2024-03-28 02:34 م

القدس مدينة تحتضر على مشرحة الانظمة العربية

2015-10-08
 بقلم: د.محمد خيري لبادة
هذه هي القدس حلبة صراع بيننا وبين طغاة وجبابرة الصهيونية، والرحى تطحن كل من يفرط فيها، ويدفع ثمنها حياته. نريدها ان تعود عزيزة بهية.. شعلة الخلود..القدس مهوانا وغايتنا وقبلتنا، درة الحضارة الاسلامية... في عيون الاجيال..افتونا يا علماءنا الاجلاء...ماذا فعلت مليارات الدولارات من ثروات الامه من اجلها...؟؟؟ ريبع القدس يحتاج من كل الشعوب العربية والاسلامية ان تخصص جمعا تحتشد فيه جموع الشباب وجموع الشرفاء.... مسلمين ومسيحيين في كافة الميادين العامة مطالبين بتجريم التطبيع، والغاء الاتفاقات والمعاهدات مع العدو، واحياء المقاطعات التجارية والاقتصادية. القدس مسرى محمد، بباحاتها الطاهره ومكانتها الكبيره وزواياها ومدارسها ومساجدها واديرتها وعيونها وآبارها وبركها وكل حجر فيها سجّل التاريخ قوته جزء من تاريخها الممتد آلاف السنين.لا نريد ان تكون قداسة القدس ارثا من العطف و والارتباط الروحي في صدور محبيها...فاننا لانقدس احجارا ولا نمجد بنيانا يتغير على مر السنين... انها بحق مدينة تزهو على كل المدائن..في وسط الامواج العاتية تقف مثل الجبل العظيم تتكسر عليه الامواج بصمودها وشموخها.لقدابتلينا باحتلال عنصري لا مثيل له في التاريخ ... انهم ضد حقنا في الحياة كباقي شعوب الارض.. خداع ومكر ، ونهج استعماري .. استيطاني ممنهج في ظل غياب صحوة عربية!!!. عظمةالقدس ومكانتها ومنزلتها من القداسة تندرج بعد مكة والمدينه المنوره.، وعن ميمونة بنت سعد قالت : يارسول الله أفتنا في بيت المقدس قال:"هي ارض المحشر والمنشرائتوه فصلوا فيه، فان كل صلاة فيه كألف صلاة في غيره:" وعن ابن عباس رضي الله عنهما:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من اراد ان ينظر الى بقعة من بقاع الجنه فلينظر الى بيت المقدس:"والمراد ببيت المقدس- القدس. زهرة المدائن محط الانظار ومركز العلم والعلماء والحضارات.. حيث انتشرت فيها المدارس فبلغت 52 مدرسة نذكر منها: **الجاولية : 715هجريه(نسبة الى والي غزه الامير سنجر الجولي)** الصلاحية581هجريه 1192م **الباسطية834هجرية 1430م **العثمانية1211هجريه 1816م **الزهرية885هجريه فيها (ضريح الشهيد عبد القادر الحسيني ، وموسى كاظم الحسيني). ** الفارسية755هجريه ** الاشرفيه 869 هجريه 1464م ** الطشتمريه 784هجري 1380 م**العمرية 614 هجريه 1217م ** الميمونيه 593هجريه 1196 م. مرآة التاريخ - نسغ الحياة ان الحماسة الوطنية المفرغة .. والمجردة من الوسائل والاهداف ، لا تصنع وعيا ولا تحركه او تقوده لانها نتيجة وليست سببا يشكل قضية واحده او محورا تدور عليه الامور. فالحماسة تنطفئ جذوتها. اماالوعي للذات فيحتاج الى اساسيات وركائز ودعائم راسخة وعديده اهمها ان يكون التاريخ حيا وفاعلا في هذه الذات ومثله الوازع الاخلاقي- صورة واحدة لا صورتين والا فهذا يعني انشطارا وانقساما وتشظيا في الذات ، ينجم عنه تفرق وتشتت وضعف وضياع ، وهذا يلقي الضوء ويفسر بوضوح ما نعانيه اليوم وما سنعانيه في المستقبل من ازمات ومحن واخطار وتراجع وسقوط ... وجمود وتأخر،فالملاح لايصل الى الميناء الا على هدي بوصلة... وهكذا الامة.... عندما تكون صلتها بذاتها قوية متينه فانها تخرج من المحنة والخطر .. سواء اندفعت لمواجهتها او تراجعت او ارتدت للتحفز والوثوب.فالثورة على انفسنا حتمية، وبات حتمي ان نطيل النظر في اعماقنا، وان نغير ما بانفسنا كما امرنا الله في كل ما يتعلق بها من قيم وسلوكيات ايجابية لازمه لحالات الاحباط واليأس وتخلخل حالة العداء والاحتقان تجاه العدو الصهيوني، فحين سقطت القدس في الحرب العالمية الاولى، في قبضة بريطانيا وقف الجنرال اللنبي يقول: الآن انتهت الحروب الصليبية. وحين دخل االجنرال غورو دمشق في الفترة ذاتها وقف على قبر صلاح الدين قائلا: ها قد عدنا يا صلاح الدين !! وحين وصلت قوات الاحتلال الصهيوني الى المسجد الاقصى وقف كبير الحاخاميين اليهود قائلا : الآن انتهى بكاؤك يا شعب اسرائيل. هذه اقوال لها مغزى ومعنى ودلالة ومضمون ... وكله نابع من الوعي بالذات المرتبط بجذور التاريخ. منطقتنا تتعرض لمؤامرات ودسائس كونية من عمالقة التآمر والقوى الخفية... حرب ارادات بنشوة وقسوة غير معهوده.انه عصر الهيمنة الامريكية على المؤسسات الدولية... شكوك خفية متبادلة .. وجراح تاريخية عميقة .. مصالح الانظمة فوق ارادة ورغبات ومصالح الشعوب. حالة من الانفصام السياسي .. لا يجوز السماح باستغلال المشاعر الوطنية والوجدانية لخدمة اهداف ظلامية. لا بد من صحوة ضمير كي نتفادى التمزق والانقسام في القرار والموقف والحلم والانطلاق وعدم قمع الحقيقه لان وهج الحقائق يظل اكبر واعمق من كل الانفعالات والفبركات وسياسة طمس الحقائق، والوعي السطحي حبيس اغوار اللاوعي والرؤية بعين واحده . هل ستبقى حالنا على ما هي عليه؟؟؟ هذا ما يتطلب عمقا فكريا وسياسيا جادا اكثر من اي وقت مضى..... فالىكافة العقول المهتمة بالشأن الوطني والعروبي من قوى وتنظيمات سياسية الى هيئات ومؤسسات عربية واسلامية ومسيحية وصديقه الى الاكاديميين والاعلاميين ندعوكم للانتقال الى حالة الفعل والعمل الجاد والمنتج .هذه الرسالة يجب ان تصل .. لقدآن الاوان لوضع نقطة ولو من الدم في آخر هذا السطر كي نعرف ما لنا وما علينا ، ولكي نتحول الى رموز وطنية فكرية امام الاخطار الكارثية التي تحيط بفلسطين وتسعى لتحويل القدس الى مدينة توراتية بأغلبية يهودية.ولتكشف وجه اسرائيل الفاشي والزائف والمتكلس . *ان القماش الابيض الذي نفصل منه ثوب الزفاف ، نفصل منه ايضا الكفن او رايات الاستسلام، وهذا هو بالضبط شأن الثقافة السلبية السائده عندما تكون موزعة بين القاهر والمقهور بالتساوي. وسيبقى التغيير بمفهومه الضيق الذي نشهده عديم الجدوى اذا استمرت المفاهيم ذاتها ، وجاء شهاب الدين اسوأ من اخيه، وبّدلت الرمضاء بالنار. والذهنية التي ادمنت احتكار الحق والحقيقة والعدل يجب ان تسقط رموزها ... لقد شاهت وجوه الظالمين ...فلا نصر الا بالايمان . وتبقى جروح القدس وفلسطين مفتوحه ونازفة؟ **لا للتطبيع ...لا لاتفاقيات الذل!! .... لا لاتفاقيات سلام ميت من ثلاجات التجميد. *وطني علمني ان اعرف كل الاشياء ... وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة ... حين تكون بدون دماء !!! يا ايها الشرفاء من امتنا: القدس في خطر ...القدس في خطر... الأقصى على شفا الانهيار ... فماذا انتم فاعلون.؟؟؟
dr.mklnab@gmail.com

الملفات