2024-04-25 09:05 ص

ماذا تنتظر الفصائل الفلسطينية؟!

2015-11-24
القدس/المنــار/كتب المحرر السياسي/ أطفال وفتيان، أشبال وزهرات يعدمون يوميا على أيدي الاحتلال الاسرائيلي جنودا ومستوطنين، وتعليمات وحشية وقمعية من قيادات اسرائيل السياسية والأمنية والعسكرية، لتنفيذ المزيد من هذه الاعدامات على امتداد محافظات الوطن.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هو، ماذا تنتظر الفصائل الفلسطينية التي ملأت أرجاء الأرض صراخا وتصريحات نارية، فصائل منشغلة في ترتيب الأولويات والأجندات الخاصة، والتراشق بالاتهامات بعيدا عن الاجواء والاحداث التي تعيشها الساحة الفلسطينية؟!
لماذا لا تهبّ الفصائل الفلسطينية لنجدة هذا الجيل الذي يقود هبّة القدس، لماذا لا تشارك دفاعا عن جيل الغضب الذي يقدم التضحيات ردا على تعنت الاحتلال وممارساته العدوانية القمعية؟!
هذه الهبّة المستمرة منذ بداية أكتوبر، تعري كافة الفصائل التي تتسابق تنظيرا وحرصا زائفا وادعاء بأنها تقدم الكثير، وهي في الحقيقة، تقف متفرجة، تنتظر "تجيير" ما يحدث، وقطف ثمار تضحيات جيل الانتفاضة الثالثة، لدى هذه الفصائل الكثير لتفعله، لكنها، تحجم عن ذلك، لأنها وقعت في أفخاخ وكمائن التحالفات الغريبة المشبوهة، ووضعت كل البيض في سلال الخبثاء، وتنتظر "مكسورة" مهانة، جهود هذه الجهة أو تلك لانجاز هدنة طويلة الأمد، ثمنها، محاصرة النضالات، والتخلي عن المقاومة وروحها، أو تلهث وراء أطراف عدوانية، لنصب طاولة التفاوض من جديد، وهي لم تدرك بعد، أنها لن تحصل على شيء "عليه القيمة".. وانما ضياع المزيد من الوقت والفرص، والاكتفاء بالاستئثار بكراسي الحكم في ساحة محتلة.
ان تطورات الأحداث، لن تكون في صالح تلك الفصائل المتفرجة، وستجد نفسها، أمام تحدي هذا الجيل الذي سيفرز قيادات حقيقية، ويرسم معادلة جديدة، تخرج القيادات الفصائلية، خارج المشهد السياسي، ولن تنعم، بسيطرة أو اتخاذ قرارات، ولن تكون قادرة على تبرير مواقفها المتمثلة بالابتعاد عن الهبّة الشبابية، وفي ظل الموقف الخانع، من جانب هذه القيادات، قد تتجه عناصر هذه الفصائل للحاق بالهبّة المستمرة، كسرا للقيود المفروضة عليها، وتمردا على قرارات ومواقف غير مبررة، في الساحة الفلسطينية حالة مخاض، وما ستسفر عنه، سيحدد شكل وعناصر وهوية المشهد السياسي الفلسطيني القادم بلا ريب، الذي سيحطم أدوات كثيرة لم تكن يوما على مستوى المسؤولية، مرتهنة للغير، متوهمة أنها ستظل ممسكة بعنق هذا الشعب، هذا الوهم الذي يبقيها حتى الان خارج دائرة النضال الفعلي، دائرة دعم جيل الانتفاضة الثالثة، الذي انتفض ردا على همجية الاحتلال ورفضا لسياسات باتت بالية، مدمرة جلبت الكوارث والويلات، وشجعت الاحتلال على مواصة سفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وسرقة أراضي هذا الشعب ، والاعتداء على مقدساته وقدسه التي تئن تحت برامج ومخططات التهويد وتغيير المعالم وسياسة التهميش والتقزيم!!
ان التحريض الاعلامي ، لا يكفي، ولا يؤدي الهدف المنشود، حيث تكتفي الفصائل بالمشاهدة من بعد، تمارس عمليات حسابية لتعداد شهداء هبّة القدس، وتحجم في الوقتا ذاته عن المشاركة الفعيلة، حماية واسناد للأشبال والزهرات وفتية فلسطين.