2024-04-24 08:30 ص

«القيصر» في ضيافة «المرشد»: نحن لا نطعن حلفاءنا

2015-11-25
كثيرة هي الدلالات التي حملتها زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لطهران، وما خرجت به التصريحات الروسية والإيرانية إن على مستوى الشراكة الاستراتيجية، او في ما يتعلق بمجمل القضايا الإقليمية.
وفي خضم تحوّلات إقليمية ودولية كبرى، على خلفية الحرب الكونية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية ـ داعش»، ودخول العلاقات الإيرانية ـ الاميركية مرحلة «السلام النووي»، والدخول الروسي المباشر على خط الصراع الجيوسياسي في الشرق الاوسط، جاءت زيارة «قيصر» الكرملين لإيران، وهي الاولى منذ العام 2007، لتضع النقاط على الحروف في الكثير من القضايا، بدءاً بمرحلة ما بعد اتفاق فيينا النووي، مروراً بسوريا، وصولاً الى التعاون الاقتصادي سواء على المستوى النفطي أو على مستوى التبادل التجاري، عبر مقترح إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية والاتحاد الأوراسي.
وعلى المستوى الاستراتيجي، بدت زيارة بوتين لطهران بمثابة الحجر الأساس لتحالف ـ او «شراكة» بحسب الأدبيات الروسية ـ بين قوّتين دولية وإقليمية تقارعان محاولات الهيمنة الاميركية، وهو ما عبّر عنه بوتين برسائل مباشرة وغير مباشرة للقيادة الإيرانية، أبرزها قرار الكرملين رفع الحظر المفروض على توريد التكنولوجيا النووية لإيران، وتأكيد بوتين أن بلاده «لا تطعن حلفاءها من الظهر» و «لا تعمل ضدهم خلف الكواليس» كما يفعل الآخرون، في إشارة الى الولايات المتحدة.
وعلاوة على الجانب السياسي، فقد كانت للزيارة جوانب اقتصادية لا تقل أهمية في بعدها الاستراتيجي، وتتمثل في ما صدر من مواقف خلال منتدى الدول المصدّرة للغاز الطبيعي، او ما يعرف باسم «أوبك ـ غاز»، في دورته الثالثة، وخصوصاً لجهة التأكيد على الثقل الذي تمثله الدول المشاركة في هذا التكتّل على مستوى سياسات الطاقة، وعلى اهمية التكامل الاقتصادي بين هذه المجموعة الإقليمية والتكتلات الاقتصادية الأخرى، كـ«منتدى شانغهاي» و«مجموعة الدول المطلّة على قزوين»، وتجمّع «بريكس»، و«الاتحاد الأوراسي».
وبالإضافة الى الأبعاد الاستراتيجية، فإن زيارة بوتين، التي تأتي في خضم «عاصفة السوخوي» في سوريا، قد أتت لتغلق الباب امام تأويلات غربية (وكذلك عربية) لبعض التصريحات التي صدرت في الفترة الاخيرة عن مسؤولين إيرانيين، وتراوحت ما بين الانتقادات والتحفظات على المقاربة الروسية للأزمة في سوريا، حيث جاءت اللقاءات التي أجراها الرئيس الروسي في طهران لتؤكد توافقاً تاماً في وجهات النظر الروسية - الإيرانية إزاء هذا الملف، عبَّر عنه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي حين خاطب بوتين قائلاً إن «الإجراءات الروسية في سوريا زادت مصداقيتكم ومصداقية روسيا في المنطقة والعالم»، وأكده الرئيس الروسي حين أشار إلى أن «عمليتنا العسكرية في سوريا تجري بالتنسيق التام مع إيران ولولاها لكان من المستحيل تنفيذها».
وفي محور زيارة بوتين لطهران ساعتان أمضاهما الرئيس الروسي مع مرشد الجمهورية الإسلامية لتبادل الضمانات وتوضيح المواقف في ملفات ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، والانخراط الروسي المتزايد الذي قد يتجه نحو النزول في البر السوري، والتحدث بصوت واحد بشأن الخلافات التي أثارتها تصريحات قادة الحرس الإيراني من شكوك في نيات الروس السياسية حيال الرئيس بشار الأسد، وعدم تطابق مواقف موسكو مع طهران في التمسك ببقاء الأسد في منصبه في منتهى المسار السياسي الذي اتفق عليه في فيينا، في وقت لم تعمّر فيه المبادرة الإيرانية طويلاً، خصوصاً أنها لم تملك عناصر التأييد الكافية للانطلاق، بما فيه من القيادة السورية، والمشاركة في المبادرة الروسية نفسها.
وبدا واضحاً ان ما صدر عن الزعيمين الروسي والإيراني قد وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بهذه المسألة، بالقول إنه لا يحق لأحد ان يفرض شيئاً على الشعب السوري. وتصدت الزيارة لمهمة تبادل تطمينات كان لا بد منها للطرفين بعد التفاهم على الملف النووي الإيراني.
وفي لحظة تزايد النفوذ الروسي في سوريا، لا يبدي الإيرانيون اعتراضاً على نزول الروس في البر السوري، الذي يفترض المزيد من المنافسة على تحديد جهة الحل والإمساك بواجهة المتوسط الشرقي، وتطوير العمليات العسكرية في سوريا.
وثمة تقديرات إيرانية بأن الاجتماع بين الزعيمين أتاح إيضاح هذه النقاط، فضلاً عن اعتقاد إيراني بأنّ الروس لن يكرروا أخطاء أفغانستان بالذهاب بعيداً في عملية برية.
وعكست التصريحات المتبادلة بين خامنئي وبوتين أن الجانبين توصلا الى تفاهمات بشأن مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورحب خامنئي «بتوسيع التعاون الثنائي والإقليمي والدولي» بين إيران وروسيا، «مثنياً» على «التواجد المؤثر لموسكو في القضا