2024-04-20 03:59 ص

فرنسا في دائرة الإرهاب؟! .. الحقائق واضحة والأصابع مكشوفة .. فما هو الرد؟!

2015-11-15
القدس/المنــار/ العاصمة الفرنسية تحولت في يوم أسود الى ميدان للارهاب، وليس للشعب الفرنسي ذنب في ذلك، فهو وضع مقاليد أموره في يد حكومة يفترض أن تبني سياساتها وفق مصلحة هذا الشعب، وبالتالي، نحن نتعاطف معه، وهو الذي تلقى ضربة صعبة، ساحتها عاصمته باريس.
الذي شهدته باريس هو ارتداد ارهابي، لطالما حذرت منه الجهات الصامدة في وجه الارهاب، لانها اكتوت وما تزال بناره وويلاته.
ما شهدته العاصمة الفرنسية هو عمل ارهابي اجرامي، يشكل امتدادا لما يجري في سوريا والعراق واليمن ومصر وفلسطين، وتماما كالعمل الارهابي الذي ضرب في برج البراجنة في لبنان.. لهذا الارهاب أهدافه وأسبابه، وراءه جهات مستفيدة في الاقليم أو في الساحة الدولية، فالعصابات الارهابية مأجورة، تنفذ ما يوكل اليها مقابل المال والاسناد في ساحات أخرى.
ودقة ما حصل في باريس، سيعة انفجارات في أماكن عامة، وبهذه الدقة، في غياب أمني واضح، مع أن أية قوة لا تستطيع منع ارهابي يريد أن يرتكب جرائم.. ثم يموت.
وهنا، يمكن النظر الى هذه الأعمال الاجرامية من زوايا مختلفة، يربطها هدف واحد، بمعنى أن هناك جهات مستفيدة، هذه الاعمال تم الترتيب لها بدقة، ومن خلايا ارهابية لها حاضنتها فردية أو جماعية، داخل فرنسا، واذا ما أردنا الوصول الى الجهة المنفذة والممولة والمستفيدة، يجب طرح بعض الحقائق، اذا كانت الحكومة الفرنسية تجهلها.
لقد شاركت فرنسا وحتى تنفيذ الاعمال الاجرامية في باريس في دعم الارهاب واسناده بكل أشكال الدعم، سلاحا، ومعلومات استخبارية وتأمين مسارات وضخت بالارهابيين الى ساحات بعيدة عن فرنسا وأوروبا بشكل عام.. الى سوريا، وتشكل تحالف يدعم المرتزقة الارهابيين، وتسبب هذا التحالف في قتل وتهجير مئات الالاف عن سوريا، هائمون على وجوههم تحت الصعاب في كل بقاع الأرض، ولم يحرك الشعب الفرنسي ساكنا، لأنه وقف في سياسات حكومته، التي لم تراع مصلحة هذا الشعب.
وتنفيذ العمليات الارهابية في باريس، كان بايعاز من جهة أو جهات معينة، لتحقيق أهداف رسمتها خدمة لسياستها ومصلحتها، لذلك، لا بد من ادراك الجهة المستفيدة، ولماذا، في فرنسا تحديدا، مع أن هناك احتمالات كبيرة أن تتعرض عواصم أوروبية أخرى الى مثل هذه الضربات الارهابية، وهنا، فان الجهات التي احتضنت الارهاب وعصاباته، لقهر شعب سوريا، وغيره، تتحمل مسؤولية ما حدث، والنتائج المترتبة على ذلك.
لقد شهدت الأيام الأخيرة تطورات ايجابية لصالح العمل الجدي في محاربة الارهاب، وحقق الجيش السوري وحلفاء سوريا نجاحات كبيرة في هذا الميدان، وهذا يؤرق الجهات الراعية للارهاب ومنها فنرسا.
