2024-04-20 05:49 ص

ديموقراطية الفوضى والخراب!!

2015-11-24
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
لا يزال الوطن العربي يعيش في بعض أجزائه على صفيح ساخن منذ أكثر من اربع سنوات ونصف جراء الثورات العربية المزعومة بدعم من بعض الدول التي تدعي تعميم الحرية والديموقراطية ونماذجها في الوطن العربي حتى الآن مستخدمة بعض الممالك والإمارات والمشيخات والدول المرتزقة كأدوات لتنفيذ مشاريعها في المنطقة العربية ، فهل نجحت تلك الثورات المزعومة في تقديم النموذج الديموقرطي والحر في الدول التي استطاعت من خلالها أن تسقط فيها الأنظمة والحكومات ، أم أن للمسألة وجوها أخرى ومآرب مخفية بعيدة عن كل تلك الشعارات الطنانة التي تتبجح بها بعض الدول التي تنادي بتنفيذها وهي أبعد ما تكون عنها الآن سجلها حافل بالمجازر والإجرام في كل الدول التي دخلتها ، فهل نعد أن ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان وفي فيتنام في مرحلة تاريخية سابقة أنها جاءت بالحريات أم أنها خلفت الدمار والقتل والدماء في شوارع تلك المدن التي دخلتها . بعد أن نجحت بعض الفبركات والثورات المزيفة المزعومة في بعض الأقطار صدّق بعض المتآمرين ذلك معتقدين أن بإمكانهم فعل ذات الشيء في سورية ،مع العلم أن بعض المرتزقة المدعومين من الخارج هم من استعملوا كأدوات في المؤامرة التي حصلت ومع اعتراضي بالأساس على تسمية ما حصل في معظم الدول العربية بالثورات لأن ما حصل كان عبارة عن مخطط وضع بهدف الإطاحة بزعماء المنطقة العربية لإعادة تشكيلها من جديد حسب المخططات الموضوعة وتقسيم المنطقة بشكل يوافق الإدارة الأمريكية والدول الغربية من خلال سايكس بيكو جديد والإتيان بأشخاص يتزعمون البلاد يقدمون كل ما تطلبه منهم الإدارة الأمريكية حماية لإسرائيل وأمنها ، فهل ما حصل حقيقة في تونس ومصر وليبيا ثورات ؟؟؟؟ وهل كانت تلك المظاهرات بريئة ومطالبها بالحرية والديموقراطية كانت نابعة من ذاتها فعلا أم أن هناك من يقف خلف الستارة ويحرك اللاعبين والأدوات ...؟ . وما حصل ويحصل في تلك الدول هي أن بعض المرتزقة قد ركبوا الموجة لتنفيذ المخططات والمؤامرات التي حيكت خيوطها في الغرف السوداء ورصدت لذلك أموالاً طائلة فكانوا أدوات رخيصة في تنفيذ الأجندات الخارجية . ونحن نتساءل هل ما يحصل من اقتتال يومي في بعض تلك الدول التي اسقط نظامها له علاقة بالديموقراطية والحرية التي طالبت بها تلك الشعوب ، وهل الديموقراطية تعني الفوضى والانفلات الأمني وهيمنة العصابات المسلحة والمجرمين واللصوص على بقع متناثرة من هذا البلد أو ذاك ... الديموقراطية بالتأكيد ليست كذلك ولكنها إذا كانت على هذا النحو فهي تحمل الدمار والتخريب والفوضى التي لا تريدها تلك الشعوب وتتبرأ منها ومن أعمالها التي تسلب الأمن والأمان منها ومن بلدانها .
*كاتب وصحفي سوري 
marzok.ab@gmail.com