2024-04-25 12:53 م

قبة في السماء... جحيم على الأرض

2015-10-11
بقلم: سمير الفزاع
فقد النيتو عقله، ماذا جرى في سورية، وكيف أوصلت موسكو جلّ هذه القوات على حين غره؟ منذ متى وهم يُعدون لمثل هذا الإنتشار النوعي الإحترافي؟ سورية التي "أوشكت" على الإنهيار باتت تهدد بإنتصارها كل حلفائنا بالمنطقة، كيف سنضمن أمن "بني صهيون" وتدفق النفط في عروق إقتصادنا الذي يكاد ينهار، من سيخرجهم ويخرجنا من مستنقع الأزمات؟ كنا نحاول ضبط "الحركة" التركية في سورية، واليوم نحن غارقون في محاولة "ضبط" أمنها، وأمن حدودنا التي قد يتدفق عبرها ملايين الأتراك لو تداعى "التوازن" الأمني-السياسي التركي الهش... حاولنا التصعيد بوجه بوتين، فسمعنا ما لا نطيق سماعه!. واشنطن لن تستطيع فعل أي شيء، وجودها في المنطقة يعتبر الأقل منذ عقود، وثلث قوتها البحرية في "سبات" بسبب نقص التمويل، وهي على أبواب إنتخابات رئاسية ضارية، ومثل هذه الحرب فوق طاقتها الإقتصادية... أحرقنا كلّ أوراقنا تقريباً، ولم يبق غير الحرب المباشرة، لكن ماذا بعد الرصاصة الأولى؟. * لا تحاولوا تحديه: في إجتماعاته الأخيرة من الأمم المتحدة وصولاً إلى النورماندي الجمعة 2/10/2015، إختلف بوتين مع زعماء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ألمانيا وإيطاليا... لكن خلاف قاس حصل مع فرنسا بشأن "المعارضة المعتدلة والمعارضة المتطرفة" كاد أن يأت بعواقب كارثية. قال بوتين: لا فرق بين معارضة معتدلة ومعارضة متطرفة، كل قوة قامت على الإسلام التكفيري وحملت السلاح وقتلت في المدن والقرى السورية مدنيين، وحاولت إسقاط النظام أعتبرها منظمات متطرفة مسلحة... وستقوم الطائرات الروسية بقصفها إضافة إلى قصف داعش وجبهة النصرة. وهنا إحتج هولاند: إنك تضرب القوى التي قاتلت بشار الأسد ولم تقوم بأعمال ارهابية، فكما قتلت المدنيين هذه التنظيمات قتلت قوات النظام أيضا من المدنيين بالبراميل. واستمر الجدال حوالي الساعة... حاول بوتين إنهاء الحديث بنكتة "قاسية" لا يمكن أن تثير الضحك: إذا أردتم منع قصف المنظمات التي تسموها المعتدلة فما عليكم إلا إسقاط الطائرات الروسية، وعندها فلتقع الحرب... هل سألتم موسكو حين قصفتم ليبيا بالطائرات وقتلتم المدنيين؟ وهل سألتم موسكو عندما قصفتم العراق وقتلتم مليون إنسان؟ لم تسألوا... الموضوع محسوم بالنسبة لي وما عليكم لحماية تلك الجماعات سوى إسقاط الطائرات الروسية. فإنفعل هولاند وقال: أنا لا أخاف الحرب. وردّ بوتين: أنا أبحث عنها، الطائرات الروسية في سورية، حاولوا أن تقصفوها وستقع الحرب التي لا تخافها. حاولت ميركل تهدأت الأوضاع وإيجاد حل وسط، ولكن بوتين بقي على موقفه بقصف كل المنظمات المسلحة. * معركة القرن: يعمد المخطط العسكري إلى تقدير القوة اللازمة بما يتناسب مع طبيعة وحجم المعركة المنوي خوضها إستناداً إلى معلومات ميدانية لحظية ودقيقة، ثم تبدأ مرحلة الحشد وصولاً إلى المباشرة بالتنفيذ. إستناداً لذلك، أين يكمن موقع المفاجئات الميدانية والسياسية، وهل يمكن "الإمساك" ببعضها في خطة التدخل الروسي، وما هي؟ * خريطة ميدانية متكاملة: المعلومات اللحظية عن إنتشار العدو، وخطوط إمداده، وغرف القيادة، ومخازن الذخيرة، وطبيعة تسليحه، ومراكز شبكة إتصالته... أمر "حيوي" لوضع خريطة ميدانية ناجعة، وللقيام بمعركة منتصرة. منظومة واسعة من وسائل الرصد والإستخبار تكفلت بهذه المهمة: العنصر البشري من أهمها، ولكن أكثرها دقة ولحظية ما توفره صور الأقمار الإصطناعية، والطائرات بدون طيار، ومنظومات التجسس والإعتراض... وهنا أذكر ببعض من أهم هذه القنوات الإستطلاعية: 1- طائرة إستخبارات الإشارة ELINT الروسية Il-20mالقدرة على المسح الأرضي بفضل تجهيزها برادار SAR، إلى جانب إعتراض مختلف الإشارات اللاسلكية المُعادِية، ومنظومات تنصت على الهواتف النقالة والأجهزة الهاتفية العاملة بالأقمار الصناعية، وتحديد مواضع الإشارات الملتقطة... وتكون الطائرات خلال كل مهمة قادرة على التجسس على إشارات الخصم اللاسلكية على مسافة مئات الكيلومترات وبنطاق تردد واسع جداً. 2- أعلنت وزارة الدفاع الروسية إراسل سفينة استطلاع الكتروني ''تجسس'' لمنع أي اختراق إلكتروني لمنطقة العمليات، وهذه السفينة يمكنها تعطيل أي اتصال سلكي أو لاسلكي بقطر يبلغ 10000كم، ويمكنها التقاط كافة الاتصالات بين أبراج المراقبة و الطائرات المدنية و العسكرية. * خطة بلا مفاجئات: عكفت نخبة من العقول الفذة والعابرة للحدود، ومن مختلف التخصصات السياسية والتشكيلات العسكرية، على وضع خطة متكاملة (إستطلاع،حشد،إنتشار...) في "معركة" عقول من طراز رفيع، إستحضرت فيها الخبرات "العتيقة" و"الشابة"... وإستحضرت خطط نقل وإنتشار القوات من الحقبة السوفيتية والروسية... وسخر في خدمتها أحدث ما توصلت إليه الترسانة الروسية من أسلحة ومعدات وتقنيات... إليكم مثالين على هذا الإعداد السياسي-العسكري الرفيع: 1- نظام كراسوخا-4 للحرب الإلكترونية: المهمة الرئيسة لـ"كراسوخا-4" حماية وسائط الدفاع الجوي والمواقع الأرضية الهامة، وأمن مجموعات القوات المتحركة... من خلال إطلاق إشعاع مشوش يسري مفعوله ضمن دائرة قطرها مئات الكيلو مترات ... ويستطيع جهاز "كراسوخا" مثلا، تعطيل إلكترونيات الأ

الملفات