2024-04-26 01:04 ص

روسيا المتجددة ( الناعمة والخشنة )!!

2015-11-24
بقلم: حاتم استانبولي
روسيا المتجددة في عهد الثنائي بوتين وميدييف . المتتبع للسياسة الروسية بعد تولي بوتين الرئاسة , يلاحظ ان تغييرا جوهريا قد طرا علىيها. حيث ومنذ اقصاء يلتسن , والذي لعب دورا مع الثنائي جورباتشوف وشيفارنادزه في تدمير الأتحاد السوفييتي , ومن ثم تحويل روسيا الى دولة غير فاعلة وأتبعها للسياسة الغربية , فاصبح مطلوبا التغيير في روسيا , ودفع ببوتين رجل المؤسسة العسكرية والأمنية ليعيد بناء السياسة الروسية على الصعيدين الداخلي والخارجي. وبدأ اعادة البناء باتباع سياسة السرعة ولكن ببطء , هذه السياسة التي انتجت من خلال عمل هادىء في الشكل, ولكن كانت هنالك خلايا تعمل ليل نهار في مراكز الأبحاث الأستيراتيجية السياسية والعسكرية والأقتصادية لأعادة تاهيل روسيا الأتحادية من جديد. ويعيد لها موقعها ودورها الطبيعي في السياسة الدولية, كونها اكثر دولة قدمت من اجل السلم العالمي, حيث قدمت اكثر من 25 مليون شهيد في الحرب الوطنية العظمى ضد النازية ,وجنودها هم من دخلوا الرايخستاغ مقر هتلر في برلين , وفي هذا العام , وجه بوتين تحذيرا واضحا للدول الغربية وخاصة للمملكة المتحدة , من ان محاولات اعادة صياغة التاريخ ستواجه من قبل موسكو بحزم .وهذا جاء بعد ان عرضت الBBC تقريرا عن الحرب العالمبة الثانية, لا تشيرفيه لدور الاتحاد السوفييتي في انجاز الأنتصار التاريخي على النازية , كون الأتحاد السوفييتي خرج من الخريطة السياسية الدولية , فجاء تحذير بوتين في خطابه ومن على المنصة التي وقف عليها كل زعماء الأتحاد السوفييتي من لينين , مرورا بستالين وبريجينيف واندروبوف, وكل قادتهم التارخيين وأطلق تصريحا واضحا وحازما , وتلته عدة مواقف كان واضحا ان روسيا بدات تنتهج سياسة المواجه الناعمة مع الغرب وسياساته. فعلى الصعيد السياسي , كان واضحا تصريح بوتين بخصوص ليبيا, بأن سياسة استسهال استخدام القوة سيؤدي الى مخاطر مباشرة على السلم العالمي , وهذا التصريح كان بداية للتغيير الملموس للسياسة الروسية , ويبدو انها ادركت ان المحور الغربي يتعاطى مع روسيا كدولة مسلوبة الارادة ولا بعير اي اهتمام لمصالحها الحيوية. فما كان منها الا أن توجهت للصين لتقييم معها حلفا سياسيا واقتصاديا وعسكريا , انعكس في انشاء دول البريكسو وكذلك اخذ قرار بانشاء بنك دولي يخص البريكس لاقراض الدول الفقيرة والنامية , اما على صعيد السياسة الخارجية فكانت هنالك نقطتين يمكن لهما ان يواجها الغرب بهما, الملف النووي الأيراني وكذلك الأز مة السورية , فالملف النووي الأيراني وانجاز التسوية التي حققت لأيران أحقية في الأستخدام السلمي للطاقة النووية , ومشروعية قانونية للتعاون النووي الأيراني الروسي وفتح السوق الأيرانية وفك القيود عنها هو في المحصلة انتصار للسياسة الناعمة الروسية -الصينية. اما على صعيد الملف السوري فان المجابهة كانت اكثر وضوحا حيث استعمل الثنائي الروسي الصيني الفيتو عدة مرات لتاكيد ان السياسة الأنفرادية الغربية بالتلاعب بمصير شعوب المنطقة لن تمر. وان السياسة من خارج المؤسسات الدولية سوف تجابه بصورة حازمة . فقام الحلف الغربي بالرد على السياسة الروسية بأوكرانيا من خلال دعمها للأنقلاب على الرئيس المنتخب , فجاء الرد سريعا وحاسما بضم شبه جزيرة القرم , واخذت الدول الغربية قرارات تصعيدية لمحاصرة روسيا والتي على ما يبدو ان روسيا كانت مستعدة لها على الصعيد الداخلي. واستمرت بسياسة انجاز توقيع الأتفاق النووي التي كللت بالنجاح . وبدأت ملامح التنسيق الروسي الايراني للتدخل المباشر لمواجهة ادوات الغرب على الأرض السورية . وأتخذ قرار التدخل العسكري المياشر سريعا وحاسما وواضحا, واعلن عنه من على منصة الأمم المتحدة, وأعلن ان كل من يحمل السلاح خارج الجيش العربي السوري هو غير شرعي . وبدأ بتوجيه ضربات للتنظيمات الأرهابية, وسرعان ما كشف زيف وكذب دول التحالف, وكشف معلومات مهمة وموثقة توضح مشاركة ودعم بعض دول التحالف الأقليمية والدولية لداعش واخواتها .وخرج من اجتماع العشرين ووقع قرارا باستخدام القاذفات الأستراتيجية لقصف مواقعها بسوريا , والمدقق في ما يجري في سوريا من عمليات قصف من البوارج في بحر قزوين, والغواصات في المتوسط, والقاذفات الأستراتيجيةمن قواعدها في روسيا, يدرك ان رسائل في اتجاهات عدة تحملها هذه القرارات, واهمها ان روسيا على استعداد للذهاب بعيدا في حربها , وانها تملك من الأمكانيات ما يؤهلها لهذه المواجهة. أما عن تصريح الكرملين, ان الطائرة الروسية اسقطت نتيجة عمل ارهابي , وانها ستلاحق الأرهابيين وداعميهم, وستستخدم حقها القانوني الدولي في الرد على مصادر الأرهاب .فان هذا التحذير يحمل تهديدا جديا لبعض دول المنطقة, والتي لا تخفي دعمها للمنظمات الأرهابية, وعليها ان تأخذه على محمل الجد . وكنتيجة فان روسيا اليوم بالتاكيد انها ليست روسيا الأمس. وكل يوم تؤكد ان حضورها في تقرير السياسات , وتغيير مجرياتها عمل قائم عن وعي بضرورة مواجهة التغول السياسي لسياسيي الغرب, الذين يعملون ضد مصالح شعوبهم, وشعوب العالم. ويتلاعبون في مكونات الدول ويستحضرون النزعات الفاشية والهمجية للأنقضاض على انجازات الأنسانية, في الحرية والعدالة والديمقراطية .اما عن زيارة بوتين لأيران ومقابلته المرشد الأعلى اولا , فانه يؤكد دعمه لسياساته المناهضة للعدوان والتخريب وارسال رسالة واضحة , ان لا خلاف بوجهات النظر بما يخص سوريا , وانهم ذاهبون للنهاية, في الحفاظ على الدولة السورية .والأتفاقات التي وقعت معها في كافة المجالات تؤكد عمق المصالح المشتركة الممتدة من بحر قزوين الى البحر المتوسط . وأكد ان السياسة الناعمة في الملف الأيراني, أخرجتها الى العالم لتلعب دورا مع حليفتها في سياسة المواجه في الملف السوري .وادرك الغرب ان خروج ايران من الحصار كان مصلحة روسية ايرانية .