2024-04-20 08:32 ص

لا تنشغلوا بـ "اعلانات" السعودية وتركيا

2016-02-06
بقلم: إيهاب شوقي
اعلان السعودية عن ارسال قوات برية الى سوريا ينبغي النظر اليه في اطار لا يتخطى الاعلام والاستفزاز فقط بهدف توريط الاطراف الاخرى التي تشدد الخناق على التكفيريين في اخر نقاطهم الحصينة في حلب في تصريحات او تحركات على الارض تشغلهم عن اتمام اهم مراحل الحرب. دأبت السعودية كما (اسرائيل) على خلط الاوراق بالمنطقة ومحاولة تشتيت انصارها واعدائها بغرض ان تظل في بؤرة الضوء وقبلة للتفاوض والا تصير نسيا منسيا. المنطق العقلي والعسكري والتاريخي لا يعزز ارسال قوات برية سعودية هي بالاساس غير موحودة عمليا . ومن حق الجميع ان يتساءل عن وجود هذه القوات واماكن تمركزها وما هو دورها في الدفاع عن جيزان ونجران واين دورها في العدوان على اليمن ام ستصرف السعودية مزيد من المليارات على مرتزقة جدد لانها استلذت بتجربتها الجديدة الغير مسبوقة في تاريخها القصير والمخزي، حيث ستلجأ للاستدانة للمرة الاولى لتغطية عجز موازنتها ! على الجانب التركي، ترقص تركيا اردوغان رقصة الموت وكأنها رهنت وجودها بزوال الرئيس السوري، وهي ماضية في الخيار شمشون لاخر مداه. ان تحالف المهزومين السعودي التركي والتنسيق الاستراتيجي لخيار هدم المعبد لا يدل الا على ان هذين النظامين هما نظامان استعماريان من النوع الاستيطاني وهو تاريخيا صحيح وليس المجال هنا لاثباته. واشادة الخبراء الامريكان بدهاء النظام السعودي وحذقه ومهارته كما في تقارير معهد واشنطن مثلا، هو مزيد من استدراج هذا النظام الى نقطة السقوط في المنحدر الذي نزل به واسرع الخطى الساقطة منذ تولي محمد بن سلمان او سلمان او كلاهما! ان الحديث عن فتح جبهة اخرى في حين جبهة اليمن تنزف والفشل السعودي مدويا بها، هو من قبيل الجنون ولكن الجنون الذي يمكن تفهمه في نهايات نظام تأخذه العزة بالإثم. عندما ترى التفاوض متوقف في جبهات اليمن وسوريا، فاعلم ان الوضع على الارض ليس في صالح التكفيريين بجناحيهما النظامي والمرتزق. ان اعلانات السعودية وتركيا هي ورقة تفاوض فقط بديلة عن ورقة التفاوض الممزقة على جبهات القتال. السؤال البائس والمحزن...اين مصر؟ نستطيع القول باطمئنان ان اعلان مصر عن موقف اكثر صراحة ووضوح كفيل بتوفير مزيد من الدماء.