2024-04-19 11:14 م

عذراً من الجميع فالسعوديون على حق

2016-02-06
بقلم: محمد توتونجي
أؤيد وبشدة قرار قبيلة آل سعود بالتدخل البري في سورية ، لا وبل إني أدعوكم وبكل صدق أن تستعجلوا بهذه الخطـــــوة ، وألا تنتظروا لا مفاوضـــــــات ولا غيرها ، فأنتم يا آل سعود على حق ، فكل ما يتم تدواله من مفاوضات ومباحثات وجينيف وميونخ وووو ،،، هو محض كذب عندما توجه اللكمات لمشروعكم بشكل متسارع ومتواتر وحاسم من جنوب سوريا إلى شمالها . لا بل يجب ألا تتأخروا في هذا العمل العسكري أبداً ، فوحده الميدان هو من يحسم ويرسم كل ما ينجم عنه من تغييرات ، كما أنصحكم بألا تنسوا أبداً بأنه " ما حكَ جلدك مثل ظفرك " ، وأنتم على حق بهذا القرار الحاسم بعد أن قطعت أطرافكم من تكفييرين وإرهابيين على الأراضي السورية ، وأعداؤكم يتقدمون وبتسارع كبير جداً على الأرض وأنتم تنفقون وتصرفون أموال شعبكم لتمويل وتسليح تلك الجماعات الإرهابية المرتزقة والتي أوصلت ميزانيتكم للعجز المالي والذي سيكون تصاعدياً حتى ينهار اقتصادكم وتسقط عروشكم . بالله عليكم هبوا واحشدوا واجمعوا وكيدوا ما استطعتم ، وانفروا خفافاً وثقالاً ، وجاهدوا بأنفسكم بعد أن جاهدتم بأموالكم ، وعندها ستؤمنون بأن وعدنا حقاً ، وكما كان مصير أبناء عمومتكم الصهاينة في حرب تموز المباركة التي دخلوا فيها أرض العرب في لبنان شاقولياً وخرجوا منها أفقياً ، فإنه هكذا سيكون مصيركم نفسه في سورية فستدخلون أحياءً وستعودون محملين بتوابيت بعضكم ، وأجساد بعضكم الآخر لن تترك كلباً جائعاً في وطني. يا أوهاماً من الرمال أنتم ، هل استطعتم بكل ما حشدتم في البحرين التي لا تعادل مساحتها منتزه صيفي في سورية أن تُصمتوا صوت الحق فيها على مدى خمس من السنين بكل مرتزقتكم من الأردن والإمارات والمجنسين الذين دفعتم لهم الأموال من باكستان وهنود وأفغان وبنغال ليقاتلوا إلى جانبكم شعباً حراً هو صاحب الأرض والحق في ثورة أطلقها ولم يستخدم فيها حتى سكين مطبخ. وهل استطعتم أن تحجبوا نور الشمس في المنطقة الشرقية في شبه جزيرة العرب التي احتليتم أرضها على دبابات إنكليزية ، وأنتم تواجهون شعباً أعزلَ بكل ما أوتيتم من سلاح أشتريتموه من سيدكم الصهيوأمريكي لا لشيء إلا لحربِ العرب والمسلمين في اليمن وجنوب لبنان وسورية والعراق. وهل استطعتم أن تنفضوا غبار العار عن الهزائم المدوية التي عصفت بعاصفة حزمكم المأفونة في اليمن ، بل هل استطعتم أن تحافظوا على الأراضي التي احتليتموها من اليمن السعيد في جيزان ونجران وعسير ، والأهم هل أنتم قادرون على أن تحافظوا على نجد والحجاز من دواعش الداخل الأصليين في أرضكم ، وهل تستطيعون أن تقضوا على البيئة الحاضنة للدواعش والفكر التكفيري الإرهابي الذي عملتم جاهدين على ترسيخه وتنميته وتكبيره في أراضي نجد والحجاز ليثبت ملككم ومملكتكم التي أنشأتموها على قواعد الشراكة بين سيوفكم وبارودة الإنكليز ، وبين حفيد الدونمة العثمانية ابن عبد الوهاب لتتمكنوا من رقاب الناس تحت شعاري السيف والتوحيد. قبل أن تأتوا إلى وطني سورية عليكم أن تحاربوا كفركم وتكفيركم الذي يسكن أنفسكم ، وأن تثبتوا لنا جميعاً بأن الرواية عن أصولكم الصهيونية هي محض كذب وافتراء ، ونحن نعلم أنكم لا تستطيعون ذلك لأنه عندها سيسقط عرش ظلمكم وتصبحون أثراً بعد عين . ولذلك فإنه ليس أمامكم إلا أن تصغوا بدقة وتعقل لما قيل لكم على لسان الوزير وليد المعلم بأن : " إنّ أيّ تدخل بريّ في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة سيعتبر عدواناً يستوجب مقاومته والتي تصبح واجبًا على كل مواطنٍ سوريّ. وإنّ أيّ تدخّل من السعودية في سوريا يعني إعادة جنودها إلى بلادهم في صناديق خشبية ". وعليكم أيضاً أن تتـنبهوا جيداً لما قاله القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري في الرد على سؤال حول إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات الى سوريا، فأجاب : " لو قاموا بهذا الإجراء فإنه سيكون بمثابة رصاصة الرحمة لهم أنفسهم ، ويبدو على الظاهر أنه لا سبيل أمامهم غير ذلك ، إلا أن هزيمتهم ستكون مؤكدة ، وأتبع القائد العام للحرس الثوري ، لقد تفوهوا بكلام أكبر من حجمهم ، وبرأينا لا ضير في هذا الأمر لو حدث ". هذا الكلام أعلاه ينطبق تماماً على المهزوم الآخر العثماني الإخواني ، الذي مازال منذ ما يقارب الخمس سنوات يزبد ويرعد ويهدد بتدخل عسكري وحسم في سورية وتحديات بإسقاط النظام السوري ورحيل الرئيس الأسد ، وما ناله فقط هو المزيد من الهزائم والسقوط والتراجع وتشرذم في وضعه الداخلي والخارجي ، وفشل في استجلاب الناتو لضرب سوريا يوم أسقطت طائراته في سماء سوريا. وبالتالي فإن الهزيمة الإدراكية التي لحقت به وقرنه الآخر السعودي التي أكدت أنهم أدركوا تماماً أن الانهيار لاحقٌ بهم وبأدواتهم في سورية والعراق لا محالة ، بل وحتى داخل مناطق نفوذهم التي يتولون رأس الحكم فيها ، وسيكون الانهيار الخارجي لمشاريعهم متدحرجاً وسيسقطهم من الداخل ، وأدركوا أن الانتصارات المتتالية لحلف المقاومة ستسقطهم كما أحجار الدومينو وبنفس السرعة ، ولذلك أكد الوزير المعلم واللواء جعفري على أن خيار جنونهم وارد ولكنه ساقط سلفاً. في الختام أعود وأؤيد بشدة القرارين العثماني والسعودي بالتدخل العسكري في سورية لأنه عندها سيكتب التاريخ : أن الشعب السوري وحلفاءه قد خلصوا البشرية من رجس الوهابية التكفيرية وإجرام الإخوان المسلمين في الأرض. وكذلك سيتأكد الغرب وأمريكا أنه كان يتوجب عليهم أن يلقوا بأحمالهم الزائدة والتخلص من المراكب الغارقة في أساطيلهم قبل أن ترغم أنوفهم على فعل ذلك تفادياً للغرق في الرعب المتدحرج الذي أصاب دولهم وشعوبهم نتيجة لسياساتهم الخاطئة والمجرمة في دعمهم وتمويلهم وتكبيرهم لوحش الإرهاب الذي عاد إلى موطنه ليعصف بهم ، الأمر الذي أدى إلى الحاق الكثير من الخسائر بما كانوا يملكونه اقتصادياً وسياسياً وجغرافياً ، من القرم وأوكرانيا إلى الهرمز فجبل طارق . وإن أكبر الهزائم التي لحقت بهم هي وصول الدب الروسي والعملاق الصيني إلى المياه الدافئة ، وازدياد قوة روسيا عسكرياً وإسقاطها للدرع الصاروخي الناتوي عبر نشر منظومات S 400 في سوريا وقريباً في إيران ، وتثبيتها قاعدة دائمة لها في سورية على شواطئ المتوسط ، ونشر طائرات السوخوي 34 و35 التي أسقطت أوهام الأمريكيين والأوربيين ، ومنظومات ياخونت البحرية التي منعت الأمريكي بأساطيله وحاملات طائراته التي كانت تعتبر فخر الجيش المرتزق الأمريكي من القدوم إلى دمشق عام 2013 ، والأهم على الإطلاق هو فشلهم الذريع في القضاء على سورية وإسقاط الحدود التي كانت السلاح الضارب لحلف المقاومة حيث انقلب السحر على الساحر وأصبح الحرس الثوري والمقاومة السورية وحزب الله على الحدود المحتلة إسرائيلياً في الجولان والقنيطرة.