2024-04-18 08:53 ص

ركائز واختراقات اقليمية ودولية في الساحة الفلسطينية

2016-01-23
القدس/المنــار/ سباق اقليمي ودولي على اعتماد ركائز في الساحة الفلسطينية، رغم وجود اختراقات غريبة، والاقبال كبير من جانب عدد من القيادات من كل لون وصنف على الفوز برضى هذه الدولة أو تلك، وبشكل أوضح مباركة هذا الجهاز الاستخباري أو ذاك، وبمعنى أدق، العديد من القيادات والشخصيات باتت ممثلة لرعاتها داخل السلطة وفي الساحة، فهذا مبدع في كتابة التقارير لجهاز أمني في دولة عربية، وذاك يتمتع بسرعة هائلة في الحج الى عاصمة غربية ليضع على طاولة جهازها الاستخباري ما جمعه من معلومات، وآخرون لهم وسائلهم الخاصة في اثبات اخلاصهم لموقف الدول التي تبنتهم، ومنهم، من يتصل مباشرة، وبعضهم عبر وكيل برتبة أكبر أو سيط له خبرة أو أقدمية، مهمته الاتصال والاستقبال ودفع "الماهية".
يتداول الشارع الكثير من الاحاديث الخاصة بهذه الظاهرة، فهذا أردني وخر يعمل مع السعوديين الوهابيين، وثالث يرى في أبناء زايد قدوته، ورابع يرتمي في أحضان حكام مشيخة قطر، وحتى العثمانيون الجدد لهم وكلاءهم وركائزهم. وبالتالي، كل منهم يحمل موقف الجهة الحاضنة والممولة، ولا علاقة لهم أبدا بالقرار الفلسطيني، هذا عدا عن الركائز الأوروبية والامريكية والاسرائيلية، وقلة من هم فلسطينيون مائة بالمائة، والأغرب من ذلك، أن بعض هذه القيادات تتباهى بارتباطاتها، حتى لو كان الهدف يمس بالموقف الفلسطيني والرغبات الفلسطينية.
الاختراقات الغريبة في الساحة الفلسطينية من كل الجهات وفي كل الاتجاهات، ومن هم في دائرة صنع القرار الضيقة يعلمون بذلك، و "ربما" يدركون الخطورة والتبعات والتداعيات.. لكن، لا رد ولا زجر ولا قصاص، بل هناك من تقدم وظائفيا، وأصبحت له كلمته ويتحمل قسطا من التأثير بهذا الشكل أو ذاك، في حين يواصل هؤلاء جميعا عملية التحشيد والتجنيد والاستزلام على قاعدة "الارتزاق" والتجضير لمعارك قادمة في الساحة، وعندما يحين وقت الاختيار اقتراعا أم تعيينا، ترفع يافطة "عد رجالك ورد الماء"، وهنا الطامة، والسقوط في الهاوية.
ان القرار الفلسطيني بات في دائرة الخطر الجدي، وقد يفقد استقلاليته في مرحلة قادمة قريبة، بعد الانتهاء من التحشيد والارتزاق و "التصنيف"، دون نسيان أن غالبية ما نقصدهم "يتسلحون" بجوازات سفر غير فلسطينية، وبطاقات تنقل بلا استجواب أو تعويق.
والملاحظ، أن الساحة الفلسطينية قد تحولت الى ميدان سباق وتصارع بين هذه الركائز، أي بين الدول الراعية والمحتضنة، فهذا يدفع بكل المقدرات والمواقف والخطط والبرامج باتجاه هذه الدولة أو تلك، وعلى سبيل المثال، هناك صراع قطري اماراتي سعودي تركي في الساحة الفلسطينية، وكل دولة تريد أن يكون لها "السبق" في السيطرة على القرار الفلسطيني والورقة الفلسطينية لمقايضتها في اطار العلاقات المتطورة بين الدول المذكورة واسرائيل، وجميعها ترتمي تحت أقدام الامريكان والصهاينة.
ونورد هنا،ـ مثالا واحدا بسيطا على هذه الظاهرة المشينة المحملة بالاخطار والكوارث، فركائز مشيخة قطر تدفع بان تكون جولات المصالحة في الدوحة، وآخرون يريدونها في المملكة الوهابية، في حين يدفع العثمانيون الجدد بأن تحتضنها أنقرة، وفي المحصلة النهائية الجهات المذكورة تسعى لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، واسقاط القيادة الحالية واشعال الفوض في الساحة الفلسطينية، وفتح أبوابها أمام تمرير حلول تصفوية للقضية الفلسطينية، وقبل كل ذلك، هذه الجهات تنسق فيما بينها، وتعمل في خدمة واشنطن وتل أبيب ووفق تعليماتهما...!!