2024-04-23 07:39 م

على هامش مؤتمر الدول "المانحة" في لندن .....تصريحات بان كي مون

2016-02-07
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
التصريحات التي ادلى بها بان كي مون حول الأسباب وراء تعليق المحادثات السورية في جنيف تثير الاستغراب حيث قال " ان تكثيف الضربات الجوية المفاجئة في سوريا هي التي علقت المحادثات السورية في جنيف". وجاء في حديثه للمؤتمرين في لندن انه "من المثير للقلق البالغ أن الخطوات الأولية في إطار المحادثات علقت لاستمرار غياب وصول المساعدات الإنسانية وتصعيد الضربات الجوية المفاجئ والنشاط العسكري في سوري". من الواضح ان السيد بان كي مون نسي انه يمثل الأمم المتحدة وليس المعارضات السورية التي تأتمر بإمرة الرياض والتي سميت بحق "وفد الرياض" أو معارضة الرياض". وهنا نطرح التساؤل المشروع هل انضم السيد بان كي مون الى هذا الوفد وأصبح المتحدث الرسمي باسمه؟ اليس من الأفضل له بعد هذه التصريحات ان يترك مكتبه في الأمم المتحدة ويذهب ويقطن في الرياض؟ لا شك ان آل سعود ما زال لديهم الأموال في صناديقهم السيادية لكي يحجزوا له في الفنادق الفاخرة ويؤمنون له عيشة الرفاهية وخاصة وانه قد أصبح على أبواب التقاعد من وظيفته في الأمم المتحدة. ونحن نتساءل هل كان من الواجب ان تقوم الدولة السورية ذات السيادة وحكومتها الشرعية المعترف بها دوليا والعضو في الأمم المتحدة بإبلاغ السيد بان كي مون عن نيتها بتحرير الأراضي السورية من رجس الإرهابيين والتكفيريين حتى يحدد لهم وتيرة التحرك ويتحكم في الإيقاع والتحركات العسكرية للجيش العربي السوري ومن استدعوا بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية الشرعية لمساندتها ومؤازرتها في تحرير أرض الوطن؟ الجيش العربي السوري لم يعتدي على دولة أخرى ليطلب منه التوقف عن حربه ضد الإرهاب. لم يتدخل في شؤون دولة أخرى وأرسل قطع من جيشه الى دولة دون التنسيق مع حكومتها الشرعية كما فعلت تركيا التي لم تنسحب من العراق بالرغم من كل الطلب التي وجه الى تركيا بهذا الغرض من الأمم المتحدة. السيد بان كي مون يدري بشكل جيد ان من أفسد جنيف 3 والذي سيعمل على افساده مرة أخرى هي السعودية وتركيا وقطر من خلال الشروط التي وضعت ومن عدم الاتفاق على الوفد ومن سيضم. وفد الحكومة السورية بقي يطالب ولغاية قبل اعلان "تعليق" المباحثات التي لم تبدأ أصلا، بقي يطالب بأسماء الوفود وعددها حتى لا يوضع في موضع التباحث مع "الاشباح" على حد قول السيد الجعفري الذي ترأس وفد الحكومة السورية الشرعية. ووفد الحكومة السورية بقي ولاخر دقيقة يطلب من السيد ميستورا جدول اعمال المؤتمر وبقيت عمليات المماطلة في كل من النقاط التي طلبها وفد الحكومة السورية الشرعية. وفد الحكومة السورية لم يقم بالانسحاب ولا بتعليق مشاركته في التباحث مع ممثل الأمم المتحدة. الوفد الذي انسحب من جنيف هو وفد الرياض الذي كان معنيا بنقطة واحدة وهي إيقاف "اطلاق النار" عندما بدأت جحافل الإرهابيين تنهار الواحدة تلو الأخرى ولم يعد لدى هذا الوفد اية أوراق يمسك بها ولو بالقدر اليسير الذي من خلاله تستطيع السعودية أو قطر أو تركيا تحقيق اية مكاسب ولو حتى الفتات. ومن ثم طلب كم هذا الوفد اعلان انسحابه وهو بالأصل ولغاية آخر دقيقة