2024-04-19 06:55 م

"ادارة الانقسام" تمهيدا لتمرير وثيقة جنيف

2016-01-31
القدس/المنــار/ قبل أن تحتضن مشيخة قطر لقاءات بين قيادات من حركتي فتح وحماس، كانت هناك اجتماعات بين مسؤولين في المشيخة المذكورة وبين بهذ القياديين في حركة حماس حضر جزءا منها أحد منظري مؤامرة "الربيع العربي" المدعو عزمي بشارة، واستنادا الى مصادر خاصة واسعة الاطلاع، ان هذه الاجتماعات تناولت مسألة فتح الطريق أمام حماس لتوسيع سيطرتها نحو الضفة الغربية، وتفادي أية ضربات قد توجهها اسرائيل للحركة، وهذا لن يتأتى ويتم تحقيقه الا من خلال الاحتماء بالشرعية الفلسطينية، فكانت اللقاءات بين قياديين من فتح وحماس في الدوحة.
تقول المصادر الخاصة لـ (المنــار) أن حكام قطر أبلغوا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وأعوانه، بأن المدخل الوحيد لحماية وتحقيق أجندتها المباركة من أنقرة والمشيخة القطرية، هو بالعودة الى جهود تحقيق المصالحة، ومع ادراك كل الاطراف بأن المصلحة الحقيقة، لن تنجز، لأن حماس لن تتخلى عن سيطرتها على قطاع غزة، فان المشيخة وحماس وتركيا، بدأوا خطة لتعزيز قواعد حماس عنوانها، ادارة الانقسام وليس تحقيق المصالحة، وهذا ما يجري في الدوحة.
وتضيف المصادر الخاصة أن قيادة حماس وممثليها في السجون والضفة الغربية وبعض عناصرها من المبعدين في الخارج، استغلوا التصارع المتعاظم داخل حركة فتح حول "وراثة" الرئيس محمود عباس، ومدوا خيوطهم باتجاه المتصارعين الراغبين في الحكم، ليبدأوا لقاءات في الدوحة تدرس فيها كيفية توزيع المناصب وآلياته، وأن يكون الغطاء، الوساطة القطرية لتحقيق المصالحة، ومن ثم تشكيل حكومة وحدة واجراء انتخابات تحت مسمى تجديد الشرعية، مع أن الحقيقة هي "ادارة الانقسام" وليس انهائه، ادارة الانقسام للولوج الى مواقع الحكم، وبشكل أوضح، هو بقاء الوضع في قطاع غزة على حاله، وزراء في الضفة ووزراء في غزة، وفي هذه الحالة المستفيدة هي حماس، ومشيخة قطر التي ستكون عندها قد أمسكت بالورقة الفلسطينية، توطئة لتصفية قضية الشعب الفلسطيني، خدمة لاسرائيل، مقابل اثمان التحالف المرسوم الذي يضم تركيا والمشيخة واسرائيل، والمملكة الوهابية السعودية، أما بالنسبة لحركة فتح فان بعض القيادات الفتحاوية تكون قد وصلت الى غايتها في تولي الحكم، باسناد من حماس والتحالف الرباعي المذكور.
وتفيد المصادر أن الخطوة التي ستلي اجتماعات الدوحة، هي ضخ المزيد من التسريبات والشائعات في الساحة الفلسطينية، وخلط الحابل بالنابل نحو فوضى قد تكون دموية تتسلل من خلالها حماس حاملة معها قيادات فتحاوية، لا هم لها الا الامساك بالسلطة، ولو كان ذلك بدعم حمساوي له أهدافه وأغراضه، في مراحل قادمة.
وتؤكد المصادر أن ما تشهده عاصمة مشيخة قطر في هذه الايام شبيه بما شهدته جنيف في سويسرا قبل سنوات عندما التقى قياجيون فلسطينيون واسرائيليون بدعم اوروبي خليجي، وخرجوا بورقة تفاهم، سميت بـ "وثيقة جنيف"، وتشير المصادر هنا، الى أن هناك تحركات اقيمية ودولية تجري في الخفاء تمهيدا لتمرير هذه الوثيقة في الساحة الفلسطينية ، مع بعض التعديل والتطوير على بنودها، وبعد أن تهيء لقاءات قطر الأجواء والأرضية الملائمة والمناسبة، مع استغلال بعض الاسماء لتنفيذ ما رسم من خطط واتفق عليه من آليات وخطوات.