2024-03-28 11:21 م

هل يحتاج تصنيف الإرهاب الى مؤتمر ؟؟

2016-02-02
كتب جمال محسن العفلق 
بعد تدويل الأزمة السورية وتحولها من حالة احتجاج داخلي الى حرب معلنة محورها دول عربية وقرارات جامعة عربية كانت ومازالت تحت سطوة المال الخليجي ، وانتقال الملف الى الامم المتحده ومجلس الأمن وانخراط دول اقليمية ودولية في الحرب على سورية وبشكل علني وبعد خمس سنوات ،اوصلتنا اليوم الى مؤتمر جنيف ثلاثة هذا المؤتمر الذي كان من المفترض فيه ان تتبلور صورة المعارضة السورية التي تريد الحوار مع الحكومة للاتفاق على خارطة طريق لأخراج البلاد من الحرب ، ولكن الواقع عكس هذا تمامنا فالواضح من التقارير القادمة من جنيف ان الوزلايات المتحدة دعمت الرياض لتقديم وفدها رغم ان تصريحات المعارضة تدعي ان الولايات المتحده تخلت عنهم ولكن الواضح ان اميركا لم تتخلى ولكنها ارادت حفظ ماء الوجه بتمرير ود الرياض بمن فيه ومنهم ممثل عن جيش الاسلام الذي تحاول الرياض تلميع صورته على انه ليس منظمة ارهابية انما ممثل لقوى الثورة او بقايا الجيش الحر . في وقت لم يعد ممكن فيه تبني النصره سياسيا او ميدانيا . وفي انتظار تقرير من عمان المكلفه في وضع قوائم الجماعات الارهابية يضيع وفد الرياض الوقت في الحديث عن نقاط محاصره وعن اولويات يعتبرها تصب في مصلحتة حيث يناقش وفد الرياض القضيه بشكل مناطقي ولا يناقش القضية السورية بالعام ما تريده المعارضة اليوم وبعد تراجع المسلحين في اكثر من نقطة واستعادة الجيش السوري للمبادره على الارض ، هو الحصول على اعتراف دولي بوجودها واقرار بأنها الطرف الوحيد الذي يجب التفاوض معه دون الاخذ بعين الاعتبار للفصائل الاخرى ولا لحقيقة تمثيل من في جنيف على الارض . فالتمثيل المعارض اليوم يضم اسماء هي بواقع الامر تدير او تشرف فصائل تقوم بعمليات ارهابية ، إذا كان الجميع متفق على ان النصره مرتبطة بالقاعدة وداعش تنظيم ارهابي لا يختلف عن النصره بشيء فأين المعارضة التي تحارب هذه التنظيمات ي الوقت الذي يتحمل فيه الجيش السوري محاربة الارهاب في سورية ووقف عمليات التمدد على الاراضي السورية ، وما تريده المعارضة اليوم هو تريع سلاحها المصوب على الشعب السوري وعلى من يخالف تعليمات الدول الداعمة مثل تركيا والسعودية وقطر وبالنهاية هم جميعا يعملون وفق مصلحة اميركا التي تتخبط في اتخاذ القرارات وتتنافض في تعاملها مع الجماعات الارهابية حيث ترى الولايات المتحده ان الحديث عن الارهاب لا ينطبق على كل من يحمل السلاح ويحارب الجيش السوري والعب السوري . بل تجد لهم المبرر حتى وان كانت عملياتهم تطال المدنيين والابراياء كما حدث في تفجيرات السيده زينب الاخيره جنوبي دمشق . وفي انتظار اجتماع فينا وتقرير عمان حول الفصائل الارهابية هذا بالشكل اما بالمضمون الانتظار الفعلي هو لأي تقدم قد تحرزة الجامعات الارهابية وخصوصا بعد انهيار جبهة الجنوب وتحرير الشيخ مسكين وتبدل الواقع الميداني في ريف اللاذقيه ووضع حلب ضمن دائرة المرحله القادمة للتحرير من الجماعات الارهابية ، فما تريده الدول الداعمه للارهاب اي انتصار على الارض يعزز موقفها في الحوار الذي لا نتائج ترجى منه ما دام هذا الحوار خارج العاصمة دمشق . فلو ارادت الامم المتحده والدول الراعية للمؤتمر ان تتعرف على الفصائل الارهابية يكفيها ان تمر على شوارع سورية وتستمع للشعب السوري العارف بحقيقة تلك الفصائل واعمالها على الارض حيث تقوم تلك المجموعات بتفيذ عمليات القتل والحصار وضرب خطوط الخدمات ثم تعلن انها تدافع عن الشعب السوري الوفد السوري اليوم ينتظر ان يتفق المجتمع الدولي على تسمية وفد المعارضة وهذا بحد ذاته اطالة للوقت وتضييع للجهد تريده الدول الداعمه للارهاب ، وما يريده المبعوث الدولي اليوم هو اعلان فقط ان هناك مؤتمر عقد في جنيف وان مساعي الامم المتحده هي من وصل بالاطراف المتنازعه الى هذا المؤتمر ، ولكن الواقع يقول ان الحكومه السورية تحاور اليوم الدول الداعمة للارهاب من خلال وفود سميت وفق مصالح تلك الدول ، فما يتحدث به وفد الرياض اليوم يمثل ما يصرح به وزير خارجية السعودية دائما . واذا كانت الامم المتحده تريد بالفعل وقف القتل في سورية فعليها اولا ان تجد معارضة موحده تتبرئ من كل الفصائل الارهابية وترفض وجود اي فصيل تكفيري بينها وتبدل اسماء الفصائل التي تعبر عن انتماء تكفيري لا وطني ثم تلزم تلك المجموعه باخذ تفويض من الذين تمثلهم وليس من الدول الداعمة لهم ؟ ويعلم الجميع ان الاسماء المطروحة حتى اليوم لا يمكنها كسب انتخابات على مستوى احياء فكيف تكون ممثله لشعب باكمله ؟؟ فإعادة تجربة ايصال امراء الحرب من خلال تسويات سياسية الى البرلمان والحكومة هي تجربة اثبتت فشلها فالاتفاقات الدولية لا تلغي حق ولي الدم والجماعات الارهابية مسؤوله اليوم عن دماء الاف السوريين منذ اول تفجير وحتى الساعة وتلميع صورة تلك المجموعات حتى وان نقلت بندقيتها من كتف الى كتف هو عمل خير اخلاقي ولا يتوقف الامر على الادوات المنفذه فمن حق السوريين محاسبة الداعمين لتلك المجموعات والزامهم بالتعويض فعبور الاف الارهابيين من الجحدود المالية والجنوبية لم يكن الا بعلم تلك الدول التي كلت غرف عمليات وكانت توجه تحركات تلك المجموعات . اما المجتمع الدولي فعلية ان يتحمل مسؤوليته تجاه اللاجئين الذين هربوا من الموت الى الموت وفقدان الاف الاطفال السوريين هو مسؤولية الدول التي عبرها الاطفال واختفوا فيها او من خلاتل عصابات تعمل على اراضيها من حق السوريين اليوم معرفة مصير هؤلاء والا اي اتفاق سيكون ناقص . بالاضافه الى الاثار السورية التي سرقت والمصانع وطلب التعويضات عن الخسائرة الناجمه عن قرار حصار الشعب السوري وتجويعة الذي ادارته اميركا . ان تسمية وتصنيف الجماعات الارهابية لا يحتاج لمؤتمر انما يحتاج لارادة دولية توقف تمويل هذه الجماعات وحينها ستكون هذه المجموعات مكشوفه للعالم وسوف تتحدث عن نفسها وعن ممولها .