2024-04-16 08:41 ص

جواسيس العصر في مشيخة قطر: ادارة الانقسام واشعال الفوضى في الضفة الغربية

2016-02-06
القدس/المنــار/ كتـب المحـرر السياسـي/ سنوات طويلة ومشيخة قطر تعمل بكل الوسائل، تآمرا وتمويل ارهاب وتقديم رشى مالية بهدف الخروج من دائرة الصغار الى نادي الكبار، ودخلت طرفا رئيسا في المؤامرة الارهابية على الشعب السوري لتحقيق ذلك دون جدوى، وصفقت لـ "الربيع العربي" المؤامرة الصهيونية الأمريكية لتقسيم الوطن والأمة وظل الفشل يلاحقها.
هذا الفشل المتلاحق الذي تمنى به مشيخة قطر، دفعها بنصائح واستشارات من مستشاريها متعددي الجنسيات، الى التوجه نحو الساحة الفلسطينية، تذكرة لحماية أمريكية صهيونية، عنوانها، ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، ولو أدى ذلك، الى اشعال "ربيع" في الساحة الفلسطينية، وهي في ذلك، تنسق مع تركيا وجماعة الاخوان المسلمين، وليس بعيدا عن مطالب اسرائيل.
من هنا، جاءت دعوة المشيخة لحوار حمساوي فتحاوي في الدوحة تحت مظلة انهاء الانقسام، وانجاز المصالحة، ومن تحت الطاولة، كانت جلسات التنسيق ومحاولات الاستقطاب والبحث عن أدوات للتأثير، والمشيخة القطرية، تخشى أن يزداد وضع حماس في غزة سوءا، مع احتمال انفجار مواجهة بين الحركة واسرائيل، ورأت المشيخة بالتنسيق مع تركيا والجماعة أن الافضل للحركة في هذه المرحلة، خشية الشطب والسقوط أن يتعلق بخيوط البحث عن المصالحة، والتوجه في المستقبل نحو الضفة الغربية لضرب المشروع الوطني واحداث تغيير في المشهد الساسي الفلسطيني، في ظل تصارع قيادات فتح على "الوراثة" وتدخلات مريبة لقوى ودول عديدة في هذه المسألة من خلال وكلاء غايتهم الاسناد للوصول الى الهدف من أية جهة كانت.
لذلك، كانت دعوة مشيخة قطر لطرفي النزاع الى لقاءات في الدوحة تحت رعاية حكام المشيخة المثنخين بجراح الفشل في مشاركتهم للحرب الارهابية على الشعب السوري، فهذه الجهود تغطية لفشل سياساتهم وخياناتهم.
ان هدف مشيخة قطر في الدرجة الأولى، هو الامساك بالورقة الفلسطينية للمساومة عليها، باحثة عن نجاح في هذا الموضوع لحفظ ماء الوجه بعد الفشل في سوريا، وفي ذات الوقت تقديم خدمة لتل أبيب وواشنطن، وما تشهده الدوحة في هذه الأيام، هو صيغة حماية لحركة حماس من أخطار قد تداهمها في اية لحظة، وأن تستمر في حكمها في قطاع غزة، وتشارك في حكومة وحدة، دون تنازل البتة، وهذا في حد ذاته، تعميق وتكريس للانقسام، نحو امارة اخوانية في القطاع، وان استطاعت هذه الامارة الوصول الى كرسي الحكم في رام الله، "فهي زيادة خير"، بمعنى أوضح وأدق، ما تشهده الدوحة، هو "ادارة الانقسام" وليس انهاؤه.
ان الطرفين المتصارعين، ليس في واردهما ونيتهما انهاء الانقسام أو المصالحة، والأسباب والاعتبارات كثيرة، لا داعي للخوض فيها، فهي مؤلمة وتثبت الكثير من الاتهامات الموجهة للطرفين، فلو أرادا فعلا تحقيق المصالحة، لأنجزا ذلك، على أرض الوطن، وبدون وسطاء، لكنهما، مرتاحان لما هما فيه.. وها هما "يسيحان" في الأرض بحثا عن وسطاء للمصالحة، وهذا تأكيد على رفضهما لانهاء الانقسام، ولو أدت قياداتهما عشر صلوات في اليوم الواحد، وأمسكت بجدران الكعبة.
لكن، ما نحذر منه، هو الدور القطري الخبيث، الباحثة عن طريق للوصول الى نادي الكبار، واسناد التحالف مع الاخوان والعثمانيين الجدد، وضرب دور مصر، وما نخشاه، أن تعمد الى اشعال فوضى في الضفة الغربية، تطيح بالمشروع الوطني والمشهد السياسي الفلسطيني، ليعود الاخوان الى برنامجهم الذي سقط في القاهرة، واندحر في دمشق، يعودوا الى ذلك، على أرض فلسطين.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو:
لماذا قبل الرئيس محمود عباس بوساطة مشيخة قطر وجهود حكامها، وهو الأدرى بنواياهم، وهل، ما يريده الشعب مجرد "ادارة انقسام"، ولماذا لا يدعو الرئيس الفلسطيني الى مصالحة على أرض الوطن، والابقاء على دور مصر على الأقل، رغم أن القاهرة، عرضة للحصار والتهديد من أعراب الخليج، وما نخشاه هو الانصياع المصري للمطالب الخليجية، وهنا، الطامة الكبرى!!!
ولماذا، لا يصارح الرئيس عباس شعبه، بالنسبة لما يدور في الدوحة وتبيان كل المواقف، ولكل الاطراف، متصارعون ووسطاء، فاستمرار الدور القطري الخياني والقبول بتدخله في الشأن الداخلي الفلسطيني، والخضوع لرغبات "مخفية" من المملكة الوهابية السعودية، يعني أن الفوضى وقد تكون دموية مقبلة على الساحة الفلسطينية، عندها تكون نهاية المشروع الوطني، وسقوط الثوابت، وزحف الجماعة الى الأرض الطاهرة!!