسيس النفوذ السعودي مع شركائهم من أحزاب الخراب التي تريد بيع الوطن لتحكم، وسيذهب هادي لتأتي وجوه مأجورة جديدة لتجثم على صدر هذا الشعب. مؤسف أن يكون اليمن بالنسبة لكثيرين عبارة عن حزب أو مذهب أو قبيلة أو منطقة أو حتى شخص وليس وطن للكل. مؤلم أن نرى اليمنيين يتناقشون عن التبعية للسعودية والتبعية لغيرها. ولا حتى يتجرؤون على مجر التفكير بيمن حر مستقل. يعجزون حتى عن الحلم لأن صناع القرار في هذا البلد ومن عاش حول عفاش من أشخاص وأحزاب كانوا على مر السنين مجرد عبيد تدفع رواتبهم من خزينة آل سعود. لهذا لو أمطرت السماء حرية لرأيناهم يحملون مظلات! ستستمر الفوضى في هذا البلد لعدة سنين ولن يعود كما كان، ستظهر عصابات المشايخ من جديد وسيظهر أمراء حروب جدد، وتستمر الميليشيات المسماة الإسلامية سواء القاعدة أو داعش وجديدها بالعمل داخل اليمن، وستظل اليمن منطقة للفوضى المدروسة لابتزاز الدول الخليجية في الوقت الذي ستنصرف فيه الأحزاب في تعميق الخلافات والأحقاد وسيعمل المشايخ والمتنفذين على إشعال الثارات والأحقاد على أساس مذهبي، مناطقي قبلي وحزبي. لك الله يا يمن! من عصابات عاثت فسادًا وسوف تعود لتخدم أسيادها مجددًا باسم حب اليمن.

الملفات