2024-04-25 01:47 ص

العالم ينتظر ضربة جزاء روسية

2015-10-08
بقلم: وردة بية
سيناريوهات أواخر السبعينات و الثمانينات في أفغانستان تعود الى الأذهان مجددا ..حرب ضروس دامت عشر سنوات، كان هدف السوفييت منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة المستنجدة به ، والتي كانت تعاني من هجمات المعارضين الذين حصلوا على دعم من الدول المناوئة للاتحاد السوفييتي آنذاك ، من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية وباكستان .. اليوم ، وكأن التاريخ يعيد نفسه ..الحكومة السورية أيضا طلبت دعم الروس في حربها على الارهاب بعدما أيقنت أن تحالف قوى الغرب بزعامة أمريكا لقتال داعش فشل، خصوصا مع وجود معلومات تؤكد تواطئ هذه القوات مع الارهابيين ومع اسرائيل لمحو سوريا من الخارطة.. نفس الأبواق التي اعتلت المنابر في السابق ، هاهي تغرد اليوم على عزف الأمس بألحانها الجنائزية على وقع رقصات الموتى لتحي سيناريو أفغانستان من منطلق محاربة الشيوعية وإلحاد الروس ، زاعمين أن الحرب القائمة حرب دينية وايديولوجية.. ما بين الاسلام والشيوعية..؟! دول الغرب المتواطئة واتباعها دخلوا من هذه الزاوية..! ففرنسا ، ‏ألمانيا ، قطر، السعودية ، تركيا ، بريطانبا والولايات المتحدة الأمريكية أعربوا عن قلقهم البالغ حيال الضربات الروسية للمسلحين الذين يحظون بدعمهم.. ولكن موسكو تجاهلت كل انتقاداتهم ، معلنة أنها ستكثف غاراتها على مواقع الارهابيين في كل سوريا دون هوادة.. اليوم دفعت السلطات السعودية كعادتها "متعودة دايما" بـ55 شيخا وداعية إلى الدعوة لما اسموه "النفير الجهادي" الى سوريا لقتال القوات الروسية "الكافرة" ، خطوة تأتي عقب مطالبة السعودية موسكو بوقف عملياتها الجوية التي تستهدف الارهابيين. وبعض هؤلاء أعضاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان طالب قادة الفصائل المسلحة في سوريا بـ"الوحدة وجمع الكلمة"، وجاء فيه: "يا أهلنا في الشام: لقد اشتد عليكم البلاء وطالت المحنة، ولعل الله أراد بكم خيرا.. وندعو القادرين منكم إلى الالتحاق بركب الجهاد، فهذا يومكم، الله الله في إسلامكم ودياركم وأعراضكم، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، أقبلوا على جهاد عدو الله وعدوكم فالله معكم، والمسلمون خلفكم بكل ما يستطيعون بإذن الله". يحدث هذا النفير الجهادي والعالمي المفبرك على وقع انتفاضة فلسطينية ثالثة ، ولا أحد من هؤلاء سمعنا صوته ، ربما ينتظرون الأوامر من أولياء النعمة المتآمرين ..! ، وكل ماسمعناه ما ذكرته صحيفة "هارتس" الاسرائيلية أن الأمير السعودي تركي الفيصل سيشارك في مؤتمر للتسوية في تل أبيب في الثاني عشر من نوفمبر القادم. حيث صرح لها في شريط بالصوت والصورة قائلا : العرب يريدون السلام و"إسرائيل" هي من يقول (لا)..! الكل يتذكر القرضاوي وخطبه النارية وهو يقول : منذ متى كانت روسيا الشيوعية صديقة للعرب والمسلمين؟ ونتساءل: هل فعلا روسيا شيوعية كما يغالط القرضاوي؟ ، فهل يجهل - من يسمى عالما- بأن الأكثرية الروسية الساحقة مسيحيون اورذوثوكس ، وأن خمس السكان مسلمون؟ أي بتعداد يقارب 30مليون مسلم روسي يعيشون معززين مكرمين في بلادهم روسيا ، دون أن يتآمر عليهم أحد هناك ، بمثل ما تآمر السفهاء على الطوائف في سوريا.. ، فلماذا يغالط اذن..؟ ولماذا يصر القرضاوي على أن يجر الايديولوجيات الدينية في الحروب والصراعات السياسية.. ولمصلحة من يفعل ذلك؟، والى أين يريد أن يجر عوام الناس الذين سلموه رقابهم؟ ... أليس حريا من منطقه هذا أن يتساءل مخالفوه بالمقابل : ومنذ متى كانت أمريكا الصليبية المتصهينة صديقة للعرب والمسلمين؟.. فالتلاعب بالمصطلحات وبعواطف المسلمين من قبل شيوخ كهؤلاء هو من جر الأوطان الى هذه نتيجة المفجعة.. فلا تستغربوا اذن، ففي أي وقت ترقبوا القرضاوي ليطلع عليكم بكلامه المعتاد عن القضية الفلسطينية ، ويقول لكم بصوت مرتعش بأن اسرائيل ظالمة وأن الله وحده قادر عليها ، دون أن يحرض عليها بنفير الجهاد..! أحد المعلقين قال : لعبتكم انكشفت ولن تخدعوننا مجددا.. "وروحوا اشتغلوا رقاصة" .. الظاهر أن الصورة انقلبت الآن، وصار الملايين متحمسين للدور الروسي في سوريا عكس ما كانت عليه النظرة في حرب أفغانستان..ومايمكن أن يقال في هذه اللحظة التاريخية هو أن الكرة باتت بين أرجل الروس، فهم أمام عملية نوعية ضخمة ضد داعش في سوريا يقلبوا بها الرأي العام العالمي الى صفهم بضربة جزاء قاضية تطأطئ رؤوس الغرب المتآمر وأزلامه في المنطقة ..

الملفات