2024-04-19 02:21 م

القومية الموسمية في عصر سلمان الحزم

2016-02-01
بقلم: كريمة الروبي
استوقفتني جملة يستخدمها مرتزقة آل سعود الذين ينتشرون كالجراد في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، والذين صاروا يعملون كجماعة ضغط (لوبي) داخل الساحة السياسية والإعلامية العربية والمصرية في المقدمة، حين سمعتها انتابتني حالة ضحك هستيرية.. ولكنه كان ضحكا كالبكاء، وهي جملة (نحن في عصر سلمان الحزم!) في إشارة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وعاصفة حزمه التي تقتل العشرات من الشعب اليمني كل يوم بل كل ساعة. سلمان الحزم! سليل آل سعود الأشداء على أمتهم الرحماء بالصهاينة والأمريكان . الحزم والشدة عندهم لا يظهران سوى في التآمر على الأمة من العراق إلى ليبيا وسوريا واليمن ومن قبلهم فلسطين، وفي تخريب عقول أبنائها - أي الأمة- بنشر الفكر الوهابي المتطرف الذي أنتج لنا داعش ومثيلاتها . أصبحنا إذاً في عصر سلمان الحزم ، العصر الذي تسعى فيه المملكة لقيادة المنطقة مستغلة الشعارات القومية كلما اقتضت الحاجة إليها كما الحال في صراعها مع إيران والتي تراها المملكة أشد خطراً على الأمة من الكيان الصهيوني (هذا إن رأت أساسا في الوجود الصهيوني خطراً يجب التصدي إليه) هنا تظهر الضرورة لاستدعاء النزعة العروبية التي تآمروا عليها ورموها بالكفر يوم أن كانت تلعب دورها الحقيقي في توحيد الشعب العربي لينتزع استقلاله ويثبت وجوده بين الأمم. قومية موسمية تتوارى حين يتعلق الأمر بقضية فلسطين وواجب الأمة في تحريرها، وتظهر في صورة شوفينية في مواجهة إيران، وتعود لتتوارى ثم لتظهر في مواسم مختلفة. لآل سعود وتابعيهم قوميتهم ولنا قوميتنا. قوميتهم تقتل باسم القومية أبناء القومية، تقتلهم في اليمن وتتآمر عليهم في سوريا.. قوميتهم تُستدعى حسب الطلب، بينما قوميتنا قدراً ومصيرًا وقفزة للأمام.. وليست صيحة رجعية أو وسيلة أو لافتة يتم توظيفها وتمر أسفلها أحط الأغراض.. قوميتنا أبعد ما تكون عن الشوفينية التي تحتقر أو تتعالى على القوميات الأخرى، بل تتفاعل معها على أرضية المصالح المتقاطعة ومواجهة العدو المشترك المتمثل في عصرنا بالحركة الصهيونية والإمبريالية الغربية. قوميتنا نزعة حضارية ثقافية لا تقوم على أساس العرق تتفاعل مع الآخر لا تصطدم به أوتنفذ أجندات (صراع الحضارات) الغربية. قوميتنا حاضرة دائماً تسري في أجسادنا سريان الدم في العروق وليست موسمية انتهازية.