قلنا في (المنــار) أن هبّة القدس، تواصل تطورها ، وصولا الى الانتفاضة الثالثة، من الدهش والطعن مرورا باطلاق الرصاص، وفي حال انتقلت الهبّة الى مرحلة الانتفاضة الثالثة، فان ما يميزها حينئذ العمليات النوعية الصعبة والشمولية، مما يقرب من قطف الثمار وتحقيق النتائج الايجابية، وما يُسرع من عملية الوصول وتصعيد الاحتلال لقمعه، ومستوطنيه لجرائمه، والجيش لعمليات الاعدام ضد الفلسطينيين، فالتصعيد الارهابي، فشل في خنق الهبّة ـ هبّة القدس، ولم تنجح في تطورها ودخول مراحل جديدة في مواجهة الاحتلال وبربريته.
والمؤكد، أن شباب الانتفاضة الثالثة، باتوا محتضنين تماما من جانب شعبهم، وهم ابتعدوا من كل عوامل افشالهم واجهاض هبتهم المتطورة، يرفضون الانضواء تحت هذا الفصيل أو ذاك خشية الحصار، وسد المسارات، وأن يتحولوا وقودا لمصالح هذا الفصيل أو ذاك، لذلك، لم يضعوا أنفسهم في "خانة الانقياد"، هم في الطليعة، ومن يريد اللحاق فالأبواب مفتوحة، وهذا يعني درجة الوعي التي يتمتعون بها، مدركين، برامج الآخرين ومصالحهم، وارتباطاتهم وغاياتهم، فكسر الشباب الجمود، وردوا على ادعاءات ومقولات الاحباط واليأس، انهم، القادة، ومع كل تطور يزداد قلق الآخرين، فالقيادة في الساحة هي الآن بانتظار ما ستفرزه حالة التأطير، فقد أثبتوا أنهم جديرون بالقيادة، وفاهمون لكل المعادلات، مدركين تماما الأهداف التي يريدون الوصول اليها، بعد أن عجز الآخرون عن الوصول اليها.