واذا كان هناك تعذر ـ غير مبرر ـ عن تحقيق المصالحة، وتفعيل منظمة التحرير وانضواء الجميع تحت لوائها.. فان الضرورة تستدعي تشكيل الاطار القيادي وتفعيله وتحميله مسؤولية مواجهة التحديات، فلا يعقل أن تتباين المواقف وتتشتت القيادات.. وتتسابق فيما بينها لتحقيق مصالح شخصية، وفي ذات الوقت لا يجوز وليس حكيما أن تنفرد قيادة باتخاذ القرارات، وادارة دفة المسيرة، في هذه المرحلة العصيبة.
فالاطار القيادي الموحد، هو الذي يتحمل المسؤولية، وقراراته ملزمة للجميع، فهو لا يقصي أحدا، ولا يشطب تيارا، وانما يضم الجميع تحت جناحيه وعدم الاسراع في تشكيله ومنحه الضوء الأخضر للحركة تحت جناحيه وعدم الاسراع في تشكيله ومنحه الضوء الأخضر للحركة وصمة عار في جبين كل التيارات السياسية في الساحة الفلسطينية، فلا يجوز الانفراد في اتخاذ القرارات والمواقف، خاصة بعد أن سبق جيل الشباب تلك التيارات في العمل والتحرك، والانطلاق نحو مواجهة الاحتلال لافشال خططه، واختصار المسافات لتقريب موعد كنسه ودحره.
وما يتطلع اليه الشارع الفلسطيني، هو أن يبتعد هذا التيار وتلك الجهة عن احتكار القرارات واتخاذ المواقف، فالساحة للجميع وتفاديا للاخطاء التي ستكون كارثية وقاتلة، لا بد من التلاقي تحت لواء الاطار القيادي الذي يضم الجميع.
هناك أخطاء كبيرة، وان لم يعترف بها هذا التيار أو ذاك، وتجميلها أو التخفيف عن وطأتها وآثارها السلبية غير جائز، أيا كانت الأهداف، فالمرحلة لا تحتمل تأويلا ومواربة وضبابية، فهي تستدعي الوضوح والصراحة العمل الصادق والنوايا السليمة، فالصورة بكل عناصرها واضحة وضوح الشمس، وعدم التلافي خطيئة وجريمة تصل الى حد الخيانة، وأي تيار منفردا لن يحقق نتائج ايجابية، ولن يوصل الى الأهداف السامية، والانفراد يدفع الى التهلكة ، وهذا ما يسعى اليه الاحتلال، ان خطورة المرحلة تفرض على الجميع احترام الذات، واحترام وعي الشارع، وغير مقبولة "المتاهات" التي باتت تتحكم في التيارات المتباينة.
ان تشكيل الاطار القيادي الموحد، سيفتح الطريق أمام محاولات وجهود تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية، وتفعيل منظمة التحرير، وما عدا ذلك، هو نكوص وهروب وتجاهل للحقائق، وخيانة للشعب الذي يعتقد البعض أنه مزرعة، وتحت امرته، وعليه "واجب الخضوع" ودعم وتأييد الأخطاء، ورفع الشعارات الزائفة.