2024-03-29 06:48 م

حادثة هي الأشنع ... هكذا فقد طفل ديانا حداد "المشي"

2015-11-28
يخرج من منزل والديه والغضب في عينيه واصفاً إيّاهم بـ "الموضة العتيقة". يشتُم بصوت عالٍ ويرفض الإستماع الى نصائح من لم يغمض لهم جفنٌ إلّا وهو نائم بدفء في سريره. طفل ديانا حداد، يشبه أي مراهق، اعتقد أن الأهل أعداء في وقت لم يكن عدوّ... إلّا نفسه.
اختار المخرج فادي حداد والفنانة ديانا حداد أن يبتعدا عن قصص العشق والغرام والحبّ المجنون في قصص الفيديو كليبات التي أصبحت "روتينيّة" نوعاً ما، ليقدّما عملاً يعيد الى ذاكرة كلّ من تخطّى العشرين من عمره، لحظات كنّا لنَمحوها لو عادت بنا الأيّام الى الوراء.
حملت ديانا "الأرملة" في عيونها قلق كلّ والدة تهتمّ بمصير أولادها، فاستطاعت أن تنقل بوجهها المنقّش بالخوف، حياة الأمّ التي تنتظر بلوعة رجوع أبنائها الى المنزل.
حاولت ديانا أن تقنع طفلها بعدم ركوب الدراجة النارية، لكنّها لم تفلح، فأدار ظهره غير مبالٍ ومضى... أمّا هي، فعادت برأسٍ مخضوع للقلق الموجع لتستذكر كلّ ما عاشته بقربه من طفولته الى أن أصبح مراهقاً متهوّراً.
أمّا المخرج، فاستطاع أن يعيد قصصاّ روَتها أمّهاتنا على أسرّتنا لتهدّئن بأصواتهنّ الحنونة مخاوف ليالينا، وليالٍ أخرى كثيرة أبعدنَ فيها "الحرارة" عن بشرتنا التي لطالما زعزعت كيانهنّ وأخافت قلوبهنّ.
نقل لنا كليب "يا بشر" لحظات لم نعشها مع أمّهاتنا... لحظات كنّا نلجأ فيها الى التدخين والمشروب والعادات المضرّة، في وقت لم يكِنَّ لها بال ولم تجفّ لها عين لأنّ قلبها يشعر بأخطائنا فيمزّقها إرباً إرباً...
وفي نهاية الكليب، "تجنّ" ديانا إثر خبر حادث ابنها الذي أفقده القدرة على السير... فركضت مسرعة لتلاقي جسده المرتجف وتكون أوّل من يضحّي بحياته لقيادة كرسيّه النقّال تماماً كما كانت يداها تهزّ ذاك السرير الخشبي الصغير.
كتبنا هذا المقال، لا لنشكر "الثنائي حداد" على العمل الراقي الذي قدّماه لتوّهما فحسب، إنّما لنلفت غيرهما من الفنانين الى استثمار فنّهم وقدرتهم على الوصول الى كل منزل، لتوعية أجيال يمكنها أن تقضي على أنفسها وهي لا تعلم!
فكم منّا يتمنّى لو يعود الى سنّ "الطعش" ليقبّل أيدي والديه معتذراً على كلّ الدموع التي ذرفت لأجله وهو... "لا شايف ولا سامع"! mtv