2024-04-19 02:25 م

تطهير سورية من السرطان الداعشي يقلب الطاولة على داعمي الإرهاب

2015-10-08
بقلم: محمود الشاعر*
لأشهر طويلة حاول التحالف الأمريكي الدولي خداع العالم بكذبة محاربة الإرهاب في سورية من خلال قطعه لذنب الأفعى الداعشي وحماية رأسها لتتمدد وتبث سمومها في الجسد السوري تمهيداً لتحقيق الأطماع الأمريكية في المنطقة وحمايةً لأمن إسرائيل لكنّ السيف الروسي الذي يسلط اليوم على رقاب الإرهابيين وبتفويض من الدولة السورية أصدق أنباء من الادعاءات الأمريكية التي حاولت تخدير العالم من خلال ضرباتها الجوية التي لا تغني ولا تسمن من جوع حيث لم تستهدف مقرات الدواعش ولم تدمر قياداتهم ومخازن أسلحتهم ولم تحدّ من تمددهم وانتشارهم في الوقت الذي أثبتت فيه الضربات الروسية وخلال مدة زمنية قصيرة قدرتها على شلّ حركة الدواعش والإرهابيين في مناطق عدة في سورية وذلك بالتنسيق مع الجيش العربي السوري ما أدى إلى تقوقعهم في مواقع محددة وخسارتهم لفرص المباغتة والهجوم وانسحابهم باتجاه العراق وتركيا والأردن ،ولا يخفى على أحد أن النتائج المبهرة التي حققتها الطلعات الجوية الروسية على الأراضي السورية قد حطمت آمال أردوغان في تمدد امبراطوريته العثمانية الوهمية في الشمال السوري لذلك نراه اليوم يتخبط في تصريحاته فيندد ويحذر بعد خيبات الأمل المتلاحقة التي مني بها ابتداءً وانتهاءً بالهزيمة النكراء التي لحقت بجيوشه الإرهابية التي يدعمها كجيش الفتح والنصرة بعد الضربات الأخيرة لروسيا ،ولأن ملوك الوهابية في السعودية لم يرق لهم المشهد السوري الأخير الذي يتجه نحو الخروج من الأزمة وحقن دماء الأبرياء من الشعب السوري والقضاء على الأخطبوط الإرهابي لذلك نرى مشايخ الفتنة ممن أصابهم الزهايمر في البلاط الملكي السعودي يطلقون بياناتهم المضللة مؤخراً لإذكاء الأحقاد العمياء بأسلوب رخيص ومبتذل بين أبناء الشعب السوري . إن أي سبيل يفضي إلى إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية سيفشل المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة والتي تهدف إلى تقسيم الأراضي السورية وتفتيتها وإضعافها لذلك تعزف أمريكا اليوم على وتر جديد وهو الإدعاء بقيام الطيران الروسي بقصف مواقع للمعارضة المعتدلة المزعومة في محاولة منها للتأثير على الرأي العام والحد من الدور الروسي ولإيجاد ذريعة لتجنيد ودعم مجموعة جديدة من الإرهابيين تحت رايات الاعتدال والوسطية وذلك لإذكاء نار الحرب التي تسعى روسيا الاتحادية بالتعاون مع الجيش العربي السوري إلى إخمادها والقضاء على مفتعليها بخطاً ثابتة وبعزيمة لا تلين . إن المضي في تطهير الأرض السورية من السرطان الداعشي سيقلب الطاولة على داعمي الإرهاب وسيفضح زيف ادعاءاتهم وزور تصريحاتهم ،وعلى أميركا اليوم أن تعترف أنها تفقد حالة التفرد والأحادية القطبية وامتلاكها القرارات القوية للتحكم بمصائر الشعوب وأن العالم اليوم يمضي نحو إيجاد توازن في العلاقات الدولية مما يحفظ للشعوب حقوقها وما النصر الذي يتحقق اليوم على الأرض السورية إلا دليل على الإفلاس الأميركي بعد أن فقدت أميركا مفاتيح المبادرة السياسية والعسكرية في المنطقة . إن إرادة الشعب السوري في تقريرمصيره وصمود جيشه في الميدان هو القول الفصل ،وتبقى الكلمة الأخيرة للجيش العربي السوري البطل الذي أذهل العالم بتضحياته وبطولاته الوطنية . 
*صحفي سوري
mmalshaeer@gmail.com

الملفات