لكن، الممولون الرئيسون لهذا الارهاب هم السعودية ومشيخة قطر حيث خزائن الأموال فيهما مفتوحة للعصابات الارهابية التي تضم الالاف من شذاذ الافاق متعددي الجنسيات لتنفيذ خطة تدمير الدولة السورية، في حين قدمت تركيا الدعم اللوجستي وحولت أراضيها الى ممرات للارهابيين باتجاه سوريا، وطريقا لضخ السلاح، أما فرنسا وبريطانيا وأمريكا واسرائيل فهي تشارك بوسائل مختلفة في دعم هذه العصابات الارهابية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، لماذا اختار الارهابيون العاصمة الفرنسية لتوجيه ضرباتهم، ولمصلحة من، وكيف تم ذلك، وما هي الأهداف؟!
أولا.. هناك تقدم في الحراك السياسي الدولي لايجاد حل سياسي للأزمة السورية، والضربات الارهابية وقعت عشية مؤتمر فينا الباحث عن السلام في الدولة السورية، والارهاب ضرب باريس بعد نجاحات كبيرة حققها الجيش السوري ضد العصابات الارهابية.
كذلك، هذه العليات الارهابية، قبل أيام من زيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، المقررة الى العاصمة الفرنسية، اذن، هناك جهات مستفيدة من الارهاب الذي ضرب باريس، لتخويف القيادة الفرنسية، ومنعها من سلوك طريق الحل السياسي للأزمة السورية، حتى تتراجع اذا كانت لديها نوايا طيبة للالتحاق بالجهات الساعية الى تحقيق هذا الحل، وربما كان الهدف، هو دفع فرنسا الى تعزيز دعمها ورعايتها للارهاب، أي مواصلة العداء ضد الشعب السوري ودولته، ومنع أي تقارب بين باريس وطهران.
وبالنسبة للجهات المستفيدة من الضربة الموجعة التي تلقتها عاصمة الفرنسية، فهي تتمثل في المملكة السعودية الوهابية، ومشيخة قطر وتركيا ومجموعات على الهامش تعمل لصالح هذا الثالوث، الذي يرعى الارهاب ويموله.
واذا كانت القيادة الفرنسية صادقة في خدمتها لشعبها ومصلحته، فعليها أولا، أن توقف دعم الارهاب الذي يتمرد على داعميه، ثم ربط ما شهدته باريس، بالدول الممولة الداعمة للارهابيين وفي مقدمتها مملكة آل سعود، وتعمل على حصار هذه الدول واجبارها على وقف تمويلها للعصابات الارهابية، هذا اذا كانت الدولة الفرنسية، صادقة في محاربتها للارهاب، ولديها النوايا الحادة لمعاقبة الجهات التي تقف وراء المجرمين منفذي العمليات الارهابية، في قلب العاصمة الفرنسية فالارهابيون مجرد مرتزقة، ينفذون التعليمات، مقابل أجر، يتلقونه من خزائن المال في الدوحة والرياض، والمساندة الاستخبارية من أجهزة دول عديدة كتركيا واسرائيل وأمريكا وغيرها.
هذه العمليات الارهابية التي وقعت في باريس ما كانت لتقع وتنجح لولا أن هناك أجهزة استخبارية متعددة أعدت وخططت لهذه العمليات حماية لمصالحها، واجهاض أي تحرك لايجاد حل سياسي للأزمة السورية، ان رد فعل الدولة الفرنسية على ما حدث، هو كفيل بكشف الموقف الفرنسي الحقيقي من الارهاب ومموليه وعصاباته.
وسؤال آخر يطرح نفسه، هنا، بحجم الساحة الفرنسية، الثكلى، وهو، هل ستختار الحكومة الفرنسية الى شعبها، وتثأر لما وقع له من العصابات الارهابية ومموليها، أم تواصل اخفاء الحقائق وتتجه الى تكثيف دعمها لهذه العصابات، وتعزيز العلاقات مع مموليها؟! ثم ما هو موقف الشعب الفرنسي من سياسات حكومته الداعمة للارهاب منذ سنوات خمس؟!
الأيام القادمة كفيلة، بالاجابة عن هذا التساؤل، مع تعازينا لشعب فرنسا، الذي يكتوي بنيران الارهاب، الذي شاركت قياداته في صنعه ودعمه وتمويله بكافة الأشكال.