وتلعب التصريحات الفجّة غير المدروسة ، والتسابق في طرح المواقف والاجتهادات والافكار، وعدم القدرة على الحسم والحزم، خوفا أو عجزا دورا كبيرا في عدم وضع استراتيجية لمواجهة التحديات وهي كثيرة وخطيرة.
فقد ترددت مؤخرا أحاديث عن عقد الاطار القيادي، والتوافق على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ودعوات للقاءات في الداخل والخارج لمواجهة السياسة الاسرائيلية القمعية، وما يتهدد الفلسطينيون من أخطار، وأخرى لترتيب البيت الداخلي، وزيارات الى غزة، ومناشدات لوضع حد للمناكفات والاتهامات بين القوى والفصائل.. وعقدت التنفيذية لقاءات عدة، ونقلت وسائل الاعلام وقائع الكثير من المؤتمرات الصحفية، وفي ذات الوقت واصل الناطقون الاعلاميون من كل الجهات "وهم كالهم على القلب" حروبهم، فأين الاستراتيجية اذن، وفي مثل هذه الأجواء، هل هناك نوايا جادة ولضع استراتيجية جديدة؟!
تقول مصادر فلسطينية لـ (المنــار) أن الفلسطينيين لم يتوصلوا حتى الان الى وضع استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات، ولم يقتربوا لانجاز المصالحة، والتوافق، ما زال بعيدا، ولا جدية في كل ما يطرح ويقال ويدعى اليه، مع أن الأوضاع في الساحة الفلسطينية صعبة، والتراجع الفلسطيني يزداد على كل المستويات، والجبهات، وكأن هناك أمرا ما، يدور في الخفاء، وأن القرار الفلسطيني ليس في يد الفلسطينيين، وأشخاص مهمتهم "التوريط" وآخرون وظيفتهم الابقاء على "التخبط" خدمة "لشخوص" قادمة تنتظر "الطوفان".
وتضيف المصادر أن البيت الفلسطيني بحاجة الى ترتيب، بما في ذلك المؤسسات والهيئات والوزارات، وهذا لا يتأتى الا بقرارات حازمة جديدة، قد تطيح بمسؤولين، وربما في دائرة صنع القرار، وترى المصادر أن من بين أسباب هذا التخبط، والاحجام عن وضع استراتيجية جديدة رغم التصريحات "الاستهلاكية"، هو ضيق دائرة التشاور، وحصرها في أيدي بعض، من مصلحتهم استمرار الوضع على حاله من تردد وتخبط ، واستمرار مناكفة، وهذا من شأنه فتح الطرق لن يحاول القفز الى قمة المشهد السياسي الفلسطيني، خاصة في مثل هذه الظروف التي تقول المصادر أنها باتت مواتية.