2024-04-25 11:23 م

الدول المعادية لسورية تقامر بورقتها الأخيـــرة؟

2016-02-07
بقلم: جمال العفلق
تم تصنيع وفد الرياض وكانت الضوضاء حوله اكبر بكثير من حجمة وفعله ، فهذا الوفد الذي تمنع عن الحضور ومن ثم اعلن انه يفكر ليزيد الاضاءه الاعلانية والاعلامية حولة ، وصل الى جنيف وكل أملة الحصول على غرف واسعه بالفنادق وتسهيلات تنقل تتيح لأعضاءة السياحة والتسوق قبل وبعد المباحثات التي وضع عليها شروط مسبقة لنسفها ، كما ان الرياض وانقرة لم تستعجلا ارسال الوفد بانتظار اخبار من الميدان تعزز موقف الوفد وتجعل اعضاءة اكثر قوة امام عدسات الأعلاميين ، ولكن فك الحصار الظالم عن مدينتي نبل والزهراء وتوسع رقعة سيطرة الجيش والقوات الحليفه في حلب ودرعا دفع المشغلين لسحب الوفد من التفاوض والمباحثات التي لم تبدأ اصلا . فما قاله وفد الرياض تحديدا لم يكن يحمل اي عنوان رئيسي او فرعي انما مجرد كلام عام لا يعني الشعب السوري بشيء اما الحديث عن الإرهاب فكان ابعد ما يكون عن لغة الوفد فلا يمكن للمرء ان يصدق ان داعم الإرهاب والمستفيد منه يريد محاربته . في وقت اشتعل فيه الميدان الشمالي ، وتراجعت الجماعات الإرهابية وكان العجز واضحا لدى داعمي الإرهاب في مد يد العون للفصائل الارهابية وتحرير نبل والزهراء واستكمال السيطره النارية للجيش السوري والقوات الحليفة له على مدينة حلب . وتزامن ذلك مع توسع رقعة الانتصارات في الجنوب واخراج المسلحين من الشيخ مسكين في مدينة درعا ، قررت دول تحالف العدوان على سورية كشف الورقة الأخيرة بالأعلان عن ارسال قوات بريه او الإستعداد لفعل ذلك وتركت تلك الدول لنفسها مساحة استداره صغيره بعبارة اذا توافق التحالف الدولي ! هذا الأعلان الصريح للحرب على سورية والدخول المباشر لم يكن وليد اللحظة انما هو رغبة أعلن عنها تحالف العدوان على سورية أكثر من مره وعمليا تشير التقارير الأمنية عن وقوع عدد لا بأس فيه من عناصر تلك الدول في الأسر وخصوصا في مناطق الشمال حيث كانت تلك الدول ترسل ضباط ومجموعات صغيره الى الميدان وحدث ذلك في معركة جسر الشغور حيث دفعت تلك الدول بمجموعة متخصصه محمله بصواريخ مضادة للدروع كما سهلت تركيا حينها دخول قطعان المرتزقة لاتمام تدمير المنطقة واعلان السيطره عليها ، وبالتعاون مع البيئة الحاضنة للارهاب والتي تعيش اليوم على الحدود التركية تنتظر السماح لها بالهرب والاختباء . وهنا يجمع المحللين ان ما اعلنت عنه تلك الدول ليس اكثر من حرب نفسية ومحاولة رفع معنويات لمن تبقى من الجماعات ارهابية ان المدد قادم وان المسأله هي مجرد وقت لا أكثر ولا اٌقل . ولكن ماذا لو نفذت تلك الدول تهديدها هذا ودخلت بقواتها البرية ؟؟ هنا تكون الولايات المتحده قد ورطت هذه الدول بالفعل بحرب لا طاقه لها فيها ولا قدره لها عليها فإشعال الحرب ممكن ولكن من يضمن عدم انتشار النار ؟ ومن يضمن لتلك الدول الإنتصار على ارض لا تعرفها ولا تستطيع البقاء فيها ان دخلتها . ان هذا الدفع باتجاه التصعيد يثبت للمرة المليون ان داعمي الحرب على الشعب السوري لا يعملون وفق برنامج سياسي واهداف واضحة انما ينفذون ما يطلب اليهم دون ادراك لحقيقة ما بعد التنفيذ ، فالحرب التي تلوح بها تلك الدول لن تكون اشد ألم على الشعب السوري الذي اكمل عامة الخامس صامدا في كل الميادين رغم الحصار ورغم العقوبات وبالرغم من كل انواع الدمار التي تحيط به فالقضية اليوم ليست مسألة موالي ومعارض كما يريد البعض تصويرها انما هي قضية وطن يكون او لا يكون . وهذا النوع من الحرب النفسية تجاوزة الشعب السوري فلو نزل اي باحث الى الشارع وسأل الناس عن تلك التهديدات لكتشف ما لا يمكن ان يتوقعة فقد تلقى الناس التهديدات العسكرية تلك بالسخرية والاستهجان ، وهناك نسبة كبيرة لم تسمع تلك التهديدات لان هذا الامر لم يعد يعنيهم ليس اهمال للوطن انما ثقة بالنفس وثقة بانتصارات الجيش السوري الذي مازال يقدم الشهداء ويحق الانجازات ويرسم خطوط عمل الموفد الدولي السيد ديمستورا الذي وقف عاجزا امام انتصارات الجيش وتبدل الواقع الميداني حيث وجد مخرج له بايقاف التفاوض وتأجيله لوقت يعتقد انه كافي للمعارضة لتحدث تغيير على الأرض . واليوم وبالرغم من الحاجة للحوار السياسي الا ان الميدان اولوية ولا يمكن للحكومة الدخول في مفاوضات مع جماعات ارهابية تسيطر على مربع هنا او هناك وتفرض شروط على دولة ذات سيادة . واذا كان السيد دي مستورا خضع لابتزاز او ضغط ما لاقصاء معارضين وتقريب اخرين فعلية ان يعيد الحسابات وتحديد من يمثل الشعب السوري على الأرض . المسأله ليست استعراض عضلات او تلاعب بالكلمات كما يريد الأعلام ونشرات ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن تصويرها ، انما هي حرب داع عن وطن وحماية وطن واعادة بناء وطن ، فأختلاف الدول المانحة وترددها في صرف ما عليها من مستحقات للعب السوري قضية ليست ذات اهمية بالنسبة للسوريين انما ما يعني السوريين بالفعل تفعيل القرارات الدولية وخصوصا التي تتحدث عن وق دعم الارهاب والجماعات الارهابية وتقديم المال والسلاح لها ورفع الحصار الدولي عن الشعب السوري ، اما تحديد من هي الجماعات الارهابية فالامر اصبح محسوم بالنسبة للشعب السوري فهو على علم كامل بالفصائل الارهابية ومن يمولها ولصالح من تحارب . ولهذا كله قررت الدولة المعادية لسورية وشعبها المقامرة بورقتها الاخيره واعلان فكرة التدخل البري المباشر على الاراضي السورية مصورة نفسها انها اللاعب الوحيد بالمنطقة وانها قادره على اتخاذ اي قرار وفي اي وقت ، وبالـاكيد للتسويق لنفسها على انها قوة ضاربة موجوده على الأرض وذلك للتغطية على فشلها في اكثر من ميدان رغم المبالغ الطائله التي تدفعها لشراء ولاء البنادق واستأجار الجنود من دول عده تحت اسم تحالف دولي او اسلامي وهو بحقيقة الامر شراء ارواح الناس ودفعهم الى الموت المحتوم .