2024-04-20 04:01 م

متمسكون بالنصر وإن طالت الحرب ...

2015-11-26
بقلم: جمال العفلق
ولدنا أحرار وسنعيش أحرار حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، هذا لسان حال كل المقاومين على الأرض وهذا لسان حالنا في سورية ، لم يعد مقبولا اليوم ان نتحدث عن اي شيء سوى اننا في حالة حرب مفتوحة فرضت علينا ولم نختارها ولكن بالتأكيد لن نقبل ان يفرض علينا الإستسلام . لقد كانت الأحداث الأخيره اختصار لحرب خطط لها منذ سنوات ، وبدأ تنفيذها منذ خمس سنوات تقريبا ، اجتمع العالم علينا وقرروا اعدامنا – دول دخلت الحرب العدوانية على الشعب السوري بأموالها وسلاحها ومرتزقتها وأخرى رضخت للقرارات الظالمة بحق الشعب السوري ففرضت حصار اقتصادي واعلامي واخرى التزمت الصمت امام جرائم بالجمله بحق الانسانية وبحق الانسان السوري . واليوم سقطت كل الاقنعة ولم يعد ينفع ذلك الخطاب الكاذب للمنافقين الذين طالما قالوا انهم يدعمون مطالب محقة للشعب السوري ، فأردوغان العميل للصهيونية وصاحب الحزب الارهابي الذي يدعم عصابات الموت في سورية كشف عن مطامعة واليوم يدعي انه يريد حماية المدنيين من التركمان في سورية وهو يعلم كما يعلم اسياده ان تلك المنطقة خالية من كل اشكال الحياة المدنية ومن هو فيها هم عصابات الموت والقتل الارهابية التي تنفذ تعليمات اسيادهم في واشنطن . أما الامريكان اصحاب المشروع فقد تلاعبوا بالعالم واستخدموا كل طرق الكذب والتلفيق من خلال وسائل اعلام رخيصة كانت تصنع الخبر وتنشره ورغم السقوط الاعلامي والفشل في صناعة الكذب الا انهم استمروا في دورهم دون خجل او احترام لعقول الناس – أعتقدت الادارة الامريكية ان اسقاط دمشق اعلاميا كما حدث ابان الغزوا الامريكي للعراق واسقاط بغداد قبل دخول الجيوش عليها هو امر ممكن . فكانت الحرب الاعلامية اشد قسوة على السوريين ، ولم يتوقف الدور الامريكي على الاعلام فقط فقد استطاع الامريكان اخضاع المال العربي ودفعة باتجاه تمويل الارهاب واستطاع الامريكان تحويل الاراضي العربية المجاورة لسورية الى مراكز لانطلاق العمليات الارهابية ضد الشعب السوري فكانت غرة موك في الاردن كما كان هناك خلايا في لبنان لتسهيل وصول السلاح والمال والارهابيين كما تركيا صاحبة المصلحة في تدمير الشعب السوري والحالمة باقتطاع ارضاي سورية لتكون بداية توسعه للعثمانيين الجدد المتعطشين للدم والقتل كأسلافهم . أما حال العرب فالحديث يطول ويعلم العالم حجم خيانتهم لكل عهود الاخوة – والجامعة العربية اثبتت دورها التقسيمي وفشلها في ادارة الازمات العربية ومساهمتها في تدمير سورية ومن قبله ليبيا واليمن والعراق حيث قاد الجامعة العربية وزير دول يقال عنها قطر . وسجلت الجامعة اسوء مرحلة ليس بتاريخها فحسب بل بتاريخ الانسانية عندما قامت الجامعة بتقديم الشعوب العربية على مذبح الاطماع الصهيونية . واليوم بعد كل هذه الجرائم وبعد انكشاف كل الادوار يعلن العالم تمسكة بأشخاص يقول عنهم معارضة سورية ويعد السوريين فيهم ، فأي معارضة هذه التي تستقوي بكل اعداء وطنها وأي معارضة هذه التي لا تملك من حق اتخاذ القرار واي معارضة هذه التي تدعم الاعتداء الصهيوني والتركي على سيادة وطنها واي معارضة هذه التي تتجاهل الشعب بأكمله ؟؟ وأي معارضة هذه التي سيقبل بها الشعب السوري بعد ان صفقت للقتل ولجرائم النصره وداعش وجيش الاسلام والقائمة تطول ؟؟ ان اسقاط الطائرة الروسية بعد تلقي داعش وتركيا ضربات متتاليه وشعور تركيا بالقلق لان النفط السوري المجاني لن يصل اليها بعد تلك الضربات وتراجع العصابات الارهابية وخسارة مطارة كويرس كل هذا اجبر اعداء سورية على كشف مطامعهم واليوم على المعارضة السورية ان كانت وطنية وحصادقة ان تغادر اسطنبول فهل يريدون اعتراف واضح اكثر من تصريحات الارهابي اردوغان بانه يريد اراضي سورية بحجة حماية التركمان السوريين ووضعهم في مواجه الاكراد لحماية تركيا وطبعا كل هذا بالتنسيق مع اميركا ومكاتب الموساد التي تحرك العمليات ضد سورية في الاراضي التركية . أما نحن فمتمسكون بالنصر ومتمسكون بالحياة والنصر قرارنا فبعد هذه الحرب الطويله وبعد ان قدمنا الشهداء وحاربنا الارهاب بالنيابة عن شعوب الارض لا حكوماتها وبعد كل الذي مر علينا فلا اعتقد اننا سنتراجع او نقبل باتفاق تسوية ، وعلى شعوب المنطقة ادراك الواقع وان اي تراجع اليوم هو تسليم لدماء الشهداء ، وتنازل عن حق النصر ، نعم حجم الدمار كبير ولكن لذة النصر اكبر .. وعلى الانسان العربي تحطيم وهم القوى العظمة ووهم الجيوش التي لا تقهر فقد اثبتت التجارب ان الارادة على القتال لا تعتر بحجم الخصم اذا كان اصحابها على حق كيف الذين يدافعون عن وطنهم . قلنا ومازلنا نقول ان الحرب على سورية لا تعني السوريين فحسب بل كل شرفاء العالم وان وجه العالم سيتغير وسوف تتبدل التحالفات بناء على نتائج هذه الحرب . وان كنا نعلم مدى قبح الحرب وما تخلفة من دمار واوجاع والام ولكن عذرنا اننا لم نعتدي بل ندافع عن حقنا وارضنا . والحرب اليوم ليست على امتار ارض او على بحيرة ماء او بحر من الغاز بل هي حرب وجود انساني وحرب تحرير العقول من التبعية العمياء للصهيونية واميركا .. وحرب احقاق الحق وتنظيف العقول من جمودها ومن تراكمات التاريخ المشوه حيث استطاعت الصهيونية زرع الكراهية بين شعوب المنطقة الذين انجروا الى نزاعات طائفية وحروب وهمية خلفتهم عن الحضاره اكثر من الف عام . متمسكون بالنصر وإن طالت الحرب – فالامور بخواتمها والنصر قادم ما دمنا خلف الجيش السوري والمقاومة خط الدفاع الثاني نحمي ظهرهم من الغدر ونضمد جراحهم .