لم يعلن عن موافقته على حضور جنيف 3 ، وبقي يماطل وحتى في تسمية أسماء الوفد بالكامل نظرا لوجود الخلافات بين مشغلي هذا الوفد حول الأسماء والمراكز الذي سيشغلها كل فرد تبعا للجهة الإقليمية التي يقع تحت مظلتها. كانت هنالك خلافات بين آل سعود من طرف وقطر وتركيا من الطرف الاخر. القشة التي قسمت ظهر البعير" والتي أدت الى إعطاء الأوامر لوفد الرياض بإعلان انسحابه من جنيف 3 الذي لم يبدأ بالأساس هو فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ أكثر من ثلاثة سنوات من قوى الارهاب. لو كانت معارضة الرياض" تمتلك ولو ذرة من الشعور الإنساني لفرحت في فك الحصار عن 70 الف نسمة منع عنهم إيصال الأدوية والغذاء طيلة هذه الفترة وما كان يصلهم كان عبر الطائرات السورية من الجو. هؤلاء الشركاء في الجريمة هم أنفسهم الذين يطالبون بإيصال المعونات الإنسانية الى المناطق المحاصرة بمعنى ايصالها الى المجموعات الإرهابية التي يمكن ان يستخدموها كورقة على طاولة المفاوضات. الم تكن تركيا اردوغان ترسل الشاحنات المحملة "بالمساعدات الإنسانية" الى المجموعات الإرهابية ولم تكن الا شاحنات أسلحة وذخيرة؟ وعندما افتضح امرها ونشر الخبر في صحيفة "جمهوريت" التركية قامت السلطات الأمنية التركية باعتقال رئيس تحريرها ورئيس مكتبها في انقرة بناء على توجيهات من اردوغان وتم تقديمه للمحكمة بتهمة الخيانة العظمى لنشر معلومات حول تزويد السلطات التركية مسلحي تنظيم "داعش" بالأسلحة. الصحيفة لم تدعي بل نشرت هذا بالصوت والصورة الدامغة. بالإضافة الى ذلك لا بد من التذكير من ان الصليب الأحمر الدولي اتهم العناصر المسلحة بالاستيلاء على المعونات الإنسانية التي كان من المفترض ان تذهب للمناطق التي يسيطر عليها الإرهابيين. والصور التي عرضت لأطفال هياكل عظمية للدعاية ضد الدولة السورية تبين انها مفبركة ومأخوذة من مناطق أخرى من العالم ولقد رأينا هذه الفبركات الإعلامية من قبل من خبراء الاعلام والمأجورين في الجزيرة والعربية. وإذا ما نسي البعض او تناسى فنحن لم ولن ننسى. ولكن هذه الاخبار والمعلومات تدفن تحت السرير كما يقولون لأنها تفضح ممولي ومشغلي الإرهابيين الناطقين باسمهم والذين صرحوا في البداية بأنهم لن ينضموا الى المباحثات في جنيف الا إذا كانت هنالك ضمانات لإيصال المساعدات الإنسانية. "محبو الإنسانية" انشغلوا في توصيف التركيبة المذهبية والطائفية لبلدتي نبل والزهراء ومن قام بتحرير البلدتين ومن كان مع الجيش السوري في عملية التحرير شيعة ام سنة؟ هذا الدرك الأسفل من الشعور الإنساني التي وصلت اليه هذه الأدوات التي تتمتع الان بالعيش بالفنادق الفارهة في الرياض. ولا ندري ماذا سيكون مصيرهم ومن سيدفع لهم فواتير الإقامة بعد ان تنضب خزائن الملوك والسلاطين والامراء مع تدهور أسعار النفط العالمية التي شاركوا بها وجلبوا المصائب على ممالكهم نتيجة تدخلاتهم المباشرة والغير مباشرة خدمة لسيدهم في البيت الأبيض. كلمة أخيرة نهمس بها في اذن السيد بان كي مون ونقول له وهو على قاب قوسين من الرحيل من الأمم المتحدة لتقل كلمة حق في نهاية العمر لعل التأريخ والمؤرخين يتناسوا مواقفك الغير مشرفة على مدى السنوات التي خدمت بها الاسياد في الأمم المتحدة. 
bahij.sakakini@gmail